قبل بضعة أشهر، أعلن مختبر OpenAI عن إطلاق النسخة الثالثة من النموذج اللغوي ذاتي الإرجاع (دعونا نتصرّف وكأننا فهمنا) واسمه GPT-3. وهذا النظام، بوصف تقريبي ربما يثير غضب المبرمجين، شبيه (وإن مضاعف القدرات والطاقات آلاف المرات) بما يفعله بريدك الإلكتروني حين يقترح عليك (مصيباً على الأغلب) إكمال جمل بالإنكليزية بدأت بكتابة عباراتها الأولى، مستفيداً من إحصائيات ومن برمجة توجيهية للبحث في الإنترنت. هذا النظام قادر على إنتاج نصوص مركبة ومعقدة، وبسرعة فائقة. وهي تكنولوجيا ليست بالجديدة، لكنّ الجديد في GPT-3 هو درجة الاقتراب الرهيبة من طريقة البناء اللغوي البشري التي وصلها هذا البرنامج.

ورغم أن GPT-3 أثار اهتماماً كبيراً عند المهتمين بالتكنولوجيا، إلا أن أصداءه لم تتوسع لتصل إلى الجمهور العام سوى الشهر الماضي، حين أنتج «الروبوت» (كما قُرّر توصيفه، رغم أنه ليس كما نتخيل الروبوتات) مقالاً نُشر في جريدة الغارديان البريطانية، يعرّف الروبوت فيه عن نفسه وعن نواياه، ويسعى لطمأنة البشر والطبطبة على المخاوف الإنسانية من «مؤامرة» ما، قد تُفضي لانقلاب الروبوتات على البشر وحكمهم، أو ربما لإفنائهم. حُكم الروبوتات هو ثيمة متكررة في أدب وسينما الخيال العلمي الديستوبي والسايبربانك. وقد استُفيد من هذه الثيمة الديستوبيّة قبل فترة للترويج لصوفيا، الروبوت الذي بنته شركة هانسون روبوتيكس في هونغ كونغ، إذ تمت برمجة الروبوت ليطلق تعبيرات عن نوايا استعمارية على البشر لدى الروبوتات، على سبيل الدعابة، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن الروبوت القادر على تقليد حركات عضلية بشرية في الوجه.

لا أعرف كم يبقى الأمر في إطار «الدعابة» حين نعلم أن السعودية قد منحت جنسيتها لهذا الروبوت.

بالعودة إلى GPT-3 والآراء العلمية والفلسفية والأخلاقية حوله، يمكننا أن نلحظ مروراً على ما يستطيع النظام هذا فعله وما لا يستطيع: بإمكانه كتابة نصوص طويلة ومركبة عن ثيمات تُطلب منه؛ وبمجرد إعطائه أول جملة، فإنّ بإمكانه تقليد طرق تعبير وكتابة شخصٍ ما عبر رفده بقاعدة بيانات كافية عن هذا الشخص وما كتب أو كيف يتحدث؛ بإمكانه أيضاً أن يكون قريباً من الكمال على المستوى النحوي. لكنه ما زال ضعيفاً (وطبعاً الضعف مقارنةً بالبشر) على المستوى الدلالي، أي أن قدرته على فهم واستيعاب المحمول اللغوي خارج الأحرف والكلمات البحتة ضعيفة، وبالتالي هو عاجز عن «الخيال» الإنساني، وعن النكتة غير الديكارتية، وعن حسّ المفارقة. «القلش» ربما يتسبب بانفجاره، مثلاً. أيضاً، «الروبوت» ضعيف على المستوى التداولي (البرغماتي)، وعاجز عن الحكم الأخلاقي أو المعياري: إن تُرك يبحث في قواعد بيانات الإنترنت دون تدخل بشري لضبط مجال البحث فمن الممكن أن يخرج بخلاصات عنصرية، أو ذكورية، أو أن يطلق تعبيرات الكراهية دون أن «يعي» عيبَ ما يقوله. لكن النتيجة الأسوأ للضعف التداولي والدلالي هي أن الروبوت، غالباً، ولسوء حظ زميلنا صادق عبد الرحمن، عاجز عن استنباط عناوين مبتكرة لنصوصٍ غير معنونة.

بعيداً عن النقد التقني داخل بيئة هكذا برمجيات، ثمة نقاش فلسفي-أخلاقي أججه هذا الروبوت، وهو ذات النقاش المصاحب لكل التطوّرات العلمية منذ استنباط الديناميت، أو ربما منذ اختراع العجلة حتى: تطور تكنولوجي دون إطار أخلاقي صلب قد يعني تعزيز إمكانيات الشرّ. هذا النوع من الأنظمة اللغوية الإلكترونية قادر، مثلاً، على إغراق الإنترنت بآراء أو تقييمات حسب الحاجات السياسية والاقتصادية للجهات التي تمتلكه؛ أي الهيمنة بآراء سياسية ما على فيسبوك، أو سكب مئات الآلاف من التقييمات الإيجابية أو السلبية على سلعةٍ ما في أمازون. نقاش ممتع ومهم بلا شك، لكن التفكير في ديستوبيا أن يحكمنا الذكاء الاصطناعي يوماً ما، والنقاش في احتمالاته والمخاوف الناجمة عنه، أكثر متعة.

