وقت الحظر الجزئي دخل الآن. نحن في نهايات شهر آذار 2020، ومعظم أهالي الحي موجودون على الشرفات. الجميع يراقبون إجراءات الحظر، وينتظرون مرور «موتورات» الشرطة التي تردّد عبر الميكروفونات بوجوب عدم خروج المواطنين منذ السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً من أجل سلامتهم. كثيرٌ من النساء على الشرفات يرتدين أغطية الصلاة، كثيرٌ من الرجال يرتدون «جلابيات» أو قمصان قطنية، وأُسرتي خرجت بدورها إلى الشرفة، نراقب فراغ الشوارع والسيارات «المفيّمة» السريعة التي تمرّ، ونراقب الذين يستطيعون كسر الحظر؛ بعضهم يملك تصريحاً لذلك، وكثيرون لا يحتاجونه. ليس من الجديد علينا البقاء هكذا في بيوتنا مجبرين على عدم النزول إلا للضرورة القصوى. الأمر مألوف بالنسبة إلينا، لكن طبيعة الخوف وحدها هي التي تغيرت.

يمضي الوقت ثقيلاً بعد السادسة، الآن يؤذن المغرب. نسمع صوت أغنية عالية تصدح من إحدى الشرفات في محاولة لتقليد «الأجانب». نخرج مجدداً لنستطلع الأمر، أحدهم يضع أغنية لـ «حسن شاكوش»، ثم أغنية ثانية وثالثة؛ يستمرّ الأمر لحوالي خمس عشرة دقيقة، ولا أحد يتجاوب مع الشرفة التي تطلق الأغاني. يتكرر الأمر على مدى أيام تالية عدة مرات، لكن مع أغانٍ حزينة، ومجدداً لا أحد يستجيب. في النهاية، تختفي أغاني الشرفات تماماً.

علاقتي مع الأغاني شائكة، بدأ ذلك عندما رووا لنا القصة الشهيرة ونحن في سنّ المراهقة، عن شاب تعرض لحادث سير في الطريق، وعندما طلبوا من الشاب المحتضر نطق الشهادتين وهو ينازع الرمق الأخير، صار المحتضر يدندن بالأغاني، و«أنتم تعلمون سبب ذلك»، قالوا لنا يومها، «لقد عَجِزَ الشاب عن نطق الشهادتين لامتلاء رأسه وقلبه بما كان يسمعه، الحواس لحظة الموت صنوٌ لما اعتادت فعله، لذا لم تستجب حواسه رغم كثرة الصارخين من حوله بنطق الشهادتين. تخيلوا أحداً منكم يحتضر، وآخر كلماته مقطع من إحدى الأغاني»، و«لا أحد»، قالوا، «لا أحد يرغب أن يموت هذه الميتة الخاسرة».

كان القصف شديداً على حيّ الوعر الحمصي في أحد أيام العام 2012، كنّا نسكن في الطابق الأخير، هرعنا وجميع الجيران إلى الطابق الأرضي. كان الوقت ليلاً، والطابق الأرضيّ مكون من بيتين متقابلين. قرَّرَ أحد الجيران بشكل قاطع ما يلي: «الرجال في بيت، والنساء والأطفال في بيت»، مع ترك أبواب البيتين مفتوحة على بعضها. جلسنا متراصين قرب مداخل البيتين، بحيث كنا نرى بعضنا بعضاً من الأبواب المفتوحة. أخذَ كلٌّ منا يختلس النظر إلى الآخر، الرجال والنساء، الأطفال وآباءهم.

