لم يخطر في بالي يوماً أن أُقيم في سوريا طوال عمري، كما لم أتصوّر نفسي بعيداً عنها مدى الدهر. كانت خططي مرسومةً على نحوٍ أخرج فيه من سوريا لبضع سنين فقط؛ غربةٌ قصيرةٌ بغرض التحصيل الدراسي ورؤية عالم ما وراء الحدود الجغرافية للبلاد؛ ذلك العالم الذي يعود منه الذين تعوّدنا وَسمَهم بأفضل وأنجح الأطباء والمهندسين والمحامين ورجال الأعمال. والحقُّ أنّي فكرتُ في ذاك الخروج مُبكراً، وكنت أودّ دراسة مرحلة الجامعة خارج سوريا، بيد أنّ رفض أهلي الشديد قد حال دون ذلك.
ارتكزت أسباب رفض أهلي حينها على كوني صغيراً لم أبلغ بعدُ الثامنة عشر، وأنّى لمراهقٍ مثليَ أن يحتمل الغربة أو أن يمتلك الوعي والصلابة اللازمين لمواجهتها. علاوةً على ذلك، راحوا يستذكرون عشرات الشبّان الصغار الذين ارتحلوا من أجل الهدف نفسه دون أن يعودوا. الآن، ما زالت ترنّ في أذنيّ عبارة «ما بدنا نخسرك» و«بكرة تروح وما ترجع». لم أستوعب حينها فكرة أن يقرّر أحدهم ألّا يعود إلى بلاده، وأن يخشى الأهل من ذلك الأمر كما لو أنه نتيجةٌ حتمية، كما لم يستسغ عنفواني فكرة حداثة سنّي التي تردّد التنبيه إليها كثيراً. هكذا انتهت النقاشات المُضنية وأيام الحرد والتصابي بانتصار أهلي، ورضيتُ على مضض بدخول جامعة سوريّة ترافقني فيها اتصالات أمي وصناديق الطعام المجمّد والمعلّب.
لا أعرف حالياً إذا ما كنت قد فكرت أثناء تخطيطي للدراسة خارج سوريا باحتمال الحنين إليها، أو الشعور بالفقد والغربة. ما أعرفه هو أنّ الشعور بالحنين إلى سوريا لم يكن يشغلني آنذاك كما يشغلني اليوم بعد أن خرجت منها كارهاً عام 2015، ولعلّ مردّ ذلك هو اليقين بأنّ تسكين الحنين في الحالة الأولى لن يحتاج أكثر من بضع بطاقات سفرٍ لقضاء إجازاتٍ متكرّرة قريباً من الأهل والأصدقاء، وسيكون ذلك فرصةً مواتيةً لأحكي لهم عن مغامراتي ومشاهداتي في العالم العجيب والمتطور الذي لا يعرفونه في حيّزهم العالمثالثي. بينما حنين اليوم لا يمكن تسكينه بأكثر من اتصالٍ قصيرٍ بهذا أو ذاك، ومشاهدة بعض المقاطع المصورة في شوارع المدن السورية ومراقبة وجوه الناس السوريين وطريقة حديثهم وضحكهم وعرض مشاكلهم… وموتهم.
كانت قد مضت سنواتٌ ثلاثٌ على تحطّم حلمي بالسفر حين اندلعت الثورة السورية، وفي تلك اللحظة شكرت الأقدار التي منحتني فرصة حضور تحوّلٍ كبيرٍ لم أكن متنبّهاً لإمكانية حدوثه نظراً لاستقالتي الفطرية من السياسة والتفكير بها، والتي عادةً ما يوقّعها أيّ سوري لحظة حصوله على شهادة الميلاد، حيث يُسلّم المولود في سوريا بيعةً أبديّةً بشماله ليتسلّمَ شهادة الحق بالولادة بيمينه. كانت تلك هي لحظة الشعور الفريدة والأولى بالقدرة على استرداد الوطن وأحقيّة هذا الوطن بالحب والتشبّث، وتالياً الحنين.