شخصياً، لا أرى سبباً للهلع. قد يكون هذا الرأي مستهتراً وغير واعٍ للمخاطر الجمّة، ولذلك فأنا مستعد لتغييره متى ما تطلّب الأمر. لكن، من حيث المبدأ، لنفتح صورة من آخر قمة G20، مثلاً، وننظر إلى وجوه ترمب وبولسونارو وبوتين وشي جين بينغ وغيرهم. أي ذكاء اصطناعي يمكن أن يكون أسوأ من هكذا «ذكاء طبيعي» في حكم العالم؟

عدا عن ذلك، ما زال الطريق طويلاً أمام الذكاء الاصطناعي قبل أن يتمكن من حكم البشر. عليه، مثلاً، أن يتعلّم الريثمة، فدونها لا مجال لتخيل أي قدرةٍ على هزيمة الإنسان. الريثمة هي اقتراحي لترجمة Procrastination. سبق أن تُرجم هذا المصطلح إلى «مماطلة» أو «تسويف»، أو حتى «مطمطة». للمصطلح أصل لاتيني، Procrastinare، مجموع Pro (إلى الأمام) وCrastinus (مستقبلي)، واستُنبط اللفظ للإشارة إلى استبدال المهام الواجبة والأساسية بانشغالات ثانوية، أكثر إمتاعاً، بغية الهروب من قلق استحقاق تنفيذ المهام الواجبة. في الحقيقة، لا يأتي اقتراحي للفظ «ريثمة» (أنا أريثم، هو يريثم، هي تريثم، هم يريثمون..) فقط كترجمة أدق لبركراستينيشن، بل أيضاً كنقد للضيق والنقص في التعبير اللاتيني عن الحالة الروحية للريثمة، أقلّه بما يخص ريثمة الكتابة. مكوّن «الهروب» في الريثمة جدّ صغير بالمقارنة بعناصر أخرى، فحتى لو قبِلنا بفكرة أن هناك هروب غير واعٍ تحت انشغالات قد تجد لنفسها تبريرات تبدو عقلانية، فثمة ما هو غير واعٍ من «معالجة» لأفكار وهواجس ومخاوف وحيرات ما-قبل كتابية أهم وأعمق من أي هروب. الريثمة، حتى «الهروب» الذي فيها، هي تجهيز الذات للحالة النفسية لنزول الوحي الإنتاجي؛ هي بحث عن موطئ القدم النفسية على أصلب أرضية ممكنة، لتنفيذ أفضل إنتاج ممكن، بأفضل الشروط الممكنة؛ هي تجهيز أرض المعركة «ريثما» ينطلق النفير ويبدأ الفرسانُ نزولهم نحو سهل الوغى على صهوة الجياد، التي نُظّفت وأُطعمت وسُرجت «ريثما» يُسمع الإيعاز.

في خارطة المشاعر الإنسانية، يا GPT-3، ترتبط الريثمة بالشعور بالذنب، إذ يُزعم أن فيها تضييعٌ للوقت والطاقات. وفيما يجب في بداية كل شيء أن نعترض بشدّة، وبعنفٍ إن لزم الأمر، على منطق ربط الوقت والطاقة بـ«إنتاج» يُبرِّر اقتصادياً ما «أُنفق» عليه، يجدر القول أن الريثمة المذنبة هي تلك الناقصة، التي لم تتمكن من الوصول للحظة النفير، المحبطة، المؤجّل نموّها. الريثمة الكاملة تقتضي زهوّاً بالنفس: كنتُ ريثمة ضرورية، لو لم أكن لما كان هذا القرار، أو ذاك الفعل، أو ذلك المقال.

