لطالما ارتبط اسم لبنان بالنسبة لي، وربما بالنسبة لأغلب مواليد الثمانينات من السوريين، بالموز وبسكويت غندور، حتى أن جدتي كانت تُسمي الأخير «بسكويت لبنان» في تلك الفترة. كان شحّ الموز وندرته آنذاك يشكّل عندنا نحن أبناء العائلات الفقيرة والمتوسطة حالة نتداول الحديث عنها، ونسميها على سبيل المزاح عقدة الموز. لا يزال يرتبط الموز في ذاكرتي حتى الآن بالوفرة، بسبب ارتفاع سعره وصعوبة الحصول عليه إلّا من لبنان في ذلك الوقت.
تقف سيارة بيروت دمشق أمام بيت جدي، يترجل منها عمي بلباس أكثر حداثة لم نألفه عليه؛ بنطال الجينز وتيشرت مكتوب عليها بالإنكليزية، أو مطبوع عليها أحد أعلام الدول الغربية، التي لم تكن تُطبع على الملابس السورية حينها، وكان وقتها قد تخلّى عن ملابس المجمّعات الاستهلاكية التي كانت تبيع ملابس من إنتاج القطاع العام كنا نرتديها، سيئة النوعية لكن أسعارها تناسب أصحاب الدخل المحدود. كان عمي يأتي محملاً بأنواع جديدة من البسكويت لم نعهدها في الأسواق السورية، إضافة إلى عدد من الأجهزة الإلكترونية الغربية، من تلفزيونات وتليفونات، خارج ما نألفه من منتجات شركة سيرونيكس التي كانت تهيمن على عالم الإلكترونيات في سوريا آنذاك.
كان الحديث عن لبنان يضع الدهشة في عيوننا وربما الغيرة في قلوبنا كذلك، ابتداءً من تغيّر طريقة لباس العائدين من هناك، وكذلك طريقة كلامهم؛ حيث كان أبناء قريتنا يحاولون التطبع باللبنانيين فيفتتحون حديثهم بكلمة «سعيدة» التي يستخدمها اللبنانيون، وهي اختصار «صباحكم سعيد» أو «مساؤكم سعيد»، ومن ثم يُدخِلون العديد من الكلمات الأجنبية من اللغتين الإنكليزية والفرنسية في أحاديثهم على غرار اللبنانيين أيضاً.
هذه الكلمات كانت تجعلنا نتوق كأطفال إلى التعرف على هذا المكان البعيد، الذين يعملون فيه ويعودون منه بهذه الخيرات، ليتحول الحديث بعدها إلى مقارنات دائمة بين وضع السوريين في لبنان ووضعهم في سوريا. كقولهم: «عنا في لبنان تستطيع في أسبوع واحد الحصول على راتب شهر كامل لموظف حكومي هنا»، حتى أن كثيراً من مدرسي قريتنا كانوا خلال إجازة الصيف يخلعون بدلاتهم الرسمية، ويرتدون ثياب العمال المياومين قاصدين لبنان، إما لتجميع ثمن وقود الشتاء أو تكاليف عرس أحدهم أو ما شابه ذلك. ويقول آخر: «عنا في لبنان، يرمون الأجهزة الإلكترونية المعطلة أو القديمة بجانب القمامة، يمكن أن تأخذها وتصلحها وتبعثها إلى سوريا».
وقد تختلط الأحاديث الحقيقية بشيء من المبالغات، مثل قول ثالث: «أحد العمال السوريين يعمل في منزل رفيق الحريري، أو قرب منزل أمين الجميّل»، وغالباً ما ينتهي الحديث بأنّ «اللبنانيين شعب راقٍ… ليتنا نصبح مثلهم».
