قبل أيام قلائل، أعلن لاعب المنتخب السوري لكرة القدم سابقاً والمحترف في نادي الكويت الكويتي فراس الخطيب جاهزيته للعودة إلى تمثيل المنتخب السوري، فالخطيب الذي كان أعلن عام 2012 رفضه تمثيل المنتخب «طالما هناك مدفع يقصف في أي مكان» اختارَ، في اختيار لا يخلو من الدلالة، موقع روسيا اليوم للقول إنه «من الطبيعي قبول الدعوة [لتمثيل المنتخب السوري] لأن تمثيل المنتخب وتمثيل الوطن شرف لكل لاعب»، فيما تزامنت عودة ابن نادي الكرامة الحمصي مع تزايد عودة «منشقين» و«معارضين» عن مواقفهم السابقة، وصولاً إلى الانضواء مجدداً تحت سلطة النظام الأسدي. وكان من أبرز الأمثلة على ذلك مؤخراً عودة شيخ عشائر البكّارة نواف البشير إلى سوريا بعد تمهيد إعلامي مماثل لتمهيد الخطيب، إذ ظهر البشير على قناة العالم الإيرانية كخطوة أولى سبقت عودته النهائية إلى «حضن الوطن».
لكن «الانشقاق المضاد» لفراس الخطيب حمل خيبة أمل كبيرة لأنصار الثورة السورية من الجمهور الرياضي، ذاك أن الكابتن السابق لمنتخب سوريا كان من القلة القليلة من اللاعبين التي اتخذت موقفاً علنياً وواضحاً من نظام الأسد، بل إنه شارك في احتفال جماهيري مناصر للثورة في الكويت، وظهر مرتدياً وشاحاً بألوان علم الثورة السورية، عدا عن سمعة حسنة وتهذيب شديدين لطالما عُرف بهما.
انتماء الخطيب، سابقاً، إلى قلّة من اللاعبين المناصرين علناً للثورة السورية، يطرح سؤالاً عن الأسباب التي جعلت أعداداً محدودة من لاعبي كرة القدم السوريين ينحازون للثورة على نظام الأسد، في مقابل أغلبية من هؤلاء فضلت أحد خياري الصمت المتواطئ أو الدعم العلني للنظام الأسدي.
أحاولُ في هذه المقالة الإجابة عن هذا السؤال، زاعماً أن هناك أسباباً أربعة أفضت إلى مثل هذه النتيجة.
صعود اقتصادي
بعيد تولي بشار الأسد الحكم خلفاً لوالده حافظ في العام 2000، بدأ النظام سياسة لبرلة اقتصادية تسلطية، كان يشار إليها في وسائل الإعلام الغربية على أنها سياسات إصلاح وانفتاح. وبعيداً عن نقاش هذه السياسات التي كانت في لبّ الوضع الاجتماعي الاقتصادي السياسي الذي قاد إلى انفجار الثورة السورية في آذار من العام 2011، فإن من الآثار المباشرة لهذه السياسات على القطاع الرياضي، كان التحول التدريجي في بعض الألعاب الرياضية، وفي مقدمتها كرة القدم، من نظام الهواية إلى نظام الاحتراف عبر سلسلة من التشريعات والقوانين، وإن كان من النافل الإشارة إلى أن هذا الاحتراف كان، بالطبع، احترافاً مشوهاً.
