إنه اليوم الخامس من كانون الأول 2013، مدينةُ أنقرة عاصمة الدولة التركية تتربع على مجموعة جبال، ومكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة في أعلى سفح أحد هذه الجبال، بمنطقة سنجق في شارع ضيق مقابل سفارة كازاخستان. نصحني الأصدقاء، أنا القادم من الجحيم الرقاوي، أن ألبس جيداً و«أسمِّك»، وأن أذهب باكراً.
اعتقدت أن السابعة صباحاً هو وقت مبكر، ولكنني تفاجأت بوجود أكثر من مائة شخص وصلوا قبلي، يلتفّون بـ«بطانيات»، حتى بدا منظرهم بلباسهم الشتوي كالاسكيمو، يقفون أمام مبنى مكون من ثلاث طوابق يحيط به سور عالٍ وكاميرات مراقبة، ويتجه للشمال في شارع ينحدر نزولاً، إنه مبنى المفوضية العامة لشؤون للاجئين.
وقفت متحمساً ومعتقداً أن مشكلتي هي الأهم بين كل المشاكل الموجودة هنا، وأن بان كي مون شخصياً هو من سيأخذ أوراقي ويخيّرني أي الدول تناسب مزاجي.
ساعة إثر ساعة وأنا أبدل بين ارتكاز جسمي على ساقيّ اللتين تخدرتا من البرد، رضيتُ أن يقابلني معاون الأمين العام عند نهاية الدوام في هذا المبنى الحلم؛ الذي لم يستقبل سوى 14 حالة من أصل 118 من الموجودين. أمِلتُ أن يردَّ عليّ حارس البوابة، والذي يعاني برد أنقرة القارس الجاف كحالنا، لكنه لم يفعل.
اليوم التالي
السادسة صباحاً، الأطفال نصف نيام وأمهم تحشرهم في ثياب ضاقت عليهم لكثرة الكنزات والبلوزات التي ألبستهم إياها، فأصبحوا كالبطاريق أو الرجال الآليين. تهادت بنا حافلة النقل الداخلي صعوداً إلى أعلى نقطة في أنقرة حيث مكتب المفوضية.
عراقيون، صوماليون، إيرانيون، أريتيريون، أفغان، ونحن: عائلتان من سورية. غالبية الموجودين كانوا عراقيين نُقلت ملفاتهم من دمشق حين بدأت الثورة، وخلفَ هؤلاء جميعا قصص شخصية واجتماعية ووطنية مفعمة بالشجاعة والمآسي، وربما بالمبالغة.
هناك تتخشب من البرد، وكذلك الأطفال الذين لا تظهر سوى عيونهم، والحذر ثم الحذر ممن يستخدم «الحفاض»، لا يجب أن تفكّه له مهما كان السبب. أيضاً مرّت الساعات دون أن يهتم بان كي مون، أو حتى الحارس بمجاميع البشر. عيناتٌ، لا أعرف لأي مقياسٍ تخضع، هي فقط من تدخل البوابة السوداء للبناء الأبيض.
اليوم التالي والتالي .. والتالي
تتشابه الأيام، يتشابه البشر، تتوحد مشاكلهم، كلهم يهربون من الطغاة، والطغاة متشابهون. غداً يوم السبت، وبعده الأحد، هما يوما العطلة الأسبوعية هنا. وعند نهاية الدوام «فصلَت» أم ملهم، المرأة في العائلة السورية الحمصية الثانية ضمن البشر المتجمدين هنا، وأخذت تصرخ باتجاه البناء:
«ثلاث سنين يا ولد الحرام، ثلاث سنين من دون رد، ثلاث سنين وأنا ساكنة هنا. والله حالنا يصعب على الكافر، أنتم حتى مو كفار .. أصلاً نحن بدنا نروح ع الكفار، الكفار عندهم إنسانية، إنتم مثل بشار الأسد عديمي الإنسانية.
ما ضل عندي غير هاد (وأشارت إلى ما بين ساقيها)، ع البلد ما نقدر نرجع، أصلاً هربت من هناك مشان هذا وهذه (أشارت إلى ملهم 9 سنوات وإميسا 6 سنوات) وهذا، (وأشارت مرة أخرى إلى مابين ساقيها).
ولك يا كلاب، ما ضل مرض نفسي وعصبي وحالة اكتئاب وما أصابتنا والله .. والله لولا خطية هدول لأحرقت نفسي وانتحرت هون».
تقطّع نفسها وتهدّج صوتها وانهارت راكعة على ركبتيها وسط الشارع الضيق المقابل لمبنى المفوضية، نزعت غطاء رأسها ونثرت شعرها رافعة يديها بحالة دعاء مخاطبة ربها «أنا متأكدة إنو مكانك فاضي من تلات سنين».