لم تكن أحاديث عمال قريتنا العائدين من لبنان تقترب من السياسة، إذ لم يكن لبنان يعني لهم شيئاً سوى الوفرة، أما اعتراضاتهم على هذا البلد فقد كانت من قبيل السخرية من مجلسه النيابي الذي نراه في التلفاز، والذي تكثر فيه الانسحابات والمجادلات والتراشق بالتهم، فيما كان يجري تعليمنا في سوريا أنّ السياسة هي الاستقرار، والحديث فيها غالباً ما ينتهي بالقول: «لا نريد أن نصبح مثل البرلمان اللبناني… يشتمون بعضهم على شاشات التلفاز».
بقيت صورة لبنان الوفير على هذه الحال بالنسبة لي حتى العام 2011، وذلك رغم بعض الأحداث العنصرية إثر مقتل رفيق الحريري، التي لم تغيّر كثيراً من صورة لبنان، لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لمن تسعفني ذاكرتي باسترجاع أحاديثهم. لبنان الاعتصامات والمظاهرات والاضطرابات السياسية الذي كنّا نراه على شاشات التلفاز، لم يكن هو نفسه لبنان الذي يتحدث عنه العمال والزوار العائدون منه.
*****
بعد انطلاق الثورة السورية، فرضت السياسة ـ المُقصاة سابقاً ـ نفسها على حياة السوريين، بما في ذلك علاقتهم مع لبنان، الذي تحوّل إلى منفذ لهرب الناشطين والملاحقين في سوريا، بعد أن انحصرت الخيارات الأخرى بالنسبة لهم بين البقاء في سوريا ومواجهة خطر الاعتقال، أو الذهاب إلى مناطق سيطرة المعارضة والعيش تحت وابل القصف والبراميل، أو اللجوء إلى تركيا أو الأردن. كان لبنان هو الخيار الأفضل بالنسبة لكثيرين، بسبب سهولة دخوله، خاصة خلال الفترة الأولى، وبسبب صلات القرابة بين العائلات في البلدين، وعلاقات كثير من السوريين المتجذرة فيه نتيجة عملهم هناك قبل العام 2011، فضلاً عن حالات النزوح الجماعي من المناطق المحاذية له عند تعرضها لعمليات عسكرية.
كثيراً ما تُصوِّرُ الأفلام والمرويات السورية، أو حتى أحاديث أشخاص مجربين نعرفهم، أنّ الطريق من دمشق إلى بيروت هو طريق الخلاص المتمثل بالخروج من قلب الصراع، عبر مشاهد مليئة بالخوف والرعب ما تزال عالقة في الذاكرة حتى اليوم، تمتد على الطريق حتى الوصول إلى الحدود ودخول لبنان. معظم تلك المرويات صورت طريق دمشق بيروت باتجاه واحد، ذهاباً دون إياب؛ إذ يخرج السوري من وطنه فتختلط لديه مشاعر الحزن في وداع أهله ورفاقه بفرح النجاة من المحرقة السورية، ثم يغلق الباب خلفه على سوريا الأسد.
خلال السنوات التسع الماضية شكّل لبنان وطناً بديلاً لعدد كبير من السوريين. مهند 42 عاماً، خرّيج قسم الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق، يعمل الآن في إحدى المنظمات غير الحكومية في لبنان، وهو يستذكر فترة وصوله إلى لبنان الذي كان يرفض الخروج منه إلا للعودة إلى سوريا قائلاً: «غادرتُ سوريا مضطراً فور خروجي من سجن فرع أمن الدولة. أدركتُ حينها أن مسلسل الاعتقال قد يتكرر، وكان لبنان بالنسبة لي هو الضوء الموجود في آخر النفق. عند وقوفنا على حاجز الصبورة التابع للفرقة الرابعة كنتُ شديد الارتباك، لكن السائق طمأنني أنّ جميع عناصر الحاجز، بما فيهم الضابط، سعرهم باكيت مارلبورو أحمر».
يتابع مهند: «ذكرتني تأشيرة الخروج عند الحدود بقرار إخلاء السبيل. ودّعتُ سوريا منتظراً العودة إليها دون الأسد، خلال تلك الفترة، وفي كل يوم كنتُ أمضيه في لبنان، كان لدي اعتقاد بأنني سأعود إلى سوريا في الغد».