قاد هذا الانتقال إلى تغير جذري في عوائد اللاعبين، وبعدما كان العديد من لاعبي كرة القدم السوريين يمارسون مهناً أخرى إلى جانب الرياضة، بات هؤلاء يكتفون بممارسة كرة القدم التي باتت تكفل لهم حياة «كريمة» لم يكن أسلافهم قبل سنوات قليلة يحلمون بها، وأصبحت الدخول الشهرية لمعظم لاعبي دوري الدرجة الأولى تبدأ من 15 ألف ليرة سورية (312 دولار أمريكي) لتصل بالنسبة لبعض النجوم إلى أضعاف هذا الرقم، خاصة أن الراتب الشهري كان جزءً من مدخول اللاعب الذي يضاف إليه ما كان يُعرف بـ «مقدم العقد»، وهو دفعة مالية ينالها اللاعب بمجرد توقيعه لمصلحة نادٍ معين، وكانت بعض الدفعات تصل إلى عدة ملايين من الليرات السورية، إلى جانب «دفعات من تحت الطاولة» كان ينالها اللاعب بشكل غير رسمي، بهدف تجاوز قانونٍ كان يحدد سقف العقود والمقدمات، بالإضافة إلى هبات ومكافآت قد يحصل عليها من معجبين قادرين وغيرها.
وإن كان لاعبو كرة القدم السوريون بقوا في حالة يرثى لها مقارنة بنظرائهم في دول الخليج العربي أو حتى بعض دول الجوار، إلا أن العقد السابق للثورة السورية عرف صعوداً هائلاً في وضعهم الاقتصادي، ما يجعل مقارنتهم جائزة بشريحة أخرى غابت هي الأخرى جزئياً عن المشاركة الفعالة في الثورة، وهي شريحة المعلمين، التي تغير وضعها الاقتصادي بسرعة هائلة من انتشار المدارس الخاصة والطلب الهائل على الدروس المنزلية (الدروس الخصوصية) في السنوات السابقة للعام 2011.
تزامنَ ذاك التغير في وضع اللاعبين الاقتصادي مع تولي عدد من رجال الأعمال مناصب الرئاسة في عديدٍ من الأندية السورية، ذلك أن رجال الأعمال هؤلاء كانوا وحدهم القادرين على توفير المستلزمات الرياضية ورواتب جيش اللاعبين والمدربين والإداريين وغيرهم، إلى جانب استغلالهم رئاسة أندية ذات جماهيرية في مدنهم لغايات ومآرب أخرى، تبدأ من البريستيج الاجتماعي ولا تنتهي عند الترشح لمجلس الشعب السوري، مروراً بما يتعلق في حالات خاصة بتبييض الأموال. فيما لم تكن الأندية السورية مؤسسات تعود بربحية على ملّاكها، كما هو الحال في معظم الأندية الرياضية حول العالم.
ومكانة اجتماعية…
كان من آثار سياسات اللبرلة الاقتصادية التسلطية ما بعد العام 2000 أيضاً أن شهد الإعلام السوري فورة كمية وصلت آثارها إلى الإعلام الرياضي، فظهرت وسائل إعلام متخصصة كان منها صحف الملاعب والرياضة والرياضية، والأخيرة بدأت كصحيفة أسبوعية وسرعان ما تحولت إلى نصف أسبوعية، وباتت ذات شعبية كبيرة إلى درجة أنها باتت توصف في وسائل الإعلام الأخرى بـ «واسعة الانتشار» عند الإحالة عليها. انضمت هذه الصحف الملونة الثلاث (توقفت منها اثنتان واستمرت الرياضية) إلى صحيفتي الموقف الرياضي والاتحاد الرسميتين ذاتي الألوان الكالحة. وبفضل هذه الصحف وعبرها، وكذا عبر القنوات الفضائية والإذاعات التي أصبحت أكثر رواجاً وانتشاراً، ازدادت نجومية لاعبي كرة القدم السوريين ومكانتهم بالترافق مع صعودهم الاقتصادي، الذي وفر لمعظمهم مكانة أرفع من ذي قبل. وغدا برنامج الكرة بملعبك على شاشة فضائية الدنيا مثلاً، من أكثر البرامج تحقيقاً لنسب المتابعة التلفزيونية في سوريا.