نعم، تغيّر معنى سوريا كوطن في العام 2011، بعد أن شهدت في الخامس عشر من آذار في ذلك العام، حدثاً عظيماً سيكون من تبعاته تغيّرُ شكل وتفاصيل البلاد وحاضرها ومستقبلها لعشرات السنين القادمة. لم يكن بمقدور أحدٍ حينها أن يعرف إلى أين ستنحو الأمور، وعن المآل الذي سيُفضي إليه مصير ملايين السوريين. كما لم يكن ممكناً وقتها إدراك وعورة الطريق الذي شقّته عشرات الحناجر التي صرخت في وسط دمشق، وفيما إذا كان سيُقدَّر لتلك الصرخات أن تجد لها أصداءَ لدى السوريين، أو أنها ستكون عملاً انتحارياً يودي بحياة أولئك الذين أطلقوها دون أن تتغير رتابة الحياة العادية في البلاد. كان كلّ شيءٍ ممكناً وغير ممكنٍ في آن، لكنّ أكثر الموغلين في التشاؤم لم يكن بوارده تخيّل أن تصير البلد بركة دمٍ عملاقة ومحطة هروبٍ جماعيٍّ قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.
أعادت تلك اللحظة الفاصلة تشكيل وعي أجيالٍ عرفت سوريا بوصفها وطناً قبل البعث وحافظ الأسد، وفي بواكير وصوله إلى السلطة وفي سنين صعوده وفردانيته وتحويله سوريا إلى جمهوريةٍ وراثية سيخلفه عليها ثاني أبنائه. كما شكّلت تلك اللحظة وعي جيلي، الذي ولد في تسعينات القرن الماضي، تجاه مفهوم الوطن، وهو الجيل الذي لم يعرف سوريا عن قرب سوى في مرحلة الرئيس الشاب الذي يجيد قيادة الحاسب الآلي. لا أجازف إذ أقول إن جميع الشرائح التي ينتمي إليها جيلي، باستثناء بعض أبناء أسرٍ قليلة ذات توجهٍ يساريٍّ أو إسلامي، كانت قبل آذار 2011 لا تفهم من سوريا بوصفها وطناً أكثر من كونها سوريا الأسد. سوريا هي الأسد، والأسد هو سوريا، أما التفكير بسوريا على نحوٍ مغاير فلم يكن مُتاحاً وموجوداً سوى في بضع نكاتٍ كنّا نتداولها أمام الثقات من دون أن ندرك أبعادها التي تتجاوز الضحك.

إذاً، أنتمي إلى جيلٍ لم يعرف عن معنى الوطن سوى أسديّته وبعض توافه الأمور الأخرى؛ علمٌ ممزّقٌ مغبرٌ تحمله سارية حديدٍ نهشها الصدأ، نُكرَه على أن نُنشد أمامه بعض الشعر متذمرين في أعماقنا من حرّ الصيف وبرد الشتاء؛ عباراتٌ لا تفرّق بين الوطن والرئيس كنّا نردّدها دون أن نعي معناها؛ حماسةٌ تشعلها موسيقا بعض الأغاني «الوطنية» التي تبثّها التلفزيونات والراديوهات المحلية، والتي يندر أيضاً أن تخلو من اسم الرئيس؛ مباريات كرة قدمٍ نظلّ متشنّجين بسببها حتى تحلّ الخيبة مكان التشنّج؛ زينة الصفّ «الوطنية»، المتمثّلة في صور الرئيس بلباسه المدني والعسكري وبعض الشرائط المصنوعة من ورق الكورنيش الملون، والتي نبذل من أجلها مصروفنا طامعين في نيل رضا المعلم والموجّه والمدير؛ مروياتٌ ألقمونا إياها في المدارس عن تضحيات وبسالة أسلافنا في مقارعة إسرائيل، كان يكفي أن نشاهد منظر سحل رجلٍ أو امرأةٍ فلسطينيةٍ في الشارع لنسأل أنفسنا أين ذهبت ولماذا تغيب اليوم؛ فحولةُ جنودنا في لبنان، التي تأخّرنا لنفهم أنها أفعالٌ خسيسة وحقيرة سنكون ضحاياها فيما بعد.
