في حين لاقت الثورة السورية دعماً شعبياً مصرياً واضحاً، إلا أن مصر الرسمية، ما بعد مبارك؛ بقيت صامتة، تقريباً، حيال السوريين وثورتهم، بل وأيضاً اتجاه ما تشهده الساحات العربية من تغيرات وثورات. وهو أمر لم يكن متوقعاً من دولة بحجم مصر، وخصوصاً بعد الإطاحة بمبارك. اقتصر الدعم الرسمي على بعض التسهيلات لمعارضين ونشطاء سوريين للقيام بنشاطات (مؤتمرات واعتصامات ) تهدف إلى دعم الثورة السورية أو مناقشة الأوضاع في البلد، والسعي من قبل معارضين إلى تشكيل بعض التجمعات المعارضة. أسباب هذا الناي بالنفس يمكن تلمسها في انشغال النخب السياسية والاقتصادية في ترتيب البيت الداخلي لمصر بعد رحيل مبارك، وما خلفه هذا الأخير من ملفات شائكة تطال جميع مفاصل الدولة والمجتمع والثروة. مؤخراً استطاعت مصر أن تجري انتخاباتها الرئاسية الأولى والحرة بعد عقود تعود إلى زمن جمال عبد الناصر. واستطاعت هذه الانتخابات أن تلفت نظر السوريين على الرغم من كل ما يشغلهم في الداخل السوري، وذلك ليستخلصوا منها ما يمكن استخلاصه، وكل بحسب موقعه واصطفافه.

كيف ستكون مصر بعد وصول مرسي، مرشح الأخوان المسلمين، إلى الرئاسة؟ وهل سيكون لوصول مرسي تأثير على الثورة السورية، وكذلك على السلطة؟ وأي دور ممكن أن تلعبه مصر في عهده؟

لمحاولة الوقوف على هذا الحدث وتأثيراته الممكنة على سوريا، توجهت مجموعة الجمهورية بأسئلة لمجموعة من الكتاب المصريين والسوريين: هاني السيد أستاذ القانون في الجامعة الأميركية في القاهرة، وشريف يونس مؤرخ وأكاديمي وناشط يساري مصري، وبكر صدقي كاتب ومترجم سوري، وإياد العبدالله كاتب سوري.

أولاً: التأثيرات المحتملة لانتخاب مرسي على الأوضاع السورية:

يقلل هاني السيد من الفكرة التي ترى أن ثمة “علاقة عضوية  بين الحراك الثوري في سورية والحراك الثوري في مصر”، ورأى أن سؤالنا يفترض مثل هذه العلاقة. فهو يرى  أن ” هذه العلاقة العضوية تعني، مع كثير من التبسيط، أن التزامن بين الثورة السورية، الثورة المصرية، الثورة التونسية، الثورة الليبية، الثورة اليمنية ليس حادثا عرضيا، و أن كل هذه الثورات هي في الواقع جزء من لحظة تاريخية واحدة لها محدادتها السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية و الجيوستراتيجية.  ومن الممكن الذهاب أبعد في هذا الاتجاه حتى الجزم بأن نجاح الثورة التونسية هو “سبب” في اندلاع الثورة المصرية، و كذلك فإن نجاح الثورة المصرية هو “سبب” في اندلاع الثورة السورية، الليبية و اليمنية. الصورة التي تخطر لي في هذا السياق هي صورة أحجار الدومينو”. ومن هنا فهو يرى أن ” الإجابة على هذا السؤال تتطلب منا أن يكون لنا تصورا حول عناصر هذه العلاقة العضوية والمستويات التي يتحقق فيها هذا التأثير. و عليه، و نظرا لأنه لم يتكون لي بعد تصور واضح عن عناصر هذه العلاقة العضوية بين ثورات ما سمي بالربيع العربي، فإن إجابتي على هذا السؤال ستكون أقرب إلى التكهنات”.