«وأنتم (وأشارت إلى كاميرات المراقبة وموظفي المفوضية الذين جمعهم صوتها على شبابيك مكاتبهم الدافئة)، أناشدكم بحق الإنسانية أن تساعدوني كي لا أخسر كل شيء، ويضيع هؤلاء (تعني الطفلين) بدروب هالدنيا، بشار قتل أبوهم عند مصفاة حمص… والله حرااام».
وانهارت ببكاء هستيري مع الطفلين اللذين ارتميا بحضنها، تفرّق الجمع مستفسراً أو متعاطفاً، وأقسمُ أنه حتى الذين لا يتحدثون العربية فهموا، ولكن من كانوا وراء الزجاج الدافئ ابتسموا وعادوا لمتابعة ما كانوا فيه.
ساعدَتها بعض النسوة في ارتداء حجابها، حاولتُ أن أستفهمَ أين تقيم لأوصلها، ولكنها كانت «فاصلة».
انتظرتها ربما ساعتين قبل أن تتماسك في المقهى القريب الذي أخذتها إليه مع الطفلين «إلحق عائلتك، بيتي قريب ولا يحتاج توصيلة».
إثنين وثلاثاء ثم أربعاء وخميس وجمعة، تلاهم عطلة ثم إثنين…
وَفي الإِثنَينِ إِن سافَرتَ فيهِ سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَبالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا فَفي ساعَاتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النساء
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
«عمي الإمام علي هيك ئال… والله يعطينا السفر والنجاح والمِصرات يجو، الله يبعتهون».
هكذا بدأ أبو سالم أحدث الملتحقين السوريين وأنا أساعده بدفع كرسي ابنه مقطوع الساق من فوق الركبة، ويتيم الأم نتيجة قذيفة هاون عمياء. يقول أبو سالم: «لستمتأكداً من الجهة التي استخدمتها السماء لإرسال تلك الهدية التي أفقدتني زوجتي وجنينها وساق سالم (11 عاماً). ولك عمي الكل عم يخبط فينا. قال إنتو بمناطق النزام، ولك عمي أي بمناطق النزام، بس ليش. ليه جماعتنا يعملوا متل النزام ويقصفوا هاون عالمدنيين، ليكا ثكنات النزام الأعمى يشوفهن. حدا يعرف ليش إحنا بمناطق النزام، أنا حارس بمعمل بطاريات الله ما بيحب الظلم ولك عمي، بيت ما عندي، وبعدين تعا لقلك اللي بمناطق النزام كلهم مع النزام؟ لا والله بس حكم إنو بيوتهن هونيك، وين بدها تطش العالم ولك عمي؟ قلت اطلع بالأولاد وهاي صارلنا مقابلين (البيت الأبيض) 4 شهور وما انفتح هالباب. ولك عمي شوف براميل الساقط، عمي القصف بالبراميل ما بيشبه أي نوع آخر من القصف، القصف بالبراميل ما حدا بالدنيا شاف ألأم من هيك سلاح، والعالم يتفرج ويمكن كمان يضحك. خيو هدول بدهم الكيماوي بس، وتاركينه يسرح ويمرح بكيفو».
31/1/2014، صباحٌ آخر جديد من صباحات أنقرة المتجمدة. نادى الحارس بالباب باسمي! مذهولاً لم أصدق، أخذتُ أستعجل الأولاد، وسط نظرات المجاميع التي تريد معرفة صاحب الحظ السعيد الذي يجتاز البوابة السوداء للبناء.
في الحقيقة كنا عائلتين، عائلتي؛ وزوجة أخي المخطوف من قبل تنظيم داعش منذ شهر تموز عام 2013، تحضن ابنها الوحيد لتتأكد من عبورها وإياه البوابة.
غرفة واسعة دافئة تتوزع على جنباتها كراسي، أخذ الأطفال راحتهم مباشرة، وزِّعت عليهم صندويشات خفيفة وعصير، ونحن الكبار إلى الطابق الثاني. موظفةٌ تتكلم الانكليزية، ومعها مترجم عراقي، و172 سؤالاً لا تشبه إلا دراسة الأمن العسكري، هناك في البلد.
«طيب نحنُ سنتصل بكم»، أعطونا ملفّاً من ورقة واحدة عليها صورتي وتاريخ المقابلة. مرَّت أيام، ومن ثم تراكمت حتى أصبحت أشهراً وأشهراً، تجاوزت الـ 14 شهراً. 14 شهراً وأنا أنزعُ من رؤوس الأطفال ورأسي فكرة السفر عن طريق البحر، إلى درجة أنني صرت أخترع قصصاً وهمية، لم تحدث، عن البحر ومخاطره رغم وفرة اللحم السوري لأسماكه.
