لم يستطع كمال، بطل رواية السّراب لنجيب محفوظ، أن يهرب من وجه أمّه الذي يراه في كلّ مكان. كان وجهها مَبعَث آلامه ومَلاذَه الوحيد. حاصرته أمومتها الفيّاضة والعنيفة والعطوفة، وشوّهت عالمه الداخليّ وعلاقته بجسده وبالآخر. كمال مرتبك أبدي، يقف على فوّهة الواقع دون أن يسقط. كان طفلاً حزيناً ومراهقاً خجولاً ورجلاً جباناً. حاول الانتحار كي يرحل بعيداً عنها، ولكن خوفه من حزنها أكبر من إغراءات الموت؛ تلك النهاية السعيدة – كما يراها – لحياته الطافحة بالهموم والتبعيّة والتعلّق المرضي. يمشي أينما تمشي، وينام أينما تنام. يُمسك براحة يديها ليُقبّلها، ويستجدي عطفها المُكابِر عندما تغضب. رضاها علّته ودواؤه. في المقابل، كانت والدته نُسخة لآلاف الأمّهات اللاّتي يُردن من أبنائهنّ وبناتهنّ أن يدفعن دَين الأمومة الأبديّ. طليقها سِكّير عربيد، أذاقها الويلات، فاتّخذت كمال قرباناً لمشاعرها المكتومة وجعلته زوجها وحبيبها وابنها المدلّل والمُعذَّب بعاطفتها المتطرّفة. ترفض أن يُمسك يداً غير يدها، أو يُعانق جسداً غير جسدها، أو يمشي فوق أرض دون أن يتبع خُطاها. أمومة سامّة وأليمة، لخّصها كمال في بداية الرواية كما يلي:
كانت أمّي وحياتي شيئاً واحداً، وقد خُتمت حياة أمّي في هذه الدنيا، ولكنّها ما زالت كامنة في أعماق حياتي، مستمرّة باستمرارها. لا أكاد أذكر وجهاً من وجوه حياتي حتى يتراءى لي وجهها الجميل الحنون، فهي دائماً أبداً وراء آمالي وآلامي. وراء حبّي وكراهيّتي. أسعدتني فوق ما أطمع، وأشقتني فوق ما أتصوّر، وكأنّي لم أحبّ أكثر منها، وكأنّي لم أكره أكثر منها.
قد تمنحنا الحياة بعبثيّتها المُبالَغ فيها فُرصاً للانعتاق والتحرّر؛ فُرصاً للنجاة من القهر والكبت، فكانت رباب فرصة كمال الوحيدة للخلاص من عذاب الأمّ المُشِطّة في أمومتها. ظلّ يُحبّها في صمت لمدّة سنتين، دون أن تجتاح خياله الجنسيّ المحصور في صورة نمطيّة لخادمات قادمات من أرياف مصر إلى العاصمة الكبيرة والمكتظة؛ نساء يرتدين العبايات السوداء ويَعصِبْن شعورهنّ بـ«منديل أبو أويا» الذي يميّز اللباس الشعبيّ المصريّ ويمثّل رمزاً للخفّة والطرافة والأنوثة، أردافهنّ ضخمة صلبة، وخصورهنّ نحيفة، وشفاههنّ الطريّة تُنْبئ بـ«الفجور» و«العهر». لم يستطع كمال – حتّى بعد زواجه من رباب – أن يتخلّص من وجه أمّه، فهي انبعاث جديد للنُّبْل والحياء والسموّ والطهرانيّة المقترِنة بالأمومة، لذلك لم يقدر على مضاجعتها، وكانت «العادة الجهنميّة»، كما يصفها محفوظ، سَلواه ومُبتغاه.
