1
لم يكن أحد ليتوقع بأن منظمة “شبيبة هتلر” (Hitler-Jugend) البائسة التي أعلن عن تأسيسها في إجتماع الحزب النازي السنوي عام 1926 في مدينة فايمار، ذات التاريخ الثقافي العريق، سيكون لها شأن كبير في الفترة اللاحقة من عمر الرايخ الثالث حين استولى الحزب على السلطة في مفارقة تاريخية، جعلت أحد المضطربين نفسيا يتربّع على رأس أعلى سلطة في بلاد الجيرمان. كان هتلر لا يمل هذيانا عن دور الأطفال واليافعين في التأسيس والمساهمة في بناء جبروت القوة الألمانية العارية التي بشّر فيها في كتابه الشهير مستندا إلى أصول عرقية لا تعرف للمنطق حدودا. بعد عبورها من شبيبة “حزبية” إلى شبيبة “الدولة” ومع تلبّد غيوم الحرب العالمية عشية العام 1939 صدر قانون “الخدمة الإلزامية للشبيبة” الذي ما أن جف حبره إلا وقد كان ما يقارب 8 ملايين طفل ويافع ألماني ونمساوي دون سن الثامنة عشرة، ومن كلا الجنسين، ملتحقين بهياكله وملتزمين بنشاطاته التي أصبحت مميتة بعد حين. تلقى هؤلاء الأطفال واليافعين تربية صارمة ووضعوا في معسكرات كانت أشبه بالثكنات العسكرية رغم وجود بعض النشاطات التي تسمح لهم بنوع من الإحساس بالمغامرة وحب الفضول الشقي. لم تكن نشاطاتهم تقف عند جمع مخلّفات الاسلحة والمساعدة في بعض أعمال الصيانة والبناء، والاطلاع على صنوف الأسلحة والمثابرة على دروس “فلسفة الأعراق” الخالدة وتعاليم “الدين النازي” الجديد فحسب، وإنما تعدّتها إلى المشاركة في الأعمال العسكرية القتالية واللوجستية، التي كانت تتزايد تباعا مع دخول الحرب أوقاتها الحالكة واشتداد المعارك حول وداخل المدن الألمانية الكبرى. مع الإشارة إلى أن من يشتدّ عوده منهم يتم تزكيته لفرق العاصفة، إحدى أشرس الفرق القتالية الألمانية آنذاك. ومع إنتهاء الحرب كان هناك الآلاف منهم ضمن عديد الآلاف المؤلّفة من الجنود الألمان الذين لاقوا حتفهم في ظروف لا تستحق إلا الشّفقة.
2
إن كانت الجبهات قد صمتت وحل سلام ما على الأرض الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، فإن جبهات وحروب أهلية أخرى قد استهلت في بقاع عديدة من العالم كان فيها انخراط الأطفال واليافعين في “قتال الكبار” يبدو أكثر وضوحا وربما أشد فتكا وعنفا. ففي النصف الثاني من القرن العشرين كانت بلدان مثل ماينمار، السودان، كولومبيا، جمهورية الكونغو الديموقراطية، الفيليبين، جمهورية إفريقيا الوسطى والصومال مجرّد أمثلة على فظاعات كان “أبطالها وضحاياها”، إن صح التعبير، أطفال ومراهقين، تم تجنيدهم من قبل الأطراف المتحاربة، سواءً كانت حكومية أو معارضة متمرّدة، بالترغيب تارة وبالترهيب تارات. في ماينمار مثلاً تاريخ عريق من الانتهاكات وتجنيد الأطفال وتسليحهم، أما في الكونغو الديموقراطية فحدّث ولا حرج، إذ غالباً ما كان يجبر الأطفال في خضمّ الصراعات المتبدّلة على السلطة على الإنخراط في أعمال قتالية وعلى إرتكاب أعمال غاية في الفظاعة والوحشية من قتل وتعذيب واغتصاب، بالمقابل يعرف كل طفل ويافع ما ينتظره تماماً في حال الامتناع أو التردد عن القيام بذلك. ورغم تحسن الأوضاع في مجمل هذه البلدان المفتوحة على الصراعات إلا أنّ الحال بالعموم لمّا تزل على حالها حتى يومنا هذا.
3
في حرب لبنان إبّان الحرب الأهلية برزت ظواهر ملفتة للنظر، كان أبرزها ما بات يعرف ب “أطفال الأر بي جي”. ففي حمأة الاجتياح الإسرائيلي البري العنيف التي توّجت بوصول جيش “الهاغاناه” إلى قلب العاصمة بيروت صيف 1982، في حربه المفتوحة ضد تحالف القوى الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، تم تشكيل وحدات صغيرة من الأطفال واليافعين جلّهم من أبناء مخيمات البؤس الفلسطينية التي كانت تسوّر مدن الجنوب والعاصمة وتم تدريبهم على إستخدام سلاح فتّاك بالمدرّعات والدبابات هو الأربي جي. شهادات الضباط والجنود الإسرائيليين العائدين من جهنّم لبنان تواترت عن ظهور فتية من الأطفال المسلحين بين الأحياء وإطلاقهم قذائف مميتة كان أغلبها لا يصيب أهدافه البادية ولكنّها كانت تصيب مخيّلة الإسرائيليين وأفكارهم عن “هؤلاء العرب” في الصميم، بالإضافة إلى تحريضها لبعض أعراض الاعتلالات النفسية، خاصة لدى أولئك الجنود الذين اعترفوا بإضطرارهم لقتل هؤلاء الأطفال بلا رحمة تحت ذريعة الدفاع عن النفس الأمارة بالاحتلال والقوة، فظهروا لهم في مناماتهم بعد سنوات طوال وأشبعوهم كوابيس غاية في الرعب.
لم يكن واضحا آنذاك فيما إذا كان القرار بتشكيل هكذا كتائب أو مجموعات قد إتخذ على عجل من قيادات عليا في ظروف الحصار الخانق التي تعرّضت له القوى الفلسطينية المسلّحة، أم أنه كان شيئا مسبق التحضير، وإن كان هناك الكثير من الأدلّة على أن رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات نفسه كان لا يفوّت فرصة للتأكيد على “أشبال الثورة” ودورهم في رفد المقاتلين “عاجلاً أم لاحقا” ورعايتهم بشكل بولغ في تركيزه على الجانب العسكري، وإن اتخذت أشكاله نشاطات ظاهرها “كشّافي” الطابع وباطنها “إيديولوجي” سياسي بحت. حتى أن هناك ما يشير إلى ضلوع القائد العسكري أبو خليل الوزير في تنظيم وتهيئة “أطفال الآر بي جي”، إحدى أكثر المطبّات الأخلاقية التي وسمت وجود منظمة التحرير الفلسطينية الدامي في لبنان.
4
من لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة في الضفة وغزّة كانت العدوى تنتقل ولكن بصورة أكثر رمزية وأقل وطأة مع الإنتفاضة الأولى التي أفرزت ظاهرة “أطفال الحجارة” في مشاهد لا تنسى عن أطفال ويافعين يمطرون جنود الإحتلال ومدرّعاته بالحجارة في مواجهات دامية إتخذت من أزقّة وشوارع المدن والمخيمات الفلسطينية أثناء الاقتحامات وعمليات التمشيط العسكرية لجيش الاحتلال مسرحا لها. تفجّر الغضب المكبوت تجاه واقع الاحتلال الشرس، وبات الأطفال “رموزاً” لصمود الفلسطيني في أرضه ومقاومته لسياسة التدجين العنيفة التي يبدو أنه لم يكتب لها النجاح جيلا بعد آخر. في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي أبرزت جانبا مسلّحا من جوانبها كان الأطفال واليافعين أيضا مشكّلين لبعض ملامحها فيما لم يعرف عن عمليات تسليح بينهم بالمعنى الواضح للكلمة، فيما بدا ذلك نضجا فلسطينيا، وإن تخللته بعض الحالات الإستثنائية من هنا وهناك.