لَهَجَتْ ألسنة النساء بالأدعية في تلك اللحظة: «اللهم اجعله برداً وسلاماً علينا كما جعلتَ النار برداً وسلاماً على نبيك إبراهيم». يصرخ الأطفال، تهطل القذائف والصواريخ، تبكي النساء، يرتفع الدخان من الطابق الثاني الذي سقطت عليه إحدى القذائف، أصوات الرجال تتعالى حيث يصعدون لإبعاد جرة الغاز من البيت الذي يحترق. ألمحُ ابن جارنا، الذي كان بالكاد عمره 17 عاماً، يلبس جعبته ويخرج إلى الشارع خلسة، يجلس والد الشاب عاجزاً لأنه يعلم أنّ ابنه سيعود إليه في الكفن، يمرّ شريط حياتي في لحظة سريعة، تمر أغنية عابرة في رأسي، تمرّ قصيدة لمظفر النواب بصوته، يختلط كل ذلك مع أصوات القصف المحيطة ومع صورة الأب البائس. أقرر، مثل أي سوري طيب، أنّي إن نجوت اليوم، سأقوم بتغييرات كثيرة في حياتي، منها الابتعاد عن الأغاني لأنّ ذاكرتي نشطة بما يخصها، وأني سأحاول الحفاظ على مبدأ صائب في حياتي وسأدافع عنه قدر المستطاع. يستشهد ابن جارنا بعد أيام في معركة خاسرة مع النظام، يشيعه أصدقاؤه بما يشبه العرس، يتقطع والده حزناً عليه ويقرر الهرب من سوريا تاركاً كل شيء وراءه، لكنه يُعتقل في طريق هروبه إثر مكيدة من أصدقائه، ليطلق سراح الأب المعتقل أخيراً بعد سنتين مع مرض في الكبد. يتعافى منه لاحقاً، بعد أن سافر بسلام خارج هذا البلد.

*****

مضت الآن أكثر من عشرة أيام على الحظر، أذان المغرب مجدداً، نحن الآن في وقت الحظر، وليس سوى بعض الموتورات والدوريات العسكرية في الطرقات. بعد انتهاء أذان المغرب مباشرة، نسمع صوت قرآن يصدح من المآذن، هرعنا مجدداً للشرفات، الشرفات مساحة تحركنا الوحيدة في الهواء الطلق في المساء، كحال كثيرين من أهل الأرض. نُصغي السمع قليلاً، صوت قرآن بالفعل، تسمعه معظم أحياء المدينة. نشعر بالرهبة، تتردد لنا ذكريات الزمن الماضي، حين كان ما كان. تكتب الصفحات المؤيدة للنظام أن صوت القرآن يصدح في المدينة على نية الخلاص والفرح القريب، والأمر بالتأكيد ما كان ليتم لولا موافقة النظام. أُسجّل صوت القرآن على هاتفي، ثم أمحوه، ثم أندم لمحوه، ثم أعيد تسجيله في اليوم التالي ولا أمحوه هذه المرة. الكهرباء مقطوعة، الشارع أسود، نلمح تحت بصيص الضوء القادم من «لدّات» البيوت عدّة عساكر يقفون في ظلمة الشارع، نتفاجأ لوجودهم فرادى، يتهامس البعض عن خشيتهم أن يقوم العساكر بسرقة المحال، لا سيما مع حصول حادثتي سرقة مؤخراً. يتبين لاحقاً أنّهم يقومون بدوريات راجلة في الشوارع لمراقبة التزام الناس بالحظر، يحملون بواريدهم، ويضربون التحية للسيارات المسرعة المفيمة، ثم في عتمة الليل ينساهم الجميع بعد أن اطمأنّوا أن وجود العساكر غير مرتبط بالسرقة (التعفيش في هذه الحالة)، وهم الذين أصبحوا موصومين بها، والوقائع  لهذه الوصمة شاهدة. يبقى موضوع السرقة حاضراً في أذهان السوريين جنباً إلى جنب مع بقية مآسيهم، وإن اختلفت سياقات السرقة أو مبرّراتها.