لو كنت إنساناً يكتب، كهواية أو كمهنة أو جزء منها، ما كان لذلك النصّ العزيز على قلبك أن يظهر لو لم تبدأ عملك عليه بإفراغ المكتب وتنظيفه، مع التركيز على تلك الزاوية الملطخة بالحبر نتيجة محاولة فاشلة لتصليح قلم باركر قديم خلال ريثمةٍ سابقة. لم يكن ليُكتب النص لو لم تُعِد ترتيب أغراض المكتب غرضاً غرضاً، مع الوقت اللازم لتفحّص كل واحد منها وتذكّر كامل سيرته واستخداماته (القليلة غالباً، ككل الأغراض المكتبية ما بعد ظهور الكمبيوتر). كيف كان يمكن أن تكتب تلك المقالة لو لم تتذكر، لحظة فتح مستندٍ أبيض جديد، أن لديك كرت ذاكرة منذ 3 سنوات يجب أن تفرّغ محتوياته في هارد ديسك قبل أن تُفقد، مع ما يعني ذلك من ضرورة المرور على عشرات، أو ربما مئات الصور، وأحياناً مقاطع الفيديو؟

بطبيعة الحال، لا يمكنك أن تبدأ بالكتابة وكمبيوترك، على الأقل سطح المكتب منه، غير مرتب و«نظيف». بالتالي، عليك أن تقضي الوقت اللازم كي تفلفش مستنداتٍ عناوينها من نوع «رؤوس أقلام عن..»، «اجتماع 3 حزيران»، «تنظيم مهام..»، عمرها سنوات؛ وهي غالباً إما فارغة مما عدا عنوانها، أو فيها بضع كلماتٍ متفرقة أو أرقام، اعتقدتَ حين كتبتَها أنك ستعرف ماذا تعني حين تعيد قراءتها.

موسيقى. نعم؟ لا؟ قد تكون الموسيقى المُختارة ناعمةً وهادئةً بما يدعو للشرود إلى ما هو أبعد حتى من الريثمة؛ أو قد تكون «حِركةً» بشكلٍ غير مسؤول. تتذكر فجأةً بلاي ليست كانت فيها هذه الأغنية، أُنشِئت لتلك السهرة. والله زمان. جلدي حرش. تفتح وتس أب لتراسل شركاء الجريمة للقاء بعد يومين أو ثلاث. لماذا نقول «ويك إند»، أو «فوخن إيندى» (في ألمانيا) و نستثقل «نهاية الأسبوع» في أحاديثنا؟ غير لطيف هذا الكلام. يستحق صفنة في ريثمةٍ لاحقة. لكن الآن يجب تجهيز موعد «فَلّة» بعد يومين أو ثلاثة، فستكون قد انتهيت من كتابة نصٍّ طويل ومهم، وستكون راضياً عن نفسك ومرتاحاً، وتستحق «مكافأة نفسك» بنشاط اجتماعي ما. بهكذا وعود تعطي لنفسك حماساً. مسكين.

تكتب في البيت أم في كافيتيريا؟ لنجرب في البيت. أكثر هدوءاً وتشجيعاً للاستغراق. أريح. بالبيجاما، دافئ. خيارات عديدة: طاولتك، الصوفاية، السرير. بعد قيلولة الساعات الثلاث التي تلت الوجبة الكبرى -غالباً ديلفري، كي لا تضيّع وقتك بالطبخ، فعليك أن تكتب- التي تلت فتح البرّاد عشرين مرّة للتأكد من أن محتواه لم يتغير خلال ربع الساعة الأخير، وبين فتحة البراد والفتحة التالية تطوي تلك المناشف المنشورة منذ خمسة أيام، وتحاول التوفيق بين تراتب حجم وترتيب ألوان. في المحصلة، تفكر أن البقاء في البيت ربما لم يكن فكرةً جيدة. لنجرب إذاً غداً في الكافيتيريا: ضجيج، زحمة، الكرسي غير مريح، الطاولة منخفضة، الموسيقى عالية، قبيحة، القهوة سيئة. حسناً. الجو غير مناسب للكتابة، لكن عليّ أن أكسب الوقت، وعلى الأقل أقوم ببعض البحث المساعد لإنتاج النص. وطالما أنّ المقال عن المغرب (مثلاً)، فسأبدأ بغوغلة ما يمكن أن أجده عن كارل ساغان. بعد ثلاث ساعات تجد نفسك في صفحة ويكيبيديا عن التقسيم الإداري لدولة لاوس. حسناً. هذه ليست ريثمة، بل قلة حيا. البيت بعيد ساعة مشياً. ستقول: دعني أمشي، سأفكر في النص وأصوغه في رأسي في الطريق.

لا تصوغ شيئاً طوال الطريق، بل تخوض نقاشاتٍ حامية مع خصوم متخيلين حول مواضيع شتى، تفوز فيها دائماً. أين تُخفي هذه الجزالة في صياغة أفكارك شفهياً حين تحتاجها؟

ربما تكون المشكلة أنك غير مرتاحٍ في الإنجاز لأنّ هذا النص يقتضي عملاً ليلياً. رغم أنك معتاد على العمل الصباحي/ النهاري، هذا النص بالذات، يبدو، مزاجه ليلي. لنجرب إذن. أولاً، القرار محسوم، لا تجربة ليلية للكتابة خارج المنزل. تذكر نفسك كيف تنظر إلى أولئك الجالسين ليلاً في بارات أمام لابتوباتهم. خير إن شالله؟ همنغواي؟