5
مع الثورة السورية بدأ فصل جديد من الكتاب السوري المعاصر وصلت فيه الأمور إلى نقطة حاسمة، امتشق فيها الثوار السلاح في مواجهات غير متكافئة بعد شهور طويلة من الملامح السلمية التي وسمت الثورة في بداياتها الأولى واختمار قناعة عامة بأن العالم لن يحرّك شيئا لوقف آلة القتل التي أديرت من نظام الأسد بشراسة لا تضاهى، لم تميّز بين كبير وصغير. مع ازدياد عدد المنشقين من العسكر وتطوّع المدنيين في كتائب عسكرية مسلّحة اتسعت رقعة المواجهات وارتفعت وتيرة القتل والانتقام الكبير من المناطق التي تحتضن أو يتحصّن فيها الثوار، أرادها النظام حرب شاملة لم يوفّر فيها سلاحا بريا أو جويا إلا واستخدمه وبسخاء مدهش. وفي خضمّ أخبار الموت اليومية القادمة من سوريا تحدّثت تقارير لمنظمات دولية عن قيام بعض قوات محسوبة على المعارضة بتجنيد عددٍ من الأأطفال واليافعين في مواجهاتها العسكرية مع النظام، وقدمت أمثلة وشهادات عن ذلك. أحد هذه التقارير http://www.hrw.org/ar/news/2012/11/29، وإن اعتمد على حالات قليلة جداً، أخطر عن لقاءات وشهادات لأطفال وأحداث من أعمار مختلفة بين 14 و 17 سنة، اشتركوا بعمليات قتالية أو لوجستية لها علاقة بأنشطة بعض القوات والكتائب المناوئة لنظام الأسد وخاصة في مدن ذاقت الأمرّين مثل حمص ودرعا وريف حلب إلى حدٍ ما.
6
بغض النظر عن عدم وجود قيادة موحّدة للذراع العسكري للثورة السورية حتى اللحظة، لا يمكن القول بأن هناك منحىّ أو قرارا عاما بتجنيد اليافعين وقبول تطوّعهم في كتائب الجيش السوري الحر أو غيرها بشكل باديٍ للعيان. هذا الحال لا ينفي وجود بعض الحالات التي وإن ظلّت قائمة في نطاق ضيّق ومحصور إلا أنها تدق ناقوس الخطر لما قد تؤول إليه الأمور في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، في ظل صمت دولي وعربي عميق على جرائم النظام، أصل كل العلل والشرور. أغلب الحالات من تطوّع يافعين في سن ما تحت الثامنة عشرة للقتال ضد قوات الأسد كانت تعبّر عن حالة من الإحباط الشديد الذي وصلها هؤلاء الفتية خاصّة ممن فقدوا أهلهم قتلا وتنكيلا على يد الأجهزة العسكرية والأمنية للنظام وأحيانا أمام أعينهم. إلا أن بعض الأخبار القادمة من مدينة حلب على وجه التحديد أشارت إلى وجود نوع من المعسكرات تابعة لقوى قتالية مسلّحة معارضة، يمكن لليافعين والأحداث الولوج إليها والحصول فيها على تدريب عسكري وديني ما. ورغم شيوع حالات لا بأس بها إلا أنه ليس هناك ما ينفي أو يؤكد صحة هذه المعلومات، ولا إلى أية جهة تتبع هكذا نوع من المعسكرات إن وجدت، رغم الإيحاء بوجود قوى “إسلامية سلفية” الهوى ورائها.