منحته الحياة فُرصة أخرى لمعانقة جسد لا يُشبه جسدَي رباب وأمّه، وألقت بعنايات في طريقه. هذه المرأة هي تجسيد حيّ للمُدنَّس والقبيح والمُحرَّم والشهيّ. عنايات هي كلّ امرأة يعتبرها المجتمع «عاهرة» لا تصلح للأمومة ولا يمكن أن تكون نقيّة بأيّ شكل من الأشكال، لأنّ شبقها وشهوانيّتها المتطاولة على الأعراف والتقاليد تدفع «العفيفين» و«الطاهرين» مثل كمال إلى نبذها واحتقارها والركض خلف سرابها في نفس الوقت. جميع النساء المرشّحات لأمومة مستقبليّة عذبة ونظيفة لا يمكن مضاجعتهنّ، أمّا البقيّة فهنّ مومسات مستباحات لخيال الرجال الفانتازميّ المضطرِب والمشوَّه. هكذا يمكن أن نلخّص علاقة كمال بجسد المرأة الذي ينقسم إلى شطرَين متضاديَّن: إمّا عفيفة أو عاهرة.
هذه الصورة القائمة على ثنائيّات متضادّة لأجساد النساء، انفلتت من النصوص التخييليّة إلى السِّيَر الواقعيّة، فأغلب الأدباء الذكور يَسردون في مذكّراتهم بغلاظة وخشونة قضيبيّة مغامراتهم الماجنة مع عاملات الجنس، معتبرين المواخير مصدر إلهام وفرصة للاستثمار الأدبيّ. فكانت المشاهد التي تصف المواخير شبيهة بالبطاقات البريديّة المحمَّلة بكليشيهات استشراقيّة تَحُول دون إدراكنا لجغرافيا المكان، وفكّ شيفرات معجمه اللسانيّ، وفهم الديناميكيّات العلائقيّة لشخصيّاته المحوريّة. أمّا عاملات الجنس فهنّ ملاذ لأجساد حارّة مشتعلة مغوارة تحبّ الأدرينالين لا غير. هُنَّ مفردة عابرة، وحقل صغير مُهمَل داخل عالمهم الكبير. لم يغوصوا عميقاً في مساراتهنّ وخياراتهنّ وتفضيلاتهنّ وتصوّراتهنّ للأشياء والموجودات.
كيف يمكن لمومس أن تكون أو تصير أمّاً؟
وكيف يمكن لمومس أن تتحكّم في خياراتها وتُحدِّد توجّهاتها وتضبط جسدها «الملعون» ليسير في طريق غير طريقها كما يبدو للبعض؟
هناك أمومة تنبت على أرض الهامش، ملامحها غير المحدّدة تستحق انتباهنا، لذلك سأسرد عليكُمُنَّ بعض السير المقتضبة لأمّهات مومسات.
تعرّفت على حميدة في إطار بحث علميّ حول البغاء المقنّن في تونس. حميدة، كما نقول في اللسان التونسيّ، «بطرونة»، أي أنّها مديرة (أو مشرفة) بيت بغاء، تعمل تحت إمرتها مومسات شابّات لا تتجاوز أعمارهنّ الثلاثين عاماً. كانت رحلة الدخول إلى ماخور «عبد الله قشّ» في المدينة العتيقة في العاصمة شاقّة، وتطلّب الأمر أكثر من شهرين من الانتظار للحصول على ترخيص رسميّ من وزارة الداخليّة كي أتمكّن من إجراء مقابلات مع عاملات الجنس، تحت حماية البوليس وفي إطار القانون – الذي حاولت خرقه بعرض رشوة على بعض القوّادين تجنّباً لتعقيدات بيروقراطيّة أكرهها كما أكره الضفادع والرياضة. استقبلتْني حميدة بحفاوة غريبة، وربّما سرّعت لهجتي الريفيّة وشكلي البسيط غير المتكلّف في خلق جوّ من الأُلفة بيني وبين نساء الماخور القادمات من مناطق مختلفة. جلست على كرسيّ وسط الدار، التي تتكوّن من ثلاث غرف، ورحت أراقب الفتيات وكيف يتعاملن مع الحرفاء بمكر طفوليّ مكشوف. كانت المفاوضات في ذلك اليوم سلسة. تقف المومس أمام الباب في انتظار مرور الحريف، وتحاول أن تقنعه بأنّها الأنسب له دون مبالغة وتصنّع. تعرض خدماتها بدلال فطريّ، وعندما يرفض، تدخل مبتسمة وتنظر مباشرة في وجه حميدة التي تتعامل معها بحُنُوّ وتشجّعها أن تبذل جهدها للظفر بأكبر عدد ممكن من الحرفاء. تخرج الثانية وتقف أمام الباب، وتقوم بنفس الإجراءات، ولكنها تُضيف بعض البهارات كأن تنزع فستانها وتظلّ في ملابسها الداخليّة، أو تدخّن سيجارة، أو تضحك بصوت مرتفع على فذلكة تبدو سمجة لحريف ثقيل الظلّ. المنافسة على أشُدّها بين فتيات حميدة الأربع، وكلّ واحدة منهنّ تختلف عن الأخرى في طريقة لباسها وكلامها وتعاملها مع الحرفاء. وعندما تظفر واحدة منهنّ بحريف، تُدخله إلى غرفة الانتظار وتُعطي مديرتها عشرة دنانير يقتسمنها مناصفة، ثمّ تمدّه بمسكوكة معدنيّة رمزيّة jeton ويظلّ في انتظار إشارة منها لدخول الغرفة. كلّ شيء منظّم، ولا مجال للارتجال أو خرق قوانين المديرة، ولكن هذا لا يعني أنّهنّ منصاعات بالكامل ولا يتمرّدن عليها بين حين وآخر.
تبلغ حميدة من العمر 54 سنة، وقد بدأت بامتهان البغاء منذ سنة 1994. وتحصّلت بعد الثورة سنة 2011 على أصل تجاريّ لبيت داخل ماخور «عبد الله قشّ» قيمته 30 ألف دينار، وأصبحت بالتالي مديرة/مشرفة يعمل لصالحها خمس فتيات، واحدة منهنّ قرّرت مغادرة البلاد والعمل في تركيا مع قوّاد أذاقها الويلات فعادت إلى تونس خائبة. «نصحتُها ألاّ تذهب مع ذلك القوّاد الوغد، ولكنّها لم تسمع كلامي. عاملتُها كابنة لي، ولكنّها جاحدة، ومع ذلك قلبي يؤلمني عندما أفكّر في ظروفها». تُواصل حميدة كلامها: «الحقيرة لا تتصل بي أبداً ولا تسأل عن أحوالي».
جميع الفتيات ينادونها «ماما» أو «أمّي حميدة»، تُعاملهنّ بقسوة ممزوجة بحنان براغماتيّ، لا تقبّلهن ولا تفعناقهنّ إلا في المناسبات والأعياد، ولكنّها تدافع عنهنّ بشراسة، وتساعدهنّ على حلّ مشاكلهنّ الشخصيّة أو مشاكلهنّ مع البوليس وبعض الحرفاء الخسيسين. لا يمكن للمشرفة أن تدير دار البغاء دون أن تلعب دور الأمّ مع فتياتها. هذه العلاقة العضويّة بين الإدارة والأمومة داخل المواخير ضروريّة لخلق مساحة آمنة تتحرّك داخلها عاملات الجنس المنبوذات والمطرودات من بيوت أهاليهنّ. تقول إحداهنّ: «حميدة هي أمّي التي لم تلدني، تنصحني وتخاف عليّ وتتحمّل حماقاتي وثرثرتي». لا يدور عالم حميدة فقط حول بنات الماخور، فهي أمّ لولدين من طليقها السكّير المعنّف، يعيشان في مدينة أخرى وتزورهما مرّة في الأسبوع، كما أخبرتني بأنّها تكفل طفلين آخرين يتيمَين تصرف عليهما وتُعاملهما معاملة الأبناء. حديثها عن أبنائها يكشف عن شعور عميق بالذنب، ليس بسبب طبيعة شغلها وما يُلحقه من وصم اجتماعيّ، بل لأنّها بعيدة عنهم أغلب الأوقات، فالأمومة بالنسبة لها تعني التضحية والعطاء والحبّ غير المشروط. «لست أمّاً سيّئة، ولكنّني بعيدة».