رغم الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يعيشها السوريون في لبنان، كان بينهم من بقي متمسكاً بالبقاء في هذا البلد، منهم مهند الذي قال: «كان لدي خوف من الاضطرار لمغادرة لبنان إلى أوروبا بمقدار مخاوفي من العودة إلى سوريا الأسد. فضلتُ أن أخرج من سوريا على أن أبقى قريباً منها، نحن نعيش هنا في لبنان، نعم، لكنني أعيش سوريتي فيه. غالباً أودع أصدقاء مغادرين في طريقهم إلى أوروبا، حتى أصبحت أنظر إلى نفسي على أنني السوري الذي يستقبل أصدقاءه ويودعهم حتى مدارج الطائرات، منتظراً هو العودة إلى بلده. ربما كان انتظاري يشابه انتظار غودو. كنتُ أنوي أن لا أغادر لبنان لأنني أريد البقاء قرب سوريا».
المنفذ المفتوح للهاربين من بطش النظام راحَ يُغلَقُ شيئاً فشيئاً منذ الشهر الأول من العام 2015، حيث كانت أول خطوة رسمية من الجانب اللبناني في فرض قيود على دخول السوريين إلى لبنان، من خلال فرض تأشيرات دخول، وكان هذا الإجراء هو الأول من نوعه في تاريخ علاقة لبنان مع سوريا.
لبنان، الملتصق جغرافياً واجتماعياً، صار يبدو أكثر بُعداً بعد هذه القرارات، وصار باب العبور إليه موارباً لا يمر من خلاله إلا الميسورون مادياً، في زمن كان يخرج فيه السوريون عراة من بيوتهم، بفعل المداهمات الأمنية أو الجحافل العسكرية التي كانت تقتحم أحياءهم.
بعد تقييد حركة دخول السوريين إلى لبنان، جاءت قرارات تفيد بالتضييق على السوريين داخل لبنان، واعتبارهم كتلة واحد لا مجموع أفراد وعائلات نازحين من هول الحرب أو حتى وافدين ومقيمين في لبنان؛ إذ أصدرت عدة بلديات قرارات بمنع تجول السوريين مساء، بالإضافة إلى عن ترحيل جميع السوريين الذين يعملون دون أن يملكوا تصاريح للعمل، وحصر عمل السوريين في مهن الزراعة والبناء والنظافة. هكذا أصبح لبنان بلداً طارداً للسوريين، والسوريون فيها في محل شبهة دائمة ما لم يثبتوا العكس.
كرست هذه القرارات والإجراءات، ومعها الخطابات الرسمية وشبه الرسمية المحرضة على وجودهم، والحوادث العنصرية بحقهم، الخوفَ في قلوب السوريين في بلد لجؤوا إليه أصلاً هرباً من الخوف.
عمّار، 32 عاماً، يقطن في إحدى المزارع في منطقة الشوف بلبنان، ويروي في حديثه مع الجمهورية: «أقضي الآن سنتي الرابعة في لبنان. كنتُ قبل ذلك قد زُرته مراراً وتكراراً للعمل، وآخر مغادرة من سوريا إليه كانت في سنة 2016، عندما خرجتُ حاملاً حقيبة خفيفة على الظهر، وكثيراً من الخيبات؛ لم أستطع تدبير كفيل للدخول إلى لبنان، ولم أملك 2000 دولار حينها للدخول إليه كسائح. لم يكن أمامي سوى عبور الجبال. منذ العام 2015 لم يعد لبنان مكاناً لتحسين معيشة الفقراء عبر إيجاد فرص عمل، ولم يعد الدخول إليه متاحاً إلا لميسوري الحال، أما الفقراء والهاربون من الموت فكانت طرقات الجبال ملاذهم».