بالنسبة للنظام السوري، يرى هاني أنه ” من المتوقع مع ذلك أن يستثمر النظام انتخاب مرسي وتحول حركة الإخوان المسلمون من تنظيم سري معارض إلى حزب حاكم،  إعلاميا من أجل تأجيج المخاوف الطائفية و إعطاء بعض القوى العلمانية المتعاملة مع النظام التبرير الهزيل لموقفهم من الثورة “. وحول هذه النقطة، يرى بكر صدقي أن فوز مرسي سيكون له بعض التأثيرات المعاكسة للثورة، أي ” مزيداً من تماسك النظام وقاعدته الاجتماعية المتمثلة في الأقليات والعلمانيين. لعل مؤتمر المعارضة الذي انعقد البارحة في القاهرة، وما جرى فيه من تجاذبات وانشقاقات، خير مثال على هذا المفعول السلبي. الأطراف غير الراديكالية أصلاً في معارضة النظام، ازدادت ابتعاداً عن خط الثورة وأهدافها المعلنة في إسقاط النظام”. ولا يبتعد إياد العبدالله عن هذا التصور، إذ يرى أن النظام سيستثمر وصول مرشح الأخوان المسلمين إلى السلطة، إذ أن ” نسبة كبيرة من “القاعدة الاجتماعية” للنظام، الأقليات خصوصاً؛ يكمن تخوفها وصول الإسلاميين إلى دفة الحكم في سوريا، كأحد أهم الأسباب في موالاتها للنظام القائم، أو صمتها”. إلا أنه يضيف، أنه على الرغم من ذلك، فإن النظام السوري يدرك أن ” وصول مرسي للرئاسة في مصر، ليس في صالحه، إنه “انتصار” لشرعية جديدة مستمدة من “الثورات العربية”، طامحة إلى نسف المرتكزات التي بنى عليها “النظام العربي” الحاكم منذ عقود. يعني ذلك أن خصماً جديداً، عربياً، وذو وزن لا يستهان به، أي مصر؛ سينضم إلى جوقة الدول الأخرى التي تضغط لأجل رحيل نظام الأسد”. وكون مرسي من الأخوان المسلمين، فهذا برأي إياد، سبب آخر يقلق النظام ” لكون الجماعة السورية للأخوان المسلمين هم الأعداء رقم واحد له، وهو ما قد يعطي زخماً أكثر لهم”.

أما التأثير المحتمل لانتخاب مرسي على الثورة السورية، يقول هاني السيد: ” تشكل الدراما الانتخابية المصرية و انتهاءا بانتخاب محمد مرسي، مرشح الإخوان،بغض النظر عن الموقف من حركات الإسلام السياسي، معادلا رمزيا لحدث سقوط مبارك، ومقتل القذافي، و هروب بن علي.  و هي بذلك لا تختلف عن انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا لتونس. تولي مرسي رئاسة الجمهورية و هزيمته لشفيق تجسد بالنسبة للكثيرين ما يمكن للثورة أن تحققه من تغيير سياسي جذري في سورية.  انتخاب مرسي سيكون له رمزيا دورا مهما في رفع المعنويات”.  ويذهب بكر صدقي إلى أن ” أن مجرد خسارة مرشح الفلول أحمد شفيق، تمنح الثورة السورية مزيداً من الصبر والصمود على طريق كفاحها البطولي، ومزيداً من الأمل في نصر قريب. تلعب عودة عجلة الثورات العربية إلى الدوران انطلاقاً من الخرطوم، دوراً مماثلاً في رفع معنويات الشعب السوري وجيشه الحر”. وإذ يقرهم إياد العبدالله على “الدفعة المعنوية” التي يعطيها فوز مرسي للثوار السوريين، إلا يضيف أيضاً أن هذا الحدث المصري، قد يشكل ” أنموذجاً يستفيد منه السوريين في طريقة التعاطي مع أمور بلادهم بعد سقوط النظام القائم”.