تشعر حميدة بالذنب كما جلّ الأمّهات. وكأنّ الأمومة مرادِفة لهذا البعبع الذي يخرق أحد بنودها الأساسية وهو الكمال. شعور دائم بالتقصير حوَّلَ أمومتهنّ إلى حِمل ثقيل، وحوّل بنوّتنا إلى وخزة دائمة في القلب. كيف يمكن أن ندفع ثمنَ أمومةِ أمّهاتنا المضحيّات؟ علينا أن نَهَبَ حياتنا لأمّهاتنا، لأنّ الجنّة تحت أقدامهنّ، ولكنّ الجحيم تحت أقدامهنّ أيضاً. يُمزّقنا الذنب وتُدْمينا جراحاتهنّ، فهنّ القادمات من أمسٍ أليم. علاقتنا مع أمّهاتنا هشّة إلى أبعد الحدود، تتأرجح بين الحبّ والكراهية، بين العطف والقسوة، بين الحنين والجفاء، بين الراحة والخوف. شكّلنَ مظلوميّة خاصّة بهنّ على امتداد الأزمان، إنّها مظلوميّة الأمومة الأبديّة، لذلك مهما سدّدنا يظلّ حقّها دَيناً لا ينتهي. ولكن كيف نتعلّم أن نحبّ أمّهاتنا دون أن يأكل الذنب نصف قلوبنا؟ كيف نشفى من تطرّفهنّ؟
تحاول حياة أن تتذكّر كلام والدتها عندما قرّرت مغادرة البيت نهائيّاً: «لا أعرف لماذا أنسى كلامها، ولكنّها كانت تبكي، لم يكن الانفصال سهلاً عليها وعليّ». اضطرّت حياة، التي تبلغ من العمر 38 سنة، إلى ترك والدتها المريضة كي تعمل بالماخور وتؤمّن لها احتياجاتها. «لست سعيدة هنا، وأشعر بالقهر والقرف، ولكنّني مرتاحة نسبيّاً، المهمّ أنّني بعيدة عنها».
علاقتها بوالدتها مرتبكة، فهي تشعر بالذنب لأنّها تركتها، ولكنّها لا تخفي شعورها بالارتياح لبُعدها عنها. يلاحقها طيفها أينما رحلَتْ. تلك الأمّ القاسية والمتطلِّبة واللجوجة. لم تحمِها من بطش زوجها، الذي تحرّش بها أكثر من مرّة وهي طفلة صغيرة. أخرستْها وتخلّت عنها، والآن تطالبها بأن تردّ لها «الجميل» وقد وصلت إلى أرذل العمر. عندما تكبر الأمّهات نُحسّ بالعجز، نقف مذهولاتٍ ومذهولين أمام عبث الحياة. كيف يمكن لكائن جبّار عظيم أن يتحوّل إلى كائن هَرِم لا يستطيع قضاء حاجته؟ أن نرى أمّهاتِنا الشرّيرات والطيبّات يكبَرْنَ ويترهّلنَ وتتقوّس ظهورهنّ أمام أعيننا أمر قاسٍ ومرير.
تبدو غرفة حياة بالماخور مثل حضانة للأطفال: سيّارات صغيرة، ودباديب بأحجام وأشكال مختلفة، وكرات بلاستيكيّة ملوّنة، وقطع ليغو متناثرة هنا وهناك. العديد من غرف عاملات الجنس اللاتي زرتهنّ غير مهيّأة لممارسة الجنس، بل لاستقبال الأطفال واللعب. تضع أغلبهنّ دبدوباً فوق السرير أو الخزانة، أو يعلّقنه على الحائط. ذلك الدبدوب الأبله الناعم يمكن أن نرعاه ونعامله كقطعة منّا، كما يمكن أن نعضّه ونرميه ونشوّهه باقتلاع عينيه وتمزيقه.