لكن الشوارع الرحبة الآمنة التي كان يتجول فيها السوريون في لبنان سكنها الخوف أيضاً. الخوف والعوز الذي يلاحق السوريين في سوريا امتدّ إلى لبنان، فتحول هذا البلد منذ عام من ملاذ آمن إلى ملاذ مخيف، لكنه أقل خطراً من الموت المتربّص في سوريا.
تنهيدة الراحة التي كان يطلقها السوريين عند خروجهم من سوريا لم تعد تخرج كما سبق، صارت تبقى حبيسة قلوبهم خوفاً من القبض عليهم وترحيلهم إلى سوريا لأسباب من مثل دخول أحدهم دون وجود كفيل، أو خوفاً من خسارة عمله في أحسن الأحوال، وبالتالي إقامتهم.
هكذا ابتعد لبنان أكثر فأكثر عن السوريين الفقراء.
*****
نهاية العام 2019، هدمت ثورة أكتوبر اللبنانية جزءاً من جدار العنصرية الذي كان يعزل السوريين في لبنان، والذي كان ناتجاً في جزء كبير منه عن تحميل السوريين مسؤولية المشاكل التي يعاني منها لبنان على ألسنة مسؤولين لبنانيين متعددين. كانت مظاهرات اللبنانية رسالة تعلن عن رغبة كثير من اللبنانيين بالعيش خارج سجن الانتماء لطوائفهم، ورُفعت فيها شعارات وطنية وشعارات تضامن مع اللاجئين.
يقول كميل، الذي وصل إلى بيروت بعد اقتحام ميليشيا حزب الله منطقة القلمون السوريّة ربيع العام 2014، والذي يعمل الآن مع إحدى المنظمات المعنية بشؤون اللاجئين في لبنان: «أثناء رجوعي من العمل، كانت تمر أمامي المظاهرات. يستحيل علينا سماع هتافات المتظاهرين في بيروت دون أن نتذكر هتافات الثورة في سوريا. هتافات الثورة اللبنانية ردمت الهوّة بين اللاجئين السوريين وبين لبنان، وخفّفت من خطاب العنصرية الذي كانت تتكلم به السلطات الرسمية. منذ العام 2017، لا يمكن أن أرى المظاهرات دون أن أشعر بأن هؤلاء اللبنانين يشبهوننا. لقد مدت ثورتهم الجسر بيننا وبينهم، الجسر الذي لطالما أراد الأسد والسلطات في لبنان قطعه، لكن هذا التقارب لم يُعوِّض عن تدهور الوضع المعيشي في لبنان، وهو أمر شديد التأثير على السوريين خصوصاً بوصفهم الحلقة الأضعف، لا سيما بعد تقييد دخولهم وحصر عملهم في مهن محددة».
*****
فَرضُ الحجر الكوروني في هذه الأوضاع حوّلَ لبنان إلى سجن كبير بالنسبة للسوريين، إذ توقف عمل كثيرين، وعلى وجه الخصوص العمال المياومون، ومنهم معظم السوريين في لبنان. إقفال الحدود جعل من السوريين عالقين في الملاذ الآمن الذين هربوا إليه من الحرب، وزادت العنصرية تجاه السوريين في لبنان بحسب هيومن رايتس ووتش.الأزمة السياسية الاقتصادية التي يعيشها لبنان، ومن ثم الإغلاق بسبب الكورونا، حولت العديد من السوريين المقيمين بشكل نظامي في لبنان إلى مقيمين غير شرعيين، بعدما عجزوا عن تجديد إقامتهم السنوية التي تكلف كل فرد من أفراد الأسرة 200 دولار.