أما بالنسبة للإسلاميين السوريين، ستقتصر الإجابات على انعكاس فوز مرسي على الأخوان المسلمين السوريين دون التطرق لغيرهم. يقول هاني السيد: ” بغض النظر عن سياسة الدولة المصرية تجاه سورية، فإن انتخاب مرسي لرئاسة الجمهورية سيعطي حركة الإخوان المسلمون في مصر غطاءا سياسيا و تنفيذيا يسمح لهم بزيادة وتيرة و حجم و حتى نوع حملات الدعم التي للإخوان في مصر دور مهيمن في تنظيمها.  هذا بالطبع سيعطي الإخوان المسلمين في سورية موارد أكثر، و أدوات أكثر تنوعا يسمح لهم بزيادة رأسمالهم السياسي داخل سورية و بشكل أعمق على مستوى محلي”. ولكن، كما أن هذا الأمر يبدو نعمة للأخوان المسلمين، إلا أنه قد يكون نقمة عليهم أيضاً، برأي السيد؛ لأنه ” يكشفهم سياسيا من حيث علاقاتهم مع تيارات المعارضة الأخرى.  المركز الحالي للإخوان المسلمين في معارضة الخارج يستند بشكل أساسي على طاقة سياسية “كامنة” و ليست محققة بالضرورة على أرض الواقع. أي انهم يستثمرون أسطورة أن انتخابات حرة و شفافة في سورية سوف تعطيهم أغلبية مطلقة.   انتخاب مرسي بهذه الفارق البسيط في مصر ، حيث عملت حركة الإخوان المسلمون لعقود طويلة تبني آلتها السياسية التي يمكن  تسخيرها انتخابيا على مستوى الحي و القرية،  يظهر للعيان ان الإخوان المسلمون في مصر (وهذه الفترة في مصر يمكن اعتبارها بالنسبة لهم أحسن الظروف السياسية) لم يحصلوا على أغلبية الأصوات.  و خاصة أن جزءا  من أصوات مرسي لم تكن تصويتا لمرسي او للإخوان بل أصواتاً ضد شفيق، و جزء من أصوات شفيق لم تكن تصويتا لشفيق بل تصويتا ضد الإخوان.  كشف الإخوان سياسيا قد يضعف من مركزهم بالنسبة لتيارات معارضة أخرى و هذا يمكن ان يكون له أثر سلبي على المدى القصير على ثقلهم داخل المجلس الوطني مثلاً “. أما إياد العبدالله، فيذهب إلى أن فوز مرسي سوف ” يدّعم من حضور الأخوان المسلمين السوريين، ويفرد لهم تجربة سيعملون على الاستفادة منها في الأيام القادمة. وسيسعون إلى استثمار هذا عبر الترويج لأنفسهم بكونهم الأجدر للحكم بعد رحيل الأسد”.

ثانياً: السياسة المصرية حيال سورية في عهد مرسي:

