كانت الفكرة وراء تشكل «مجموعة الجمهورية لدراسات الثورة السورية» أن نقوم بعمل ثقافي طوعي، مساهمة منا في الثورة، وعملاً على تغطيتها نقدياً من موقع منحاز لها كلياً.
في ممارستنا طوال عام التزمنا بهذه الرؤية، رافضين تصوراً شائعاً للنقد، يتمثل في محاكمة الثورة باسم تصورات مجردة سابقة عليها، ومنفصلة عن السياقات العيانية؛ وبالقدر نفسه نرفض اعتبار الثورة معصومة ومعياراً لكل صواب معرفي وأخلاقي وسياسي.
تعتبر المجموعة عملها جزءاً من الثورة، يشتغل بأدوات خاصة.
ليس للمجموعة اتجاه سياسي محدد، ولا نتطلع إلى القيام بدور سياسي. لكننا علمانيو التفكير والتوجه، و«جمهوريون»، ننخرط في صراع مجتمعنا من أجل المساواة والحرية والكرامة، ولا نضع أنفسنا خارجه أو فوقه، ولسنا دعاة «تنوير».
تكونت المجموعة بداية من خمسة، ثم ستة، ثم سبعة، ثم ثمانية اليوم. خمسة منا عشرينيون، وثلاثينيان، وخمسيني واحد؛ سيدتان وستة سادة. 3 منا مقيمون داخل البلد، وخمسة خارجه.
وأكثر ما نعتز به ونحرص عليه أجواء ودودة و«متهكمة» داخل المجموعة. هذا يوفر جواً مريحاً للعمل والتواصل بين الجميع.
كان من المفترض أن ينطلق عمل المجموعة في الذكرى الأولى للثورة، لكن أول مادة نشرت يوم 30 آذار 2012.
نشرنا منذ ذلك الوقت 122 مادة.
أكثر المواد مقالات (52)، ثم ترجمات (14)، فتحقيقات (12)، فدراسات (11)، فشهادات (8).
ومنذ 22 آب بدأنا بنشر افتتاحية أسبوعية كل يوم أربعاء، ونشرنا 25 افتتاحية. وهي نص غير سياسي أو غير ظرفي غالباً، قصير نسبياً، يكتبه أحد أعضاء المجموعة.
من 122 مادة، كتب أعضاء المجموعة 48 مادة، ووصلتنا من كتاب آخرين 74 مادة.
وفي الشهرين الأخيرين نشرنا حوارين طويلين مع كل الدكتور صادق جلال العظم والدكتور برهان غليون، وحظيا بقراءة واسعة.
تفاوت مستوى موادنا، لكن بعضاً منها على الأقل رفيع المستوى.
ومن حيث توجهاتها تتنوع المواد المنشورة، بما فيها مواد لكتاب إسلاميين.
معاييرنا في النشر تجمع بين الانحياز للثورة والسوية المعقولة للمواد.
عملياً، لم تكن أكثر موادنا دراسات، لذلك اعتمدنا مؤخراً الاكتفاء باسم «مجموعة الجمهورية».
وتفضيلنا الطبيعي يتجه للتفكير الجديد، والكتاب الشباب.
واعتمدت المجموعة في اجتذاب كتاب على سمعتها العامة وسمعة أعضائها، وسوية العمل الذي تقوم به.
وهي ترحب بأية مواد لم يسبق نشرها من كتاب وناشطين سوريين وغير سوريين، يتناولون جوانب يرونها مهمة من الوضع السوري اليوم.
ليس في المجموعة تقسيم عمل حقيقي لعدم تفرغ أي منا، وكذلك بسبب صغر حجم العمل، وصغر حجم المجموعة. لكن خلال النصف الثاني من العام المنقضي سُمّي رئيس تحرير، يفترض أن يضع سياسة لتطوير عمل المجموعة، ومدير تحرير يحتكر «النق» الشرعي داخل المجموعة. تنتهي ولايتهما في نهاية شهر آذار الجاري.
ليس لدينا نظام داخلي، لكن سننتخب قبل نهاية هذه الشهر رئيس تحرير ومدير تحرير جديدين للشهور الست القادمة.
المجموعة كلها تعتبر هيئة تحرير، ونشر المواد خاضع للتصويت وفوز المادة المعنية بالأكثرية.
ويبدو أن موادنا تحظى بمتابعة معقولة وتقدير طيب داخل سورية وخارجها.
ويزور موقع المجموعة ما معدله 872 زائر يومياً منذ بداية العام الحالي.
ولم يفت النظام حجب موقع المجموعة في سورية بعد قرابة شهرين من انطلاقها.
توجهنا المبدئي اليوم هو أن لا نغير شيئاً من وضعنا الطوعي إلى حين السقوط المأمول للنظام.
نعيد تقييم الوضع بعدها ونرى كيف نطور عملنا.
لكننا نتطلع ضمن الإمكانيات الحالية إلى أن ننشر مادة واحدة كل يوم.
وصلتنا عروض للمساعدة المادية من أكثر من جهة غير حكومية، واعتذرنا عن قبولها.
كلفة الموقع وتجديده في نهاية العام الماضي تولى دفعها أعضاء المجموعة أو أصدقاء تطوعوا، مشكورين، بوقتهم وكفاءتهم لمساعدتنا في تطوير الموقع.