في العام 2016 كنا في الملجأ بانتظار أن يهدأ القصف، الملجأ كان عبارة عن قبو واسع انحشرنا جميعاً فيه بشكل مثير للرثاء؛ الرجال متكدسون على بابه، والنساء والأطفال متكدسون في ساحته الرطبة. انتهى القصف أخيراً، خرجنا عائدين إلى بيوتنا، وحين وصلتُ أمام بناء البيت وجدتُ جارنا ينتظر، وقد اعتاد أثناء القصف أن يبقى في بيته لحراسته. قال ورأسه في الأرض: «دخل بيتكم حرامي، وحاول أن يسرق البرغل والرز والعدس، وكان بصدد سرقة بطارية ‘اللدة’ عندما دخلتُ بيتكم و’كمشته’ متلبّساً وسلمته للهيئة الشرعية،  وهو الآن في السجن». الهيئة الشرعية كانت في حينها تحل مشاكل الحي على صعيد أفراده وعلى صعيد مصيره، وتتألف من بعض المشايخ، هذا بعض ما بقي في ذاكرتي عنها الآن. رجوتُ جارنا أن يخبر من يخصهم الأمر بأن يطلقوا سراح الرجل، وبأنه «مُسامَح» في الدنيا والآخرة، إذ لولا عوزه لما خاطر بحياته لاقتحام البيوت والسرقة، لكن جارنا لم يرفع رأسه، ومضى.

كانت أبواب البيوت بغالبها شبه مفتوحة بسبب ضغط القذائف والصواريخ والاسطوانات، وكان من السهل لأي سارق أن يدخلها، وهو الأمر الذي تكرَّرَ في بعض فترات القصف الشديد. الناس مختبئون في قبو ما، أو في بيوت يعتبرونها آمنة، أو حتى في جامع ما، القذائف والصواريخ والاسطوانات تنهمر، بينما هناك ذلك السارق الذي لا يعبأ بكل ذلك، واضعاً احتمال الموت والعطب وراء ظهره، ليدخل البيوت الفارغة ويسرق بطارية ‘لدّة’، أو كيساً من الطحين، أو كيساً من السكر، أو غير ذلك. علمتُ لاحقاً من جارنا أنهم أطلقوا سراح السارق الذي لم أعرف شيئاً عن مصيره بعدها، لكنّ جارنا الستيني، الذي يقطن هو وأسرته في إدلب الآن، ترك لي قبل يُهجَّرَ من الحي عام 2017، صندوقاً كرتونياً صغيراً فيه  بعض الأشياء التي استعارتها أسرته، وبجانبها رسالة مكتوبة بحروف مكسرة يستسمحني فيها لتأخرهم في إرجاعها.

ما زالت الرسالة بحوزتي إلى الآن.

*****

أيام الحظر تترك للمرء وقتاً طويلاً للتفكير والتذكر والتفكّر، من كان يحسب حساب الوباء؟ لكن ذلك لا يمنع أن تأخذ الحياة مسارها، وأن يتابع الناس حياتهم في بعض الأوقات وكأن شيئاً لم يكن. علّمتنا السنين الماضية ذلك، وما زال الأمر مستمراً إلى الآن، فالناس هنا لم يتوقفوا عن إقامة الأفراح والعزاءات ولو على صعيد ضيق ومحدود، ومع إجراءات سلامة تختلف بحسب تقدير الأشخاص أنفسهم، لا أكثر ولا أقل. وهكذا وجدتني مدعوّة لأحضر خطبة إحدى القريبات، ولم يكن من مناص للاعتذار. تحدَّدَ موعد الاحتفال من الثانية إلى الخامسة مساء، أي قبل بدء الحظر بساعة. كنتُ يوم الحفل في صالة بيت قريبتي محاطة بثلاثين امرأة وصبية، كثيرات منهن بدين وكأنهنّ ينتظرن هذه الفرصة منذ الأزل للتزين ونفض غبار الحظر عن أجسادهنّ. تحاشت النساء قدر الإمكان المصافحة وتبادل القبل، وما دون ذلك كان كل شيء على أكمله، العروس في ثوب باذخ، العريس في المُغترَب بطبيعة الحال، صالة البيت الفخمة المزينة، ومائدة الخطبة الممدودة التي لم تًخلُ من أنواع متعددة من الحلو العربي الذي يصل سعر الكيلو منه إلى عشرين ألف ليرة سورية. هذا النموذج، الفارِه نسبيّاً، من الاحتفالات لا يُعمّم على كثير من الناس هنا، لكنه موجود بطبيعة الحال. حين سمع أحد الرجال من الأقارب تفاصيل الاحتفال، ضرب كفّاً بكفّ وقال متجهماً: «النسوان بضلوا نسوان».