حول هذا الأمر يذهب هاني السيد أنه على الرغم من تصريح مرسي بجعل كل من فلسطين وسورية على راس الأولويات المصرية، إلا أنه ليس من المتوقع أن نشهد ” على المدى القصير أي تحول ملموس في سياسة مصر نحو سورية” وذلك لوجود ملفات لا بد من حسمها حتى يتبين شكل التدخل المصري في الشأن السوري. فعلى الصعيد القانوني ” و حتى اعتماد دستور دائم،  ليس من الواضح ما هي بالفعل صلاحيات رئيس الدولة بما فيها فيما يتعلق بتقرير السياسة الخارجية “. وثمة أمر آخر، وهو أن صناعة السياسة الخارجية للدولة في النظام القديم كانت من اختصاص المخابرات العامة. ويضرب مثلاً حين تولي نبيل العربي وزارة الخارجية في أول حكومة بعد الثورة، حيث نجح في عقد اتفاق بين فتح وحماس، الأمر الذي أزعج الأمريكيين والإسرائيليين، وهذا ما ” هذا دفع بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة  إلى إعادة الملف الفلسطيني إلى إدارة المخابرات العامة.  كل المقومات الرسمية و غير رسمية لاستمرار إدارة المخابرات العامة بصنع و حتى بممارسة السياسة خارجية  على حساب وزارة الخارجية اما زالت قائمة و هناك معركة سياسية لا بد للرئيس مرسي أن يربحها حتى يستطيع مباشرة السياسة الخارجية”. أما على ” المدى المتوسط” يتوقع السيد أنه سيحدث ” في سياسة مصر حيال سورية و من الممكن أن يكون هذا التغيير بمقابل بقاء الملف الفلسطيني بيد المخابرات العامة. اما عن اتجاه هذا التغيير فإنه لن يخرج موضوعيا عن إطار أي توافق دولي سائد في حينه. و لكنه سيحتوي على الأقل إجراءات دبلوماسية كتطبيق العقوبات الإقتصادية، حظر الطيران المصري، طرد السفير و ما إلى شابه.  بالمقابل سيبقى البعد الأمني و العسكري في يد الجيش الذي ليس له مصلحة مباشرة في التدخل في سورية.  أي أن مرسي لن يصبح بالنسبة لسورية كما كان ناصر بالنسبة للجزائر. و ليس من المتوقع مثلا أن يكون للدولة المصرية في عهد مرسي دورا مباشرا في دعم الجيش السوري الحر  بالسلاح و العتاد(ما دام هذا خارج حدود التوافق الدولي) “. وعلى ذات الصعيد يرى شريف يونس ” الحقيقة صعب التكهن الآن. مرسي أسير في رئاسة الجمهورية وخطابه القوي هو محاولة أن يوسع لنفسه مكانا فيها. ويبدو لي أن الدولة المصرية عموما، وخصوصا بعد الثورة، فقدت تعاطفها مع نظام الأسد. وأظن أنه أيا كان الرئيس غير وارد إن يتم دعم الأسد دبلوماسيا… وربما يتم تقديم بعض المساعدات (لا أستطيع التكهن بنوعيتها). لكن أظن أيضا إن السياسة المصرية المبنية على عقدة الاستعمار سوف تمنع أي موافقة على التدخل الأجنبي في شؤون سوريا. وموقف الإخوان بالذات سوف يكون حساساً جداً في هذا الأمر”.

ويرى الكاتب السوري أن مرسي لن يكون ” قوياً بما فيه الكفاية ليطبع عهده بطابع إخواني، ولن يكون المجلس العسكري طليق اليدين في سعيه إلى الحفاظ على مصالح الطبقات البائدة. ستحكم مصر بتوازن دقيق وهش، قد يحسمه الشارع مجدداً في ثورته المستمرة “. ولذلك، فإن ” موقف مصر من الثورة السورية لن يتغير كثيراً عما كان عليه منذ سقوط حسني مبارك. الإشارة الأولى على “سياسة مرسي” إزاء الثورة السورية، كانت غريبة. حذر الرجل في رسالته إلى المؤتمر من تقسيم سوريا! ماذا يعني ذلك؟ هل هو موقف راديكالي ضد النظام الذي تدور التخمينات حول نواياه التقسيمية؟ أم هي، على العكس، رسالة إلى المعارضة يطالبها فيها بعدم الانزلاق إلى ردود فعل طائفية تدمر البلد؟ قد يكون القصد الاثنان معاً، لكن الثابت، غير التحذير المذكور، أن الرجل لا يريد الانغماس كثيراً في التفاصيل السورية. وفي النهاية قد لا تعبر الرسالة إلا عن موقف شخصي وإخواني طبعاً، أعني في إطار التوازنات المحددة داخل السلطة في مصر”.