7
لا يحتاج الموضوع إلى خبراء وأخصائيين في علم النفس حتى نعرف مدى الآثار النفسية والإجتماعية والمجتمعية المدمّرة التي يمكن لظاهرة تجنيد أو إنخراط الأطفال واليافعين في أعمال عسكرية قتالية في أزمنة الحروب والصراعات المسلّحة أن تثمر عنها. فالطفولة مرحلة تأسيسية حسّاسة لجملة من القدرات العقلية والعاطفية والسلوكية، تليها مرحلة البلوغ والمراهقة واليفوع، حيث تتشكل وتتحوّر الملامح الأساسية للشخصية. في فترات الطفولة المتأخرة (من 9 إلى 12 سنة) تبدأ مرحلة حاسمة فيما يخص تطور الجانب الأخلاقي عند الطفل. في هذه المرحلة تستكمل ملامح القيم الأخلاقية للصواب والخطأ وتأخذ طابعاً مميّزا يمكن من خلاله التمييز بين الأعمال العنيفة والخيرة وتقييمها في ضوء الأخلاق العامة والمعايير المجتمعية وبشكل يسترشد بالقانون العام كلما كبر الطفل وبات أقرب إلى الولوج في سن البلوغ والمراهقة. هنا يكون مفهوم “الضمير” قد بلغ مدىً لابأس به في الكيان النفسي للطفل. أما في الفترة الفاصلة بين سن الثالثة عشر والثامنة عشر فتتشكل قيّما فردية لها علاقة بالهوية الجنسية والدور المستقبلي للفرد وصورته تجاه نفسه وتصورات الآخرين تجاهه. ينزع المراهقون واليافعون في هذه المرحلة إلى الإستقلال وتأكيد الحضور الذاتي وسط محيط إجتماعي لا يراهم لا أطفال ولا راشدين، محاولين تلمّس ذلك عبر إتحادهم مع أمثلة من الحياة العامة قد تسحر ألبابهم، وتؤمن لهم “قدوة” يستطيعون من خلالها “تجريب” أنفسهم في مواقف تحرّض عليها المخيّلة لتدعيم كيانات الشخصية المتشكلة، غالبا ما يكون العناد و التعارض مع الأهل والمحيط الأقرب هو ما يسم العلاقة الشائكة على دروب التطور النفسي-الاجتماعي العسير في هذه المرحلة.
8
إن ولوج الأطفال واليافعين عوالم العنف والإنخراط فيه على الشكل الذي يتيح استخدام السلاح يعمل على اهتزاز الكيان النفسي والتطور العاطفي والمعرفي بصورة حادّة. ففضلاً عن الحرمان من بناء القدرات العامة التي يسمح بها التعليم المدرسي في بيئات آمنة مثلاً، يضطرب التطور العصبي في الدماغ وتتأثر عمليات النضج العصبي في مناطق محددة منه، لا سيما في المناطق الجبهية في القشرة وإرتباطاته الحيوية بمناطق أخرى من الدماغ (frontal cortex). من المعروف بأن الفص الجبهي في الدماغ هو أكثر المناطق التي تستمر في التطور حتى انتهاء فترة المراهقة وبداية الرشد المبكر، وهذا لا يحصل قبل سن الثامنة عشرة، وإن امتد أحيانا إلى السنة الثانية والعشرين من العمر. هذه المناطق تعتبر “الفيلسوف الحكيم” في الدماغ، تكون مسؤولة عن عمليات ضبط السلوط والتخطيط وحل المشكلات وبعض عمليات الذاكرة والانتباه. تنخرط هذه المناطق في الموازنة بين البدائل السلوكية في مواقف فيها صراع أو تعارض ما وتعمل على انتقاء أفضل المخرجات السلوكية التي تقرّب من الهدف. يرتبط الفص الجبهي عصبيا بمناطق مسؤولة عن الذاكرة العاطفية في منطقة تدعى الوزة (amygdala) التي تعمل كجهاز إنذار بيولوجي لدى الإنسان. يقوم بترويضها