– لماذا كلّ هذه اللعب يا حياة؟
– كي أتذكّر نفسي، كي أتذكّر ابني الذي لن ألده.
كتبت نيلّي أركان في روايتها باللغة الفرنسيّة المومس عن علاقتها الهشّة بوالدتها، وكيف تحوّلت إلى عاملة جنس بسببها. كانت أمّها أكثر شخص مكروه وغير مرغوب فيه في العائلة. كانت تراقب علاقتها المرتبكة بجسدها وتتساءل لماذا قضت الأمومة على إحساسها بالرغبة والإثارة. لم تكن نيلّي أركان ترى الرغبة في عين والدها تجاه أمّها، التي وصفتها بـ«الكلب الذي يتبع مالكه وينتظر فسحة واحدة». قرّرت امتهان الجنس كي ترى الرّغبة في أعين الرّجال وتمحو صورة أمّها المتروكة والمقصيّة من مجال الشهوة والشوق. كتبت عن مدى كرهها لأجساد الرّجال، ونَعَتَتْهم بأبشع النعوت، ولكنّ انتصارها الوحيد هو ذلك الشعور بأنّها امرأة مرغوب فيها وليست مثل والدتها التي تعيش تحت ظلّ رجل لا يشتهيها. انتحرت نيلّي أركان شنقاً ولم يتجاوز عمرها السادسة والثلاثين، وتركت حولها الكثير من الأسئلة عن حياتها الشبِقة واختياراتها وتجاربها المحبَطة.
فاطمة، عاملة جنس سابقة بماخور العاصمة، لا تختلف علاقتها بوالدتها كثيراً عن علاقة نيلّي أركان بوالدتها، ولكنّ الفرق أن والدتها عاملة جنس متقاعدة. «كنت أرى الرّجال يحومون حول أمّي، ولكنّ رغبتهم غير حقيقيّة، أكرههم وأحبّهم ولا أستطيع تحديد مشاعري تجاههم». لا تُحسّ فاطمة بالنشوة مع حرفائها، ولكنّها تحاول ألا تكون المضاجَعة خالية من بعض الرومانسيّة المغشوشة. الآن هي متزوّجة وأمّ لمراهقة تبلغ من العمر 14 سنة.
– هل تعارضين إن قرّرت ابنتك امتهان الجنس مستقبلاً؟
– سؤال غبيّ، يمكن أن أقتلها!
ربّما كان سؤالي غبيّاً فعلاً، لأنّ امتهان الجنس بشكله التقليديّ (أي داخل المواخير) ليس قراراً فرديّاً مستقلاّ ولا يمكن فصله عن سرديّة التهميش والفقر والظلم المتعارف عليها، ولكنّ ردّ فاطمة ذكّرني بشخصيّة الأمّ التي رسم ملامحها بريشت في مسرحيّته الأمّ شجاعة وأبناؤها: أمّ تجرّ عربتها وتقتات من الحروب والدماء، لا تسير على صراط الأمومة المستقيم، ولا يهمّها سوى مصلحتها الشخصيّة. اغتصب الجنود ابنتها ولم تهتمّ، ولكنّها في أحد المشاهد تُلطِّخ وجه ابنتها بالطّين فقط لأنّها لبست حذاء المومس إيفيت بوتير؛ لقد خافت أن تتحوّل إلى «عاهرة» مثلها.
قد تُلطِّخ أمّهاتنا وجوهنا بالطّين لأنّ خياراتنا في الحياة غير انضباطيّة، وقد تبدو روابط الهشاشة أكبر من الحبّ الخالي من تأنيب الضمير ولكن هناك وفي مكان ما أمّهات منبوذات لا نتقصّى أخبارهنّ يخفين مشاعرهنّ تحت صخرة.