كانت بداية الثورة هي اللحظة التي سأعرف فيها، أنا وملايين آخرين، أنّ الوطن ليس سوريا التي كنا نعيش فيها، وأنّ سوريا تلك لا تحتمل أن تكون أكثر من فندقٍ لا ينبغي لنا فقط أن نغادره حين تسوء الخدمة بحسب ما تقوله إحدى المقولات المتعفّنة؛ بل هي فندقٌ ينبغي علينا هدمه وطرد مُستبيحيه ومشغّليه حتى يكون من اللائق أن تسمّى بعد ذلك وطناً ونكون فيها مواطنين. سوريا لم تكن أكثر من فندقٍ رخيص، ونحن لم نكن أكثر من أجراء يشتغلون عند مالكه الأسد. كانت الثورة هي لحظة هدم الفندق الواجبةَ الواجبةْ، وذلك رغم ما شهدناه لاحقاً من تهدّم الفندق فوق رؤوسنا واختلاط حطامه بحطامنا.
أحنّ اليوم إلى سوريا بعد خمس سنواتٍ على مغادرتها، ولكن يلزمني القول قبل ذلك إنّ سوريا، بمنظوري وبمنظور كثيرين من أبناء جيلي، ما كانت شيئاً عظيماً قبل الثورة. لولا الثورة ماذا كانت سوريا بالنسبة لنا أكثر من كونها فندقاً، نحن الذين لم نقاتل ولم نناضل ولم نقدّم التضحيات في سبيلها، هل كانت أكثر من المكان الذي نعمل سنيناً طويلةً خارجه حتى نعود ونظفر ببيتٍ صغيرٍ فيه؟ وهل كانت أكثر من مكانٍ ولدنا وتربينا فيه مصادفةً، وأحببنا ناسه وتعوّدنا عادات أهله لأننا منهم وخُلقنا على نفس الأرض التي خُلقوا عليها؟ هل يكفي أن نرث عجز ناسه وإذلالهم وتدجينهم حتى نقول إننا أبناء وطن؟ لم يمكن لنا أن نتخيل سوريا وطناً إلا بالمعنى الوجداني لمفهوم الديار، أما إذا عزمنا محاكمة هذا المفهوم بشكلٍ عقلانيٍّ بوصفه المكان الذي نملك فيه حصة، فسنكون حتماً بلا وطن.
تشبه علاقتنا مع الوطن قبل العام 2011 شيئاً من متلازمة ستوكهولم، إذ اعتدنا تقديسه دون وعيٍ وتفكيرٍ بحقيقته، وذلك على الرغم من القمع والإذلال الذي ترعاه ضدّنا الزمرة المتحكمة بأمره، والساهرة فيه على ضمان جودة وديمومة عبوديتنا لها تحت عنوان الوطنية، حدّ أن صار استمراء العبودية معادلاً للوطنية. كما أنّ استمراء العبودية هذا والتلذّذ بها من أجل البقاء والصعود والنجاح جعل الشعب يخشى من التغيير، ويخدع نفسه باجترار الكلام عن محاسن الوطن وحكّامه، متعامياً عن القهر والفساد المُعمّمين. لقد كانت لحظة منتصف آذار 2011 تمرّداً ضرورياً على متلازمة ستوكهولم التي طوّقت نحورنا لعقود.