تلا فورةَ الصحافة المطبوعة طفرةٌ في وسائل الإعلام الإلكترونية، وانتشارٌ أيضاً للمنتديات الرياضية الإلكترونية (كان من أبرزها منتديات موقع كورة البحريني)، وساعدت تلك في تواصل الجمهور الرياضي السوري المغترب بشكل أسهل وأسلس مع الرياضة السورية في البلد الأم، وجعل اللاعبين السوريين يتمتعون بنجومية موازية في أوساط الاغتراب السورية.
وإن كان لاعبو المنتخب السوري دائماً ما حظوا بشعبية في أوساط الجماهير الرياضية خلال العقود الثلاث الأخيرة، فإن مستويات هذه الشعبية حلّقت عالياً مع الازدياد الكبير في عدد السكان وخاصة الشباب، مع تجاوز هذه الشعبية اللاعبين الدوليين إلى معظم لاعبي الأندية السورية المحليين.
زاد من ذلك أن النجومية باتت تبدأ من مراحل سنيّة مبكرة، فمع أواخر تسعينات القرن الفائت، أصبحت المنتخبات السورية من الفئات العمرية الأدنى دائمة الحضور في التصفيات والبطولات الإقليمية والقارية، وكانت هذه المنتخبات كثيراً ما تحقق إنجازات أو نتائج معقولة بالمقارنة مع المنتخب الأول، كمنتخبات الناشئين/دون 17 عاماً، والشباب/دون 19 عاماً، والأولمبي/دون 23 عاماً.
وتعود النتائج المعقولة هذه في تقديري إلى سببين: الأول هو التزوير في أعمار اللاعبين، والثاني ضيق الفجوة بين لاعبي هذه الفئات ونظرائهم في الدول الأخرى نظراً لصغر السن نسبياً مقارنة بلاعبي منتخبات الرجال، فيما تتسع هذه الفجوة تدريجياً بمرور الزمن نتيجةً للتخلف الكروي الإداري والتدريبي وانتشار المحسوبيات والفساد في سوريا.
السطوة الأمنية
قبيل انطلاق مباراة تجمع ناديي الوحدة الدمشقي والوثبة الحمصي في ملعب العباسيين بدمشق في الأسابيع الأولى للثورات العربية، وبُعَيد تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، كنت شاهداً شخصياً على رفع رابطة مشجعي نادي الوحدة لافتة تقول: «هم يحرقون أنفسهم كي يغيروا رؤساءهم، ونحن نحرق العالم كي يبقى رئيسنا الدكتور بشار الأسد». علمتُ لاحقاً من صحافيين وشهود أن لافتات أخرى بمضمون مطابق أو مشابه إلى حد كبير رُفعت في الملاعب السورية في المحافظات الأخرى. كان هذا التطابق في التوقيت والمحتوى دليلاً على توجيه مركزي برفع هذه اللافتات، سواء من الاتحاد الرياضي العام الموصوف بأنه «أعلى سلطة رياضية في سورية»، أو من قبل أجهزة أمنية تتحكم أساساً بالاتحاد الرياضي العام ومختلف «مؤسسات الدولة السورية» الأخرى.
وبصفتهم فاعلين في الشأن العام بشكل أو بآخر، كان اللاعبون السوريون دائماً محطّ الأنظار، وفي الأشهر الأولى للثورة السورية، دأبت فضائية الدنيا والقنوات الرسمية التابعة للنظام الأسدي على استضافة لاعبين حاليين ومعتزلين في أحاديث «ولاء» للنظام، مستخدمةً شعبية هؤلاء للترويج لمواقف النظام وخياراته في مواجهة الثورة، تماماً كما استخدمت الفنانين لأداء أدوار مماثله.
وإن كان ليس معدوماً أن تسمع أن بعض لاعبي المنتخب السوري الحالي، عدا عن لاعبي الأندية بطبيعة الحال، يملكون مواقف «معارضة» لنظام الأسد ومنحازة للثورة عليه، فإن القبضة الأمنية والأثمان الباهظة التي من الممكن أن تُدفَع تحولُ دون أن تتحول هذه المواقف المعارضة من الصمت العاجز إلى التعبير العلني الفاعل.