لم يكن الاحتفال سابق الذكر يشبه احتفالات الخطوبات والأعراس التي كانت تقام في حيّ الوعر، والتي لم تتوقف حتى في أسوأ أيام حصاره أو تعرضه للقصف، وتتضمن طقوساً لا تتكرر إلا في الأحياء التي عاشت وضعاً يشبه وضعه، ومنها ثوب العروس الذي قد تكون ارتدته عشرات العرائس قبلها، والذي يُنظّف ثمّ ينشّى ليعود أشبه بالجديد، وترتديه العروس الجديدة المحظوظة قبل أن يُعاد لصاحبته الأصلية التي ستُعيره بامتنان مجدداً لكل عروس تطلبه. وأيضاً ضيافة العرس المتواضعة، التي تتأمن بطرق لا تخطر على البال، ولو استدعى ذلك التعامل مع مخبرين/ات يستطيعون إدخال بعض الطعام عبر الحاجز ودفع مبالغ طائلة لعناصره. كذلك عراضة العريس الهدّارة، التي كانت طقساً يتجاوز احتفال النساء ذاته، وكأنها فرصة للنسيان، وللدّوس على تجبّر القهر الحاصل حينها، والتمسك بلحظة الفرح الحاضرة.

قيلت جملة شهيرة في تلك الفترة: «لا بدّ أن نتابع حياتنا ونتزوج وننجب الأطفال، لكي نعوّض فقدان الناس التي استشهدت أو اعتقلت أو تهجّرت»؛ كان ذلك استيحاءً فلسطينياً خالصاً.

*****

تمر أيّام الحظر بطيئة علينا، لكننا سرعان ما نجد أنفسنا في رمضان. أَنزل إلى الشارع فأرى الناس متكدسين فوق بعضهم في كل مكان، في محلات الأغذية والصيدليات وفسحات الشوارع المكتظة بالقمامة والأوساخ، ثم تمر أمامي لقطة بسيطة من رمضان الماضي، تتكرر بحرفيتها: محلات عصائر رمضان والناس المتدافعون لشرائها، بما فيهم عناصر الأمن والشرطة والجيش. والأمر ذاته ينسحب على التهافت لشراء معروك رمضان. في مقابل هذه التفاصيل الصغيرة، وبمسحٍ بسيط للوجوه، يرى المرء بجلاء كم أنّ سيماء الوجوه ساخطة، قلقة، ومثقلة. الكورونا آخر الهموم، وأولها ضيق ذات اليد، مقابل سعة الفقر وسطوته. حتى قنبلة «أبو الفقراء» رامي مخلوف، لم يلبث صداها أن خفت بالتدريج أمام قسوة الأمر الواقع وفجاجته. اختلاف بعض أفراد عائلة حاكمة عمرها عشرات السنين لن يغير تركيبة النظام، ولن يغيّر الذل المعاش، كثيرون يعرفون ذلك، وكثيرون أيضاً تسحقهم ضمناً فكرة الإذلال التي يعيشونها أضعافاً مضاعفة، وهو الأمر الذي يتبادلونه همساً في جلساتهم، الهمسات التي تتماهى في النهاية مع الجدران الباهتة وتذوي في صمتها.