بحق، قبل 2011 لم يكن صحيحاً أن يكون حب الوطن الأسدي أكثر من معاناةٍ مزمنة تأبى الانعتاق مع متلازمة ستوكهولم، ولكن ماذا كانت ضريبة تمرّد الضحايا على السجانين والجلادين والمغتصبين؟ ألم تكن أقداراً مضاعفةً ورهيبةً ولا معقولةً من السحق والتعذيب والإبادة ومساعي الإرجاع إلى خنوع العبودية! لماذا علينا اليوم أن نحب بلاداً جنت علينا، عذّبتنا ودمّرتنا وقتّلتنا، وكان خلاصنا الوحيد منها أن طردتنا، ولماذا علينا أن نحنّ إليها ونرجو لقاءها في الوقت الذي يحلم فيه ملايين المسجونين داخلها أن تنفتح الحدود وأبواب سفارات الدول الأجنبية في وجوههم حتى يهربوا من سعيرها. الآن، وفي هذه اللحظة، ماذا يعني أن يحب المرء وطناً لا يستطيع أن يوفّر له جرّة غاز أو ساعتي كهرباء أو إنترنت متواصلتين في القرن الحادي والعشرين! لماذا على السوري أن يُحبّ بلاده بعد كلّ ما قوبل به من لؤمٍ واحتقار!
يحمل كلامي السابق قدراً من العنف والقسوة على سوريا ما قبل 2011 وربما ما بعدها، ولكن يحملني على ذلك رغبتي بالقطيعة الناجزة مع ذلك الوطن الذي كنت أعيش فيه مسلوباً من قدرتي على القول والتفكير، بالتحلل من ذلك الوطن الذي علّمني أنّ السياسة وتداولها وتعاطيها أمورٌ محصورةٌ في كتب التاريخ وتصريحات قادتنا في الصحف الأجنبية، بينما يقتصر حاضرها على التصفيق للسياسيّ الوحيد ومؤسس علم السياسة والوطنية في البلاد حدّ إدماء الأكفّ. ويدفعني لقول ذلك قهري من أن تُسمى علاوات الأجور هبةً ومكرمةً من القائد العظيم، الذي ينبغي بعدها التسبيح بحمده وشكره، كما لو أنه ربٌّ أنعم علينا بحاسة البصر أو التذوق، ويدفعني لقول ذلك قهري من حرمان ملايين السوريين من التفكير. أكره سوريا التي غادرتُها وقد صار الخطاب الرسميُّ فيها يُطلق على حافظ الأسد صفة القائد المؤسّس! ولماذا لا أكره بلداً لم يكن شيئاً موجوداً قبل أن يؤسسه حافظ الأسد، طالما أنّ القائد الخالد لم يؤسّس سوى عشرات الآلاف المربعة من السجون وآلاف الحُجرات تحت الأرضية المتخصصة بسلخ وتقديد وتعفين اللحم البشري. كيف لي أن أحبّ بلداً ما كان موجوداً لولا أن اخترعه حافظ الأسد وطوره وحدّثه بشار الأسد!
رغم كلّ ما سبق، لا أعرف عدد المرات التي سألتُ فيها نفسي متى سأعود إلى سوريا، كما لا أدري كم مرّةً تحول هذا السؤال إلى صيغةٍ أكثر تشكّكاً؛ هل سأعود إلى سوريا؟ ما أعرفه هو أنني تداولت مع نفسي هذا النوع من الأسئلة الصعبة مراتٍ لا تُحصى، ولكنّي كنت دائم الفشل في الوصول إلى إجابةٍ واحدة. حيناً أستخدم المنطق والعقلانية، فأصل إلى إجاباتٍ لا أريدها، وحيناً أكون حالماً فيشطّ بي الخيال إلى ما لا يُعقل. ويحدث أن أكون سعيداً فأقرّر ورود خبرٍ جميلٍ في صباح اليوم التالي سيقودني إلى موقع إحدى شركات حجز تذاكر الطيران، كما يحدث أن أكون مُكدّر الخاطر فأعلن أنّ البلاد التي خلّفتها وراء ظهري قد ماتت كما يموت بعيرٌ وصل إلى آخر عمره، وقد صار لزاماً عليّ البحث عن بلادٍ جديدة، وأن تكون هذه البلاد وطناً حقيقياً، لا مجرّد بلاد. أقول لنفسي: لا ينبغي لي أن أرضى بأقلّ من وطن، ولن أحبّ ذلك الوطن، بل عليه هو أن يُحبّني هذه المرّة. الوطن الذي أريده هو وطنٌ لا أركع في سبيل العيش فيه، ولا أخدم دولته التافهة رغم احتقارها لي في طوابير الخبز والجنديّة واستخراج القيد. أريد وطناً يخدمني.
