في التاسع من نيسان الماضي، يوم أحد السعف، استهدف داعش كنيستي مارجرجس في طنطا (محافظة الغربيّة) ومحيط الكنيسة المرقسية في الاسكندريّة. أسفرت التفجيرات عن سقوط 45 ضحيّة، وتجاوز عدد الجرحى المئة (بالإمكان مراجعة التغطية الحيّة لموقعي مدى و 360.media). وقد أتت هذه التفجيرات في سياق الاستهداف المستمر للأقباط في كنائسهم، لا سيما في أيام فترات الأعياد الدينية. وقد سبق هذين التفجيرين تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة أواسط كانون الأول الماضي، والذي أدى لسقوط 29 ضحيّة وجرح ما لا يقل عن 45 شخصاً.
عقب تفجير الكنيسة البطرسيّة، نشر مصطفى محيي على موقع مدى مُراجعة لأبرز محطات العنف الطائفي واستهداف الأقباط منذ سبعينات القرن الماضي، ويشير محيي في مادته إلى تقرير مهم لإسحاق ابراهيم، نشرته المبادرة المصريّة للحقوق الشخصية، عن التوترات والاعتداءات الطائفية بسبب بناء وترميم الكنائس. من جهته، يقدّم محمد طارق دعوة لنقاش فكري اضطهاد الأقباط من أجل المواجهة في موقع بالأحمر.
دخول داعش على خطّ التوتّرات الطائفية تم عن طريق التفجيرات التي تبنّتها «ولاية سيناء» التابعة للتنظيم، والتهجير الذي تعرّض له أقباط شمال سيناء خلال شهر شباط الماضي. غطّت هبة عفيفي محنة التجير ومقدّماته في مادة بعنوان: أقباط شمال سيناء.. الموت أو التهجير جزاء غياب الأمن و«العزوة». التقصير الأمني عنوان متكرر في التغطيات الإعلامية لاستهدافات الأقباط، وقد غطّى عمر سعيد هذا العنوان في ما يخص تفجيرات أحد السعف في مادة بعنوان: الضربة التي قالت «فيه تقصير أمني».
عقب التفجيرات الأخيرة، أعلن عبد الفتّاح السيسي عن فرض حالة الطوارئ. يشير مدى إلى النقاط الأهم في معنى هذا الإعلان في مادة بعنوان: طوارئ السيسي لن تكون كطوارئ مبارك، مع عودة في مادة أخرى عن أثر حالة الطوارئ على الصحافة والإعلام، والغطاء القانوني الذي يمكن أن تقدّمه للانتهاكات المستمرة في هذا المجال.
وقد شهدت الأيام التالية على تفجيرات أحد السعف جولة جديدة من التوتر بين السيسي والأوساط الإعلامية المُوالية له مع الأزهر، توترٌ ليس بجديد، وإن شكّلت التفجيرات مناسبة أخرى لإشارة الأوساط الموالية إلى ضرورة «تجديد الخطاب الديني»، الشعار الذي يشير إليه السيسي باستمرار كلازمة أساسيّة لمواجهة «التطرّف». نصوص مي شمس الدين في مدى؛ ومحمد طارق في 360.media مداخل جيّدة للإحاطة بمستجدات هذه التوتّرات.
*****
في الأردن، نشر موقع حبر تقريراً غنياً لهنادي قواسمي عن تاريخ العلاقات الاقتصادية بين الأردن وإسرائيل منذ توقيع اتفاقية وادي عربة للسلام في تشرين الأول 1994. وكان الموقع قد نشر في ذكرى توقيع المعاهدة مادة للمحامي عمر العطعوط يعرض فيها دوافع وعناوين الاعتراض على المعاهدة وتوابعها.
وفي إطار الشق الاقتصادي لتنفيذ الاتفاقيّة، قدّم الموقع تغطية مميّزة لصفقة تزويد شركة الكهرباء الوطنية الأردنية بالغاز الإسرائيلي. أثارت هذه الاتفاقية الكثير من النقاش الحاد في الوسط الأردني، وقامت ضدّه حركات احتجاجية عديدة. في هذا الرابط نجد أرشيفاً لما نُشر في الموقع عن صفقة الغاز وتداعياتها.
في العاشر من نيسان الماضي، تكون عقود ستّ قد مرّت على إقالة حكومة سليمان النابلسي في الأردن، التي كانت مفصلاً تاريخياً أساسياً في مسار محاولات فتح مجال سياسي ديمقراطي في البلاد وتوسيع المشاركة السياسيّة، حسب تعبير شاكر جرّار. وفي هذه المناسبة، نشر جرّار نصّاً تأريخياً غنياً من جزئين، يُراجع في أوّلهما بدايات هذا المسار، مروراً بحكومة النابلسي، ووصولاً إلى هبّة نيسان عام 1989؛ وفي الجزء الثاني يستمرّ في مراجعته منذ نهاية الثمانينات وحتى حراك عام 2011 وإجهاض الهوامش التي فتحها هذا الحراك مع التعديلات الدستورية الأخيرة وتوسيع صلاحيات العرش.
*****
على الصعيد الثقافي، تجدر الإشارة إلى ملف غني وشيّق نشره موقع معازف، المتخصص في الموسيقى، عن الأناشيد الجهاديّة. الملف من إعداد وتحرير زينة الحلبي ومعن أبو طالب، ويُحلل النواحي الجمالية للأناشيد، مُراجعاً سياق نشأتها التاريخية وتطوّراتها في المناطق المختلفة التي شهدت إنتاجها كجزء من آلية التعبئة والتحشيد والبروباغندا الجهاديّة. لا يعتني الملف فقط بالموجة الأخيرة -القاعديّة- من الأناشيد الجهادية، بل يمرّ أيضاً على المرحلة الفلسطينية- الحمساوية، وعلى تطوّر موسيقى دوائر حزب الله ومكانة كربلاء في أناشيده، من الخميني إلى سوريا.
يتضمن الملف مكس-تايب من أربع أغاني مستوحاة من أناشيد جهاديّة لآية متولي، اسماعيل، مقاطعة، والراس، سُجّلت خصيصاً للملف. هذا النمط من المزج، أي استخدام الإنتاج السمعي الجهادي كـ”أيقونة-مضادة” في أنماط موسيقية مثل التكنو والراب، أو تحوير بعض ألحانها وكلماتها لإنتاج مادة ساخرة، هو ظاهرة ثقافية واسعة الانتشار اليوم، وشديدة الارتباط بأنماط النشر الالكترونيّة، ولا يرتبط الأمر فقط بالأناشيد الجهادية بل أيضاً نجدها مع الصورة “الداعشية”، واستخدامات أيقونية-مضادة لصور البغدادي والجولاني وغيرهم. لعلّ بالإمكان اقتراح تحليل ثقافي-موسيقي لهذا الإنتاج-المضاد، يمكن أن يُشكل إضافة مفيدة لهذا الملف الغني.