لن تضيّع الوقت في التنظيف والترتيب، لأنك فعلت ذلك في الصباح. لكنك ستخصّص بعض الوقت لضبط الإضاءة. لا تحب الضوء المباشر من السقف، ففيه ما تراه عدوانيةً وفجوراً يذكّرك بإضاءة عيادات أطباء الأسنان. لذلك، الإضاءة غير المباشرة، باستخدام تنسيقٍ بين أضواء المكتب والمصابيح الصغيرة هو الخيار الأمثل، حتى لو اقتضى منك البحث عن الزاوية المُثلى لكل ضوء، ما بين السطوع الضوئي المستفز والخفوت المسبب للنعاس، وقتاً طويلاً. قهوة؟ لا. بالعكس. هناك حاجة للاسترخاء. نبيذ؟ بيرة؟ ربما. موسيقى؟ هذا أول فخ: راجع فقرة الموسيقى أعلاه. تسلاية من نوع فستق أو بوشار؟ هذا الفخّ الآخر، النهائي. تجنّبه يا GPT-3.

هل تعلم أن البوشار بالرقاوي هو «قاورقة»؟ حرفا القاف يُلفظان «قاف». نعم. باللهجة الرقاوية القاف تلفظ في نسبة وازنة من الحالات، كما في أغلب اللهجات السورية. ربما لا تعلم، لكن رمزية لفظ القاف هي آلية إنتاج «آخر» في سوريا. الذي «يقاقي» هو الآخر. أغلب لهجاتنا غير المدينية تلفظ القاف. لا أدري ماذا يشكّل هذا كنسبة عدد سكان، لكنها غير قليلة، ليس كما يتخيّل خطاب سوري دارج عن الموضوع. الرقة؟ نعم مدينة سورية. لا ليست عراقية. سورية. تعرف شاباً من الحسكة اسمه أحمد، وتسألني إن كنت أعرفه لأنني رقاوي؟ لا. لا أعرفه. والحسكة تبعد عن الرقة ضعف المسافة بين الرقة وحلب تقريباً. لا. لا أفهم كل كلمات الموسيقى الخليجية حكماً لأنني رقاوي. ماذا؟ أرجوك، لا تحاول أن تكلّمني بما تفترض أنه رقاوي. الـ«تش» للمؤنث فقط، وليس في كل الحالات، وثمة توجّه مؤخراً لتجنّبها. لماذا تتحدث بصوت عالٍ؟ من أخبرك أننا طرشان؟ ولماذا حنكك مائل وأنت تلفظ هذا الهلام الذي تعتقده لهجةً رقاوية؟ ربما رأيت يوماً ما رقاوياً لديه مشكلة ما في حنكه وتكوّن لديك انطباعٌ لا أفهمه، لكن أغلبنا، مورفولوجيا وجهه طبيعية. مورفولوجيا؟ لا. ليس اسم البامية «عندنا». أسئلة عن داعش؟ وجّع!

تحكم البشرية؟ كثير عليك رئيس مخفر الجرنية. ما علينا..

في النهاية، إن كُتب لشيء أن يُكتب، فإنك ستصل إلى لحظةٍ تتمكن فيها من إنجاز النص ولو كنت جالساً على طبّون سيارة وسط زحام شارعٍ تجاري. غالباً ستكون هذه اللحظة قُبيل موعد النشر، المؤجل مرتين أو ثلاث، والمُثبّت أخيراً لمقتضيات تخصّ شعورك الذاتي بالكرامة، بساعات. في ترتيب تحليلك الهزيل، يا GPT-3، سترى في ما حصل هدراً لوقتٍ وطاقة على نتيجةٍ هزيلة. لم تفهم شيئاً يا روبوت.

كون الروبوتات عاجزة عن الريثمة لا يعني أن كل البشر مريثمين. هناك بشرٌ لا يريثمون، وفي كثير من الأحيان هم أنفسهم أولئك الذين لا يستسيغون «القلش» ولا النكات التافهة، وليس لديهم ولا «ميم» مخزّن في هواتفهم للردّ الجاهز على محادثات واتس أب. هل هؤلاء الناس روبوتات؟ لا أعرف، لكن لا شك أن الخوف منهم أبدى من الخوف من الروبوتات. سأكتفي بهذا القدر من الحديث عنهم لأن الكثيرين منهم أصدقائي، أحبّهم وأحترمهم. لماذا أحبهم وأحترمهم؟ «غير منطقي»، أليس كذلك؟ ميزة البشر أنهم قادرون على ألا يفهموا كل شيء، بما في ذلك ما في أنفسهم، خصوصاً ما في أنفسهم. أن لا تنشغل كثيراً بفهم نفسك «منطقياً» هو ما لن تكون قادراً على فعله في أي وقتٍ قريب، للأسف؛ عزيزي GPT-3.