أقرأ وأشاهد عشرات القصائد التي كتبها عراقيون بعد حرب العام 2003، وأُدهش من أقدار الحنين المسكوبة فيها. تحملني الغيرة من عذوبة وشجن ما يحنّون إليه لأسأل نفسي؛ هل يختلف العراق عن سوريا؟ لماذا لم يقل الشعراء السوريون أشياء مشابهةً تفيض بالحنين إلى بلادهم حتّى نردّدها مثل تمائم الأمل! هل ما زالوا يظنّون أنهم عائدون غداً! ولو كانوا قد كتبوا فعلاً، هل يتجنّب جمهور السوريين تداول موضوعة الحنين إلى الحدّ الذي ظلت معه هذه القصائد حبيسة دواوين وحناجر أصحابها! مجدداً، هل يُحَنُّ إلى سوريا!
لا أدرك طبيعة ما أردت قوله في السطور السابقة، ولكن أُدرك إلى أيّ حدٍّ قد فشلت في صياغة ما أريد التعبير من خلاله عن حنيني إلى سوريا؛ ناسها وحكاياها ونهارها وليلها وصخبها وسكونها وشوارعها ومائها وهوائها وحاويات قمامتها. ما أريد قوله هو أنّي أكذب لو أخفيت حقيقة أنّ الحنين ينهش حشاشتي، وأكذب لو زعمت أني لا أشتاق إلى سوريا، لكنّي أحصّن هذا الشوق والحنين بأسوار جلافةٍ عملاقة؛ أُخندق على مشاعر روحي بكرهٍ ولا اكتراثٍ زَيفتُهُما كما يُزيّف صبٌّ مشاعره غير المبالية تجاه حبيبةٍ يتمناها بينما هي لا تراه ولا تحسّ بوجوده. أن أُحبّ سوريا وأن أحنّ إليها يقتضي مني تقديم العرفان للثورة التي عرّفتني على مفهوم الوطن، برغم الحال التعيسة التي وصلت إليها هذه الثورة. وأن أحبّ سوريا يعني أن أجاهر بكرهي لما عاشه ويعيشه السوريون فيها، وأن أحب سوريا يعني أيضاً أن أكره سوريا الأسد.
يبقى أن أُعيد طرح الأسئلة المستحيلة على نفسي: هل سأظلّ محروماً من بلدي نحواً من عشرين أو ثلاثين أو خمسين سنة؟ هل سأروي لأحدهم في العام 2050 قصةً عن سوريا التي خرجت منها يوم كنت شاباً صغيراً! لا أُريد لذلك أن يحدث، وأقصى ما أتمناه في هذه اللحظة هو أن أعود إلى وطني، ولكن شريطة أن أعود شابّاً، أن أعود غداً، وإلا لا أريد العودة أبداً. أريد حسم الأمر سريعاً؛ هل لدي بلدٌ أعود إليها أم لا! لا أريد العودة كما يتخيّل صديقي عودته؛ عجوزاً محدودباً على عكازه، ولا أريد أن أكتب في وصيتي أنْ احملوا عظامي الصامتة إلى أرضٍ نسيتُ ملامحها من كثرة تعاقب الأيام بعيداً عنها، هذا لو سمحت لكم السلطات بذلك.