أعود أدراجي إلى البيت، تستوقفني امرأة أربعينية ظننتها أول الأمر تسأل عن الطريق، لكنها تمدّ يداً سمراء متوسلة. النساء المتسولات منظرٌ يتكرر كثيراً هنا، وإظهار الجفاء لهنّ ديدنُ البعض في التعامل معهنّ. قسوة القلب تأتي مع الاعتياد. يغيب عن الذاكرة للوهلة الأولى مشهد أي امرأة متسولة رأيتها في حي الوعر، لكنّ مع جردٍ متمهل للذكريات، ينتفي ذلك.

على حاجز فرن الوعر الذي يفصل بين الحي المحاصر وبقية أحياء المدينة، كان الموظفون الحكوميون القاطنون في الحيّ يقفون في طابورين طويلين، أحدهما للذكور وآخر للإناث، بانتظار دخولهم إلى الحي بعد قيام عناصر الحاجز بإجراءات التفتيش والتفييش اليومي الدقيق لكل فرد منهم. حدث ذلك في أواخر العام 2015، حينها كان يحق للموظف إدخال 2 كيلوغرام من الخضار أو الفواكه فقط، وربطة خبز واحدة يتم عدّ أرغفتها من قبل عناصر الحاجز رغيفاً رغيفاً. لا دخان، لا قهوة، ولا أي نوع من اللحم، ولا حتى اللبن أو الحليب. وكان ما يمكن إدخاله أحياناً يُمنع تماماً في فترة أخرى، بحسب المفاوضات. وما أن يتجاوز الموظفون الداخلون إلى الحي الحاجز، حتى يجدوا أنفسهم أمام مشكلة أخرى، ها هم الآن أمام عشرات من الأطفال والنساء يقفون على مداخل الحي بانتظار الموظفين وأكياسهم، تأتي المرأة وهي ترتجف وتتوسل الموظف/ة لإعطائها حبة بندورة أو قطعة فاكهة، أو أي شيء كرمى لشخص مصاب أو امرأة حامل أو أحدٍ مريض ينتظرها في البيت، أو يتمسك طفل بساق الموظف/ة طلباً لأي شيء يمنّ به عليه. وأمام كل ذلك كانت تختلف ردود فعل الموظفين، كما كانت تختلف قصصهم بحسب ظروفهم التي دعتهم للبقاء في الحيّ، لكن الذي يذكره كثيرون منهم هو وابل الحجارة الذي كان يرميه بعض الأطفال، وحتى النساء أحياناً، عليهم وهم يشتمونهم لأنهم سيأكلون الخضار والفواكه بينما البقية محرومون.

*****

جاء العيد أخيراً، ورُفع الحظر الليلي في ثالث أيام العيد. الناس بمعظمهم يمارسون طقوس العيد كالمعتاد، قد يمتنع الحريصون منهم عن تبادل القبل، وما دون ذلك، فإن كثير من بيوت الناس عامرة بالضيوف والمعمول و«قراص» العيد، أما الشوارع فتغص بالعابرين.

أرسلُ معايدة لصديقتي التي كانت بدورها محاصرة في الوعر، وتقطن الآن مع زوجها في الشمال. تقول إن هذا العيد مرّ عليهم أفضل نسبيّاً من غيره، وإنها لولا شوقها لأهلها المقيمين في حمص لاكتملَ العيد بالنسبة لها. تصمت تلك الصديقة، ثم تقول إن عيد ميلاد أختها الصغيرة في حمص يصادف بعد يومين من عيد الفطر، وتودّ لو بالإمكان إيصال هدية منها لأختها الصغيرة كمفاجأة، ولا أظنّ أنّ أحداً لن يكون سعيداً بالقيام بهذه المهمة، حيث سيكون مرسال الشوق بين هنا وهناك، وبين الآن والأمس؛ وقد تمّ ذلك.