ش رجل في منتصف الأربعينات من عمره، طويل وبدين، ملامح وجهه طفولية، فاضطر أن يَهبها بعض الجدية عبر لحية ورأس حليقة بالموس، يغطيها أحيانا بكاب كي لا تبدو كرأس مقلوبة.
لكن لماذا يجب أن تعرف عن ش؟
لأنك إذا كنت من مواليد الثمانينات أو بداية التسعينات، ستجد شيئاً مشتركاً من نفسك فيه، فعلى الرغم من واقعيته فهو ليس شخصاً حقيقياً تماماً أو شخصاً افتراضياً تماماً. وهذا تعبير مراوغ، لأنه يعني شيئين، أن ش شخصية مُستمَدة من الواقع لكني غمسته بحبر الخيال وبالعكس، أو أنه شخصية عَمِلتْ بجد للتفريط في الواقع، فأذابتْ بنفسها الفواصل بين حدود الحقيقة وبين الأفاتار الافتراضي لشخصيته.
كما أن هناك سبباً آخر قد يحفزك للتعرف على ش، أنه هو نفسه سيكون مهتماً بالتعرف عليك.
إنه ماهر بطريقة لا تصدق في تكوين الصداقات، في أقل من دقائق ستجد نفسك منغمساً في محادثة معه، وأنت تشعر بارتياح كامل؛ لأنك وجدت أخيراً شخصاً يفهمك ولا يحكم عليك، بل يشاركك الرأي نفسه، النبرة، الروح، الحماس الذي يشبه حمم قرص فوّار في كوب ماء، الفتور الذي نأوي إليه جميعاً في النهاية على أمل أن يَعصمنا من الفورات الكاذبة للحماسة.
لذا، فمهما كانت اهتماماتك، انتماؤك، ستشعر معه أنك أمام صفحة ماء تنعكس فيها صورتك. طاقته النفسية تشبه طاقتك إلى حد التطابق، تلتقط أدنى اهتزاز وتُغير في تلك الصورة، فتتغير معه.
لذا فإن أول إحساس سيُراودك أنك في حضرة شخص ساحر، سترغب فوراً في أن يكون صديقك.
في الواقع، الساحر هي مهنة أحلام ش، سواء كان ذلك الساحر الذي يظهر في أعياد الميلاد ويخفي أرنباً في القبعة، أو ديفيد كوبر فيلد الذي أخفى تمثال الحرية واخترق سور الصين العظيم. حياة في استعراض، في حلم سكن خياله للمرة الأولى عبر فقرات تليفزيونية استثنائية كانت تنفلت من حين لآخر في برامج التلفزيون المصري، التي لم تكن إلا خطة تدريب لمواطن مثالي على عرض واحد.
لكن حذارِ، فذلك الذي يعقد الصداقات كما يتنفس، يهدمها بيدٍ لا ترتعش.
من آنٍ لآخر يُجري ش جرداً لقائمة أصدقائه، ثم يفكر في سؤال واحد: من الذي عليَّ أن أحذفه من حياتي؛ لأن وجوده صار باعثاً على الملل؟
قناعة أسَّسَ لها على مدار سنوات، ماذا لو كانت الحياة لذة متصلة، كل من لا يوقظها داخله، يعتبره في حكم العدم، ميتاً.
ينطبق ذلك على كل شيء وأولهم أنت.
سيفعلها في اللحظة التي تظن فيها أن روابط الصداقة بينكما قد صارت متينة، لا يمكن فصمها. في النهاية ستعرف أنه استخدمكَ ليقتل بك الوقت، لكن هل يمكنك أن تلومه؟ لقد استخدمته أنت أيضاً لترى انعكاسك في صفحة وجهه، هذا مُطمئِن، أليس كذلك؟ كأن ذاتكَ المتشظية تلتئم أمام تلك المرآة.
كل ما في الأمر أن ش يكره أن يكون وحيداً. كل ألاعيب حياته هي حربٌ طويلة ضد الوحدة، وضد الملل، يتحداه مثل إعلان ميلودي الشهير. الوحدة والملل يبعثان على التفكير، وهو أمرٌ خَطِر. التأمل الذاتي أحياناً قد لا يكون إلا لعنة تحرر الجنون من معاقله. يريد صورة ليعكسها كي لا يضطر إلى تَمثُّل صورته، يخيفه هذا بشدة.
أما أنت، فيخيفكَ أن ترى وجهاً لا يشبه وجهك.