من خلال التثبيط والسيطرة على الإشارات القادمة من العقل الباطن حول مواطن الخطر وخاصة عندما يكون الخطر وهمياً ولا علاقة له بالواقع. وهكذا فإن أي عطب تطوري قد يصيب هذه المناطق الدماغية الحرجة بسبب الإغراق من هرمونات الكرب واضطراب عمل النواقل العصبية سوف يكون وبالاً على قدرة اليافع، آجلاً أم عاجلا، على التحكّم بسلوكه العاطفي وقدرته على الضبط تجاه المواقف الإجتماعية المختلفة. تحدثنا الأدبيات النفسية على أن معظم الأطفال واليافعين الذين انخرطوا في أعمال قتالية كانوا عرضة لجملة من الاضطرابات النفسية التي تتميّز بعدم القدرة على كبح الاستجابات الخاطئة، انفجارات الغضب، مستوى ضئيل من تحمل الإحباطات وسهولة الإتيان بعمل عنيف. غالبا ما يسقط هؤلاء الأطفال والمراهقين ذوي الخبرات القتالية ضحايا لشتى أشكال الإدمان من الكحول إلى المخدّرات. والأخطر هو التشويه المعرفي- الأخلاقي الذي يطال كياناتهم النفسية من جهة “شرعنة” العنف وإعتباره عملاً موجباً للحصول على الحقوق والأهواء حتى في تلك الفترات التي تخبو بها الصراعات المسلّحة فيما بعد. طبعاً عدا ترشيح الإصابة بأحد الاضطرابات الكبرى وخاصة الشدة النفسية التالية للصدمة، وذلك كون هؤلاء الأطفال والمراهقين قد خبروا صدمات نفسية متكررة جرّاء انخراطهم بشكل أو بآخر في أحداث مرعبة وصادمة من مشاهد قتل وتعذيب وأجواء من الرصاص والانفجارات تبقى محفورة في الذاكرة، وتعلن قدرتها على الإيذاء النفسي ولو بعد حين.
9
وأخيراً، وفيما يخص المثال السوري، نقول بأن جرائم النظام واستباحته للمدن المنتفضة مستخدما أعتى الأسلحة وأشدّها فتكا بالبشر والحجر هي التي هيأت “بوادر” لظواهر من قبيل ما أشرنا، وإن كانت ولمّا تزل حالات فردية، تبتعد عن كونها قاعدة عامة مطلقة. على مدار عقود الاستبداد الشامل لم يتح لأجيال من الأطفال واليافعين في الوطن السوري إلّا إن يكونوا جزءا من مطحنة الدكتاتور الأب العاتية وهذياناته “التأليهية”، أما الآن فهم باتوا الفئة الأكثر تضررا من الناحية النفسية والإجتماعية جرّاء حرب الإبادة المفتوحة عليهم وعلى آبائهم وعائلاتهم ومناطق سكناهم، خاصة حين اضطرارهم بحكم الواقع المرّ إلى لعب دور الكبار وتحمّل أكلاف غيابهم القسري من تأمين لأساسيات الحياة بعملياتٍ أشبه بالانتحارية بعد استهداف النظام لتلك الأماكن التي غالباً ما تعجّ بهم، مثل أفران الخبز مثلاً. ورغم تفهّمنا العميق للأسباب التي جعلت “يافعا” حدثاً يمتشق السلاح ويرافق الثوار في زمن الموت المقيم في جميع أركان البلاد، إلا أن علينا جميعاً أن نعمل على الحدّ من انتشار الظاهرة وتداعياتها المرعبة والتنويه إلى خطورة حالات كهذه، وإن بدت ضئيلة، وخاصة لدى هذا الجيل من صغار السن الذين سوف يحتفظون بذاكرتهم عن أوقات طوال من المعاناة، لم يكونوا يستحقّونها وأبناء البلد. هذه مسؤولية الثورة وكوادرها من عسكريين ومدنيين وبغض النظر عمّا تحدّث عنه المنظمات الدولية في عالم استمتع الفرجة على الدم السوري المهدور.