وفي حادثة ذات دلالة صارخة، تعرض نجم المنتخب السوري سابقاً ونادي الأهلي السعودي عمر السومة لاعتداء من زميله حارس المنتخب إبراهيم عالمة، بعد أن قام الأول بتحية جمهور سوري يرفع علم الثورة خلال مباراة أقيمت في الكويت في بطولة غرب آسيا عام 2012 وفاز فيها المنتخب السوري، ولاحقاً تم استبعاد السومة ثم رفضَ هو العودة إلى المنتخب، فيما تحول عالمة إلى الحارس الأساسي وحمل شارة قائد المنتخب في بعض المناسبات، دون أن يتعرض بالطبع إلى أدنى محاسبة على اعتدائه على زميله.
الأمن والأمان
كأي شرائح أخرى تنتمي إلى الفئات الوسطى أو المتبرجزة، يُرجح أن يفضّل لاعبو كرة القدم «الاستقرار» على التغيير الذي ستصاحبه حالة عدم استقرار أو اضطرابات وفوضى، فاستمرار البطولات الكروية وتنظيم المباريات وحضور الجماهير وضمان الاهتمام الإعلامي والتدفق المالي وثبات الأوضاع الاقتصادية والأمان النفسي لا تتناغم جميعها مع الثورات والاحتجاجات المطالبة بالتغيير، فكيف والحديث هو عن سوريا التي سرعان ما بدا أن التحول الديموقراطي فيها يتجه نحو المجهول، مع العنف المهول الذي مارسته أجهزة النظام الأمنية من بدايات الاحتجاجات.
زادَ على ذلك أن النظام كان يحاول منذ أسابيع الثورة الأولى، إظهار «هامشية الاحتجاجات» في مقابل «استمرارية سير الحياة العادية» تحت سلطته. هكذا التقت رغبة النظام الإعلامية للقول إن كل شيء على ما يرام، مع رغبة اللاعبين في استمرار الدورة الرياضية المعتادة وكل ما يرتبط بها اقتصادياً واجتماعياً. لذا كان لاعبو كرة القدم السوريين في أغلبهم أقرب إلى حزب «الكنبة» من تبني أي موقف سياسي، فيما شارك بعضهم طوعاً أو قسراً في أداء أدوار ضمن ماكينة النظام الإعلامية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك ظهور مدرب المنتخب السوري في حينها فجر إبراهيم إلى جانب كل من نجم المنتخب أسامة أومري والناطق الإعلامي بشار محمد في مؤتمر صحافي عام 2015 في سنغافورة يسبق خوض المنتخب مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2018، وكان ثلاثتهم يرتدون بزّات عليها صورة بشار الأسد، فيما تكفل المدرب بالكلام بعصابية عن «فخره بالرئيس الذي يحارب الإرهاب».
*****
كانت كرة القدم السورية إذاً إحدى مرايا المجتمع، وتكفي نظرة سريعة على سجل الفرق الحائزة على ألقاب البطولات السورية في العقود الأخيرة لملاحظة بعض انعكاسات التغيرات السياسية والاجتماعية الاقتصادية في البلاد. ففريق الفتوة من دير الزور، الذي كان أحد أقوى الفرق السورية في أواخر الثمانينات ومطالع التسعينات بما يشمل نيل لقب الدوري مرتين ولقب كأس سوريا 5 مرات، عرفَ تراجعاً شديداً حدَّ الهبوط إلى الدرجة الثانية بعد ذلك بسنوات قليلة، وبعد تولي الأسد الابن الحكم عام 2000 سيطرت أندية «المركز» السوري على كافة البطولات، في مقابل لعب أندية «الأطراف» السورية أدواراً هامشية.