بالطبع لدى ش آراؤه الخاصة، ولا يحترم آراءك، أو على الأقل الجدية التي تأخذها بها. لقد مرَّ عليه الكثير، عرف الكثير، رأى الكثير، ويجد أن مسألة إبداء آرائه لم تعد مهمة، إنها تقتل المتعة. خبرته تقول: كل العواصف التي ظننا أن آراءنا قادرة على إثارتها ليست أكثر من زوبعة في فنجان. لم تحطم سوانا.
يمكن لـ ش أن يكون علمانياً وإسلامياً وملحداً، ثورياً ومحافظاً ورجعياً، مهرجاً، ألمعياً، حكيماً بلا قضية، سليل طبقة راقية وتربية نواصي، ليس لأنه واحدٌ من هؤلاء، لكن عبر تلك الأقنعة يصير حضوره إمعاناً في الاختفاء.
إن أردت تحديده في صِفات واضحة، فلا تتسرب صورته من بين يديك، فستكون تلك الصفات كالتالي:
مدمن كحول، نيكوتين، طعام، أنظمة تخسيس، جيم، مواقع إباحية، جمع أصدقاء وعملات ورقية قديمة، مشاهدة البريميرليغ، إقامةُ حروب وتشييدُ ممالك وهَدمُها عبر الإنترنت، لعبة الفانتازي، ألعاب الورق والدومينو والطاولة على المقاهي، التسكّع، خسارة أموال بسيطة في التداول عبر فوركس، مع أمل لا ينقطع أن تتحول مسألة الربح والخسارة إلى لعبة، بل أن تتحول الحياة كلها إلى لعبة، المال فيها يشبه أوراق بنك الحظ.
لا يعني ذلك أنه مُسرِف، بل هو حريص جداً على ماله الذي جمعه بعمله لسنوات، وهي مهنة لم يحصل عليها بسبب كفاءته، رغم أنه كفء بالفعل «أو قادر على الإيحاء بذلك»، بل بسبب صلات العائلة، لذا تَمكَّنَ – على عكسك ربما – أن يحظى بتقاعد مبكر: الحلم المشروع والمستحيل لنا جميعاً، أن نكون أحراراً، لكن حرية داخل أرض لا تؤمن بها ولا تشتهيها، لن تعني أكثر من التحديق يومياً في فراغ هائل مخيف.
يوماً بعد يوم يحاصره الوضع الاقتصادي المربك والخطير، وقد يضطره إلى أن يتنازل عن تقاعده المبكر، لكنه ما زال يَأمَلُ في ألّا تزول مملكة اللذة التي أقامها، لكن إلى متى سيقاوم؟ ومتى ستنفد حيل الساحر في جعبته؟
أحد المشاريع التي حاول تنفيذها، هو تقديم نسخة مُعرَّبة على اليوتيوب من لعبة ست درجات من كيفن بيكون، التي تعتمد على نظرية تقول أنه يمكن ربط أي شخصين في العالم من خلال ستة أشخاص آخرين. بالطبع لعبة كتلك ستكون لعبة أحلامه؛ تخيل أن تقوده معرفته التي لا وزن لها بك، إلى الجلوس مع ميريل ستريب أو ميل جيبسون، أو أي من سَحَرَةِ طفولته.
كتب سكريبت الحلقة الأولى، اشترى عدة إضاءة، كروما، لكن بعد عدة محاولات أمام الكاميرا، يأسَ من الأمر برمته بعد أن فشل أن ينطق أمامها، بحرف. ارتبك أمام ذلك الشيطان المعدني ذي العين الجائعة لتَمثُّلِ الصور.
يتابع ش مباريات الدوري الإنكليزي، لا يكاد يُفوّتُ مباراة، ساعات مضمونة من قتل الوقت والملل، إلا أن فريقه الأوروبي المُفضَّل ليس من فرق البريميرليغ، بل يوفنتوس من الدوري الإيطالي، الذي ضمت تشكيلته في فترة مراهقته لاعبين أساطير، كروبرتو باجيو، ديشامب، زين الدين زيدان، ديل بيرو، أنطونيو كونتي، إدجار ديفيدز، كريستيان فييري.