دخلَ السوريون في لبنان في معركة مع الجوع والعوز، وأدى الوضع الاقتصادي السيء والشلل الحاصل نتيجة كورونا إلى قلب كثير من المعادلات، وغيَّرَ خيارات العديد من السوريين هناك، وأسبغ الخوف على مستقبلهم القلق أصلاً. كثيرٌ من السوريين الذين خرجوا من لبنان، واعتبروه مرحلة انتقالية للوصول إلى العالم الخارجي عن طريق السفارات، عالقون اليوم في لبنان إلى أجل غير مسمى. إقفال السفارات وإغلاق المطارات قطع الحبل فيهم في منتصف الطريق. لم تعد لهم القدرة على البقاء في لبنان، ولا يستطيعون الخروج منه.
العديد من السوريين غير المطلوبين أمنياً دخلوا في مرحلة عضّ الأصابع مع العوز، الذي يهددهم بطردهم من بيوتهم وربما من لبنان، فأصبحوا أمام خيار وحيد هو العودة إلى وطنهم بعدما هُزموا في معركة الجوع، وذلك عن طريق الجو فيما لا يزال النظام يغلق الحدود البرية مع لبنان، وذلك منذ أصدرت وزارة الداخلية في حكومة النظام قراراً بهذا الشأن في 23 آذار الماضي. وقد استثنت قرارات النظام السوري، بخصوص عودة السوريين إلى بلدهم خلال فترة الحظر الكوروني، الحركة عبر المعابر البرية مع لبنان.
مهران، الذي كان يعمل في قرية قبر شمون، كان قد دخل إلى لبنان عبر الجبال في الشهر العاشر من العام الماضي، والتقته الجمهورية في محافظة السويداء بعد عودته إلى البلد. يقول: «خرجتُ إلى لبنان، كمحطة للعبور إلى أوروبا عن طريق إحدى السفارات. خرجتُ من سورياً آملاً عدم العودة إليها، وما إن دخلت إلى لبنان حتى بدأت المظاهرات. بقيتُ صامداً في عملي في معمل للحلويات في قبرشمون، لكن الأوضاع كانت تزداد سوءاً وكنتُ أمنّي النفس بأنني ما زلتُ قادراً على تلبية مصاريفي الأساسية، ولي أمل في أن أستطيع الخروج من لبنان عن طريق إحدى السفارات، لكن الأجور بدأت تنخفض، ليتم بعدها الاستغناء عن كثير من العمال، وكنتُ أنا منهم ما اضطرني إلى العمل في الزراعة».
جاء «الجنرال كورونا» كما يسميه مهران، وأدى إلى فرض الإغلاق التام لجميع السفارات والمطارات. يستعرض مهران مشاهد وتفاصيل الجبال التي قطعها خلال رحلته العودة إلى سوريا، لكنه يطلب منا عدم ذكر هذه التفاصيل، لأن هناك كثيراً من العالقين الذين يردون الخروج عبر الطريق نفسه. يقول: «لم أستطيع الحصول على قوت يومي. قررتُ العودة إلى سوريا بعدما طردني الجوع من لبنان. الحدود مغلقة، ولا أستطيع العودة بطريقة رسمية لأنني مطلوب للخدمة الإلزامية. خرجتُ صباحاً من لبنان، واجتزتُ الطريق مشياً على الأقدام. كان المهرّب يراني من الجانب السوري، ويكلمني على الهاتف ليدلني أي جهة أسلك. بقيتُ حوالي سبع ساعات وأنا أتسلق الجبال، حتى وصلت إلى الطرف السوري، حيث التقيت بالمهرب الذي وصل على دراجته النارية. أعطيته 700 دولار لأنه أرشدني إلى الطريق عبر الهاتف، ثم وصلت إلى السويداء مستخدما بطاقة شخصية لأحد أقاربي».
*****
هكذا مرت علاقة السوريين بلبنان خلال ثلاثين سنة ماضية بالعديد من التحولات؛ من لبنان الوفير إلى الملجأ الأقرب إلى نافذة عبور إلى الغرب، حتى غصّ بأزماته، وحاصرتهم فيه وحوش الفقر والحدود المقفلة، وأصبحوا عالقين في بلد كان العديد منهم يرون فيه ملاذهم الآمن.