ثالثاً: الموقع المحتمل لمصر في الاستقطابات الإقليمية حول الشأن السوري في عهد مرسي:

حول هذا الأمر يقول شريف يونس: ” لا أظن أن انتخاب مرسي سيعزز العلاقات مثلا مع السعودية، التي فضلت بوضوح بقاء النظام على ما هو عليه، أو أقرب ما يكون إلى عهد مبارك. ولا أظن أنه كان لها يد في دعم الإخوان. لذلك لا أظن أيضا أن انتخاب مرسي سيؤدي إلى تماثل بين الموقفين المصري والسعودي. على الأقل في الفترة المقبلة “.  بينما يرى بكر صدقي أن ” إن مصر لن تبلغ درجة التورط السعودي أو القطري في الشأن السوري، على رغم أن مكانها الطبيعي هو في إطار خط الاعتدال العربي القريب من الولايات المتحدة والغرب، شأنها في ذلك شأن تونس الجديدة”. وحول الموضوع نفسه يرى إياد العبدالله أن ثمة إشكالات إقليمية ودولية ” قد تتحرك بعد فوز مرسي. بعض أهم الدول التي تضغط ضد نظام الأسد، هم حلفاء مصر في عهد مبارك، الخليجيين والأمريكان خصوصاً. ولم يتقبل هؤلاء صعود مرسي بارتياح. الخليجيين، السعودية خصوصاً، وكذلك الأردن؛ ثمة حساسية تاريخية لديهم من الأخوان المسلمين، وقد يكون في حسبانهم أن فوز مرسي قد يقوي من فرص فوز الأخوان المسلمين في سوريا بالسلطة بعد رحيل الأسد، وهو بدوره ما قد يصل تأثيره إلى الأردن حيث التواجد القوي للأخوان المسلمين فيه، بالإضافة إلى أن حركة حماس الأخوانية قد تكون باباً للدخول إلى القضية الفلسطينية والإمساك بأهم ملفاتها. وهو ما سيسمح للأخوان المسلمين بأن يكونوا قوة منافسة في المنطقة، وعلى زعامة العالم الإسلامي “السني”. الولايات المتحدة الأمريكية عدا عن حساسيتها اتجاه الإسلاميين، فإنها عينها تنظر باتجاه أمن اسرائيل التي لم ترتح بدورها لصعود مرسي. بمعنى ثمة تخوف من اهتزاز المعادلات التي تركبت عليها المنطقة منذ عقود، على يد الأخوان الذين لا يجمعهم ود أيديولوجي مع الغرب عموماً، وأكثر من أيديولوجي مع الإسرائيليين. ثمة تسويات وضغوط إقليمية قد تمارس على مصر الجديدة من قبل حلفاء الأمس، لإلزامها ببعض المعايير. ولكن بالمحصلة النهائية، لن تكون مصر إلا في الصف الضاغط باتجاه رحيل الأسد، هذا ما تحتمه عليها الشرعية الجديدة التي وصل مرسي بفضلها إلى السلطة”.

كانت مصر المحطة الثانية في مسير التغيير العربي، وﻻشك أن دورها كدولة مركزيّة وكبرى ضمن الإطار العربي سيحوّل ساحتها السياسيّة الداخلية إلى قطب تأثير إقليمي كبير على كلّ ما حولها. لربما تنتهي، في مصر أولاً، عقليّة “القيادة” التي تحدد موقف الدولة العربية في التجاذبات الإقليمية والدوليّة، وتصبح المواقف الخارجية تابعة لإفرازات الحياة السياسيّة لداخل حيّ ونشط سياسيّاً وليس مجرد تابع لـ”الدولة الخارجيّة”، ولعل انتخاب محمد مرسي رئيساً كان الخطوة الأولى في هذا الطريق، لكن المؤكد أن الطريق ما زال في بدايته، وأن مجرد المسير فيه هو، بحد ذاته، أعظم التغيرات السياسيّة منذ الاستقلال من اﻻستعمار.