فبين العامين 2000 و2011 نال نادي الجيش، التابع لهيئة الإعداد البدني في الجيش والقوات المسلحة، لقب بطولة الدوري 4 مرات وبطولة الكأس مرتين، بينما نال نادي الوحدة الدمشقي بطولة الدوري للمرة الأولى في تاريخه عام 2004 مستفيداً بشكل كبير من قدرته المادية على التعاقد مع لاعبين من أندية المحافظات الطرفية. وتقاسم معظم الألقاب الأخرى في هذه الفترة ناديا الاتحاد الحلبي والكرامة الحمصي، بينما لعبت فرق أمية الإدلبي والجزيرة الحسكاوي والفتوة الديري أدواراً هامشية، ولم تعرف محافظات الرقة والسويداء ودرعا والقنيطرة وطرطوس وريف دمشق تمثيلاً في دوري الدرجة الأولى السوري، واكتفت الفرق الممثلة لهذه المحافظات بالتنافس في الدرجات الأدنى عدا استثناءات عابرة. (يشكل غياب نادي تشرين اللاذقيّ عن منصات التتويج استثناءً لافتاً وجديراً بتقصٍ مستقل).
أما نادي الجهاد القامشليّ فتعرض لعقوبات قاسية عقب الانتفاضة الكردية عام 2004، ذاك أن هذه الانتفاضة اندلعت شرارتها بالذات في مباراة جمعت الجهاد والفتوة في مدينة القامشلي، وتم حرمان الفريق من خوض المباريات في المدينة بُعيد قمع الانتفاضة.
*****
وكما حدث في عديد الثنائيات التي عرفتها سوريا منذ انطلاق الثورة قبل نحو ستة أعوام، والتي انحازت فيها، بشكل عام يعرف بعض الاستثناءات، نخبة ضيقة إلى النظام في مقابل انحياز الجمهور الأوسع إلى الثورة، حدث ذلك في عالم كرة القدم السورية أيضاً. فمثلما انحازت غالبية رجال الأعمال والتجار وأصحاب المصانع الحلبيين إلى النظام مقابل انحياز أكبر بين العمال القادمين من أحياء حلب المهمشة وريفها إلى الثورة، وكما بقي صناع الدراما التلفزيونية ونجومها، الذين أنتجوا قبل 2011 عدداً من المسلسلات عن بيئة العشوائيات، تحت مظلة النظام في مقابل أبناء العشوائيات الثائرين على آل الأسد، كان أن اختار معظم اللاعبين الانحياز إلى النظام أو البقاء في عداد الأغلبية الصامتة، في مقابل الجماهير التي اعتادت أن تملأ المدرجات لمشاهدة هؤلاء اللاعبين ثم ملأت الشوارع متحولة إلى اللاعب الرئيسي في الثورة السورية.
لكن ذلك عرف استثناءات بارزة أيضاً، فنبيل الشحمة اللاعب السابق لمنتخب سوريا ونادي الوحدة حمل السلاح ضمن صفوف الجيش السوري الحر في فترة من الفترات (يمكن فهم ذلك بالنظر إلى أن الشحمة كان في أواخر مشواره كلاعب، عدا عن انتمائه إلى أحياء الجنوب الدمشقي الثائرة ومنبته الذي يعود إلى درعا)، كما اعتُقِلَ لاعبون آخرون لمشاركتهم في الحراك الاحتجاجي لفترات متفاوتة وبعضهم ما زال قيد الاعتقال، ومن هؤلاء لاعب نادي تشرين اللاذقي طارق عبد الحق ولاعب المنتخب السوري للشباب عامر حاج هاشم وآخرين. بينما ذكرت وسائل إعلامية قبل أشهر أن القائد السابق لنادي الكرامة ولاعب منتخب سورية جهاد قصاب قضى تحت التعذيب في سجن صيدنايا، بعد عامين من اعتقاله في آب من العام 2014 على أيدي عناصر فرع الأمن السياسي بحمص.