اتصلوا أخيراً: «نحن آسفون، لقد رشحنا ملفكم لهولندا ولكنهم رفضوه».
مذهولاً وأنا أستمع لسبب الرفض: «زوج مفقود، أم وحيدة، طفل من دون أب، وكونكم بملف واحد فالملف بمجمله مرفوض… شكراً».
هكذا انتهت رحلة ستة عشر شهراً لتسعة أشخاص، ستة منهم أطفال كانوا يعتقدون أن المجتمع الدولي يشعرُ بما يعانون. تسعة أشخاص ربما هم ليسوا كل السوريون ولكنهم يختزلون معاناتهم. تسعة أشخاص لم يريدوا تعريض حياة ستة أطفال للخطر؛ في محاولة يائسة أحياناً، وانتحارية أكثر الأحيان، لعبور بحور الموت أو حقول الألغام، وتسلّق الأسلاك الشائكة. لم يترك لهم العالم المتحضر طريقةً للموت، فإما براميل وكيماوي بشار، وإما سكاكين داعش، أو قوارب الموت، أو حاويات ينعدم فيها حتى الهواء، أو تجمداً في برادات اللحوم المثلجة.
“طيب يا وِلْد الشرموطة، لولا هذه الأم تريد النجاة بطفلها، ولو كان أبوه غير معتقل عند تنظيم داعش وهربا من براميل النجس، من سيقف على بابكم».
عبثاً كل الرسائل الالكترونية والاستفسار ورنات الموبايل، دون أن يرد عليها أحد.
قدرنا البحر
21/5/2105، مدينة أزمير التركية. حتى هذه المدينة التي استفادت من «اقتصاد اللجوء» لا تنظر إليك إلا بوصفك آلة لدفع النقود. عامل الفندق يعرف مهربين، وسائق التكسي يعرف مهربين، وكذلك نادل المطعم، وحتى بائعة الهوى إن لم تستطع إقناعك ببضاعتها، فهي تعرف مهربين.
سوريون، فلسطينيون، لبنانيون، صوماليون، أردنيون، عراقيون. المأساة التي يعيشها السوريون وصور موتهم في دروب وبحار الهجرة، هي ما فتحت الباب لهؤلاء للبحث عن جواز السفر السوري، فأصبح اللبناني سورياً، وكذلك الأردني والصومالي، وحتى الأفغاني والإيراني، أصبحوا سوريين.
هؤلاء الذين عاملوا ويعاملون السوريين في بلادهم معاملة سيئة، يحاولون اليوم أن يكونوا مثلهم ويرتقوا إلى مرتبة لاجئ الدرجة الأولى كما اعتبرته دول اللجوء. أخذوا ينافسون اللاجئ السوري، الذي حرمه النظام في سورية من حق الحصول على جواز سفر.
منهل شاب من اللاذقية يشاركني الغرفة في فندق حقير، ينظر من النافذة إلى البحر «هون بحر وهونيك بحر، وهو نفس البحر» يتنهد وهو يقلب صفحات الجواز ذي الغلاف الأزرق الذي اشتراه شريكنا الثالث في الغرفة، الشاب اللبناني أسعد بـ800 دولار: «ما تخيلت بحياتي إنو حد طالع جواز مزور».
«ولك خيي إنتو ليش ما طلعتوا جوازات من هونيك؟»، يرد عليه منهل أن أغلب الشباب اصطفوا لجانب الثورة، فلم يتجرأ أحد منهم على مراجعة الفروع الأمنية للحصول على هذا، ولوح بالجواز.
«وهيك، ولحاجة الناس للجوازات نشأت سوق التزوير، شي من عند النظام عن طريق سماسرة ومافيات يعطون جواز صحيح نظامي بس يكلفك كتير؛ أحرار الشام بالرقة استولوا على آلاف الجوازات، وهنن أول من فتحوا الباب لما بلشوا يبيعوهن عن طريق أبو محمد الأمني في أورفة واعزاز، وهيك فتح سوق تزوير إلو أول ما إلو آخر، ولكثرة الطلب انتشرت هاي التجارة أفقياً وعمودياً وصار سوق يدرّ ملايين الدولارات من الشام لاعزاز. ومتل ما شفت حتى المصطلحات تبع التزوير: جديدة، خياط، لصيقة، اعزازي، نظامي، ائتلاف».
هكذا وبهذه المناقشة انتهى يومي الأول في أزمير، ونمنا على أمل يوم جديد نعرف من خلاله كيف نصل إلى أوربا.
صباح آخر… صباح المهربين
22/5/2015
هنا يكمن السر، هم أغلقوا الأبواب الرسمية، ومنها باب المفوضية العامة لشؤون اللاجئين، ولكنهم في الحقيقة فتحوا أبواباً واسعة خلفية لتجارة تدرُّ مليارات الدولارات استفادت منها الشركات، من تلك المصنعة للقوارب المطاطية (البلم)، إلى شركات إنتاج المحركات التي تسيّر المراكب، وشركات إنتاج ستر النجاة البرتقالية والمهربين والسماسرة والمتاجرين بالأعضاء البشرية.
منهل، أقدمنا تواجداً في أزمير ودليلنا، أخذَنا بداية إلى «الحوت».
«معلم هذا أكبر مهرب، وعنده يخت مو بلم».
لم يكون حوتاً بمظهره فهو بالكاد سمكة شبوط: «1750 دولار لكل واحد من الكبار و750 للزغار، وكل ثلاثة ولاد واحد مجاني، وكل ما يلزم إجباري من عندنا، والبلم الواحد رح نحط به 25، ولكل واحد شنتايه وحدة عالظهر بس، وما في رحلة قبل 4 أيام، بعد أربعة أيام رح يكون البحر بلاطة، (أي بلا أمواج)».
ساومه منهل، ولكنه كان بالمساومة حوتاً يأكل ولا يُؤكل: «خيو هذا اللي عندي». أعطى منهل رقم هاتف، قال أن صاحبه لديه رحلة اليوم ليلاً، هذه المرة كان اسمه «السمكة»، ولكنها سمكة تصيد الناس بشباكها.
كان أكثر إقناعاً: «خيو يخت ما عنا، بلم جديد. موتور صيني كويس مليان بنزين وبيدون بنزين احتياط جديد، 25 راكب بس، ودورة قبل بيوم للتدرب على السفر بالبحر وسياقة البلم لكل الركاب المسجلين لمدة ساعة. كل هذا ومشان خاطر الحوت 1700 دولار وعائلات معاها زغار ما بناخد».
أشار منهل إليّ، قال «هذا الزلمه عندو ستة أطفال».
«أي خليه يروح لحالو وهونيك يعمل لم شمل، وإذا بدو يطلعهن معاه بعد شوي رح يجي القرش الأبيض، هو يسفر عائلات».
المهربون يلعبون القمار بحياة البشر هنا، ويبيعونهم فيما بينهم. استغلال وسوء معاملة، ولكنهم الطريق الوحيد للهروب من الموت بالموت.
أُجالسُ البحر، وأنا أتخيل أولادي ممدودي الأيدي، يستنجدون لإنقاذهم من الغرق، وهم يغوصون رويداً رويداً في مشهدٍ لا إنساني.
لا .. لا لن أسافر ولن أعرضهم لذلك ولو كانت نسبته واحد بالمليون، ولن أقابل لا القرش ولا الأخطبوط، يكفيهم ما أكلوه من لحم السوريين.
عدة أيام بعد ذلك، اتصال سكايب من منهل الذي وصل النمسا حيث كان يريد. حدثني عن رحلته:
«تعرف خال، أقسم بالله نحنا السوريين حتى السمك بالبحر متعاطف معنا. بداية عند بدء صعودنا البلم هبط على الجميع الإيمان، فالكل أصبح يبسمل ويدعو دعاء السفر، ويستحضر كل ما يحفظ من القرآن والإنجيل. بعد شوي تكون عصبياً ونزقاً وشكاكاً، ولكن ما إن تصبح بوسط البحر ربما بسبب الخوف تصبح كائناً اجتماعياً فجأة تبحث عمن يريد المساعدة، تشدُّ من أزر هذا، وتشجع ذاك، تشاركهم قصصهم وقصتك وما يحويه تلفونك من صور الأهل، والدي هذا وهذه صورة أمي، هذا ابن أختي، شوف هذا بيتنا قبل ما يدمرو الساقط بشار، شوفوا شوفوا هون صار كومة حجر، أناجيل ومصاحف لم تفتح منذ زمن فُتِحَت هنا، بكاء نشيج مكتوم، ونظرة أخيرة إلى أضواء أزمير التي بدأ ضوء النهار يبهتها، نظرة أخيرة اليها وكأنها أرض الوطن الذي نغادره مُجبرين، موجة تميل البلم على جنبه يعلو الصراخ: الله! الله! وهاي أنا صرت هون بالنمسا».