فريق أحلام لأنه حقق انتصارات رائعة، لكنه فريق أسطوري لأن خساراته لا تقل روعة في الذاكرة عن تلك الانتصارات. خسارة من اقتربَ من فعل كل شيء، ثم انهار بغتة، تاركاً مُريدين في انتظار عودته عقداً تلو آخر كبطل لا يُقهر، لكنه مهما انتصر أو احتكر التتويج ببطولة بالدوري الإيطالي، لا يكون لانتصاراته ذلك الوقعُ القديم. هكذا ينشأ الحب في القلب، الأسى، الأساطير، الأسر، الخذلان واليأس.
يوماً تلو يوم تتشابه حياة ش مع ذلك الفريق، حياة جيدة، مصونة، ناجحة، لكن دون سحر.
لكن الآهة الحقيقية، تلك التي تنبع مزلزلة من جوفه، لا تحدث إلا عندما يسجل النادي الأهلي هدفاً. ينكر مسألة تشجيعه للأهلي تلك، لإيمانه أنه ليس هناك كرة حقيقية في مصر، وهو صادق في ذلك، لكن ليس بإمكانه الهرب من نوستالجيا عصر يوم الجمعة.
يفضل ش كتب المذكرات، تحديداً سيرة القادة الأميركيين، كأوباما وهيلاري كلينتون. تُبهره المقاطع التي يتحدثون فيها عن الشرق الأوسط، نظرة سيد عبر زجاج. من المصريين سيفضل قراءة السيرة الذاتية لعمرو موسى، لأنه يحترم الأناقة، سحر الكاريزما، وتُخضعه النرجسية التي لا تحاول إخفاء نفسها، ولأن وزير الخارجية الأشهر في تاريخ مصر يطلق داخله حنيناً لأيام خراب عاقل.
روايته المفضلة هي رواية يوتوبيا لأحمد خالد توفيق، وهي رواية متوسطة المستوى، لكنه سيراها عبقرية، ليس لجودتها الأدبية، بل لأن بإمكانه أن يبيع لك فكرة غرائبية تُثير فضولك: لقد تنبأ ذلك الرجل بالثورة.
أحب ش الثورة، يحتفظ منها بصور جميلة، وهو يقف سهراناً مع صحبة عشوائية في إحدى اللجان الشعبية، حول عنقه تلفيعة تقيه البرد وفي يده شومة لم يضطر لاستخدامها. كان سعيداً، مبتسماً، أقل بدانة، يشع بالحياة، ربما هذا ما أحبه تحديداً من الثورة: الصحبة. سهرة طويلة من 18 يوماً ضَمِنَ فيها أنه لن يكون بمفرده، وقد هرب – مثل أغلبنا – من جانبها العنيف إلى جانبها الكرنفالي. حذفها لاحقاً من ذاكرته كصديق ممل، كساحر رديء فشل في فك قيوده.
يعشق ش كل ما هو مُسلٍ، مضحك، خفيف ولا يحمل فكرة بعمق إنش وراءه، إلا إن اضطرته صورة مُحدِّثه إلى ذلك، ستكون الصورة التي عليه أن يعكسها هي العمق.
ليس تافهاً، لقد جرب الأفكار العميقة والجدية، وكلها أَرعبته حتى الموت، تركت فيه ندوباً وخسارات، ثم مع الوقت لم يعد يفهم كيف صارت كلها غير صالحة للاستعمال أو لتفسير ما يحدث. وإن كان ش يهتم بمتابعة كل جديد – وقد يكون على عكسك في تلك المسألة – فذلك لا ينبع من اهتمام بالمعاصرة، لكن لأن ذلك الجديد له الحس الذي أراده بالضبط، لا يرسخ منه شيء في روحه، زائل كآثار في الرمال، طيار كرائحة لا تستقر طويلاً في قارورة أنفه، ربما لأن الجديد كذلك فعلاً، أو لأن مُخيلته في الأساس غير مُعدَّة لاستقباله. لا يُمثّل الجديد له عبئاً ولا هدفاً في حد ذاته، هو فقط يُبقيه على اطّلاع كي يتمكن من عقد المزيد من الصداقات في صفقته الفاوستية لقتل الوقت.
هل يمكنك أن تلومه على إشاحة النظر؟ ألم نُجبَر جميعاً أن ندير وجوهنا عن كل ما هو هام، فلم يتبق لنا من النظر سوى اختلاسه، كلٌّ حسب هواه.
ش مثلاً، يهوى اختلاس النظر إلى النساء، وهو أمر مأمون بلا عقاب أو عواقب، إن لم تكن النظرة فاحشة ومختلسة في آن، وتشبه نظرات الممثلين في أفلام المقاولات في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حيث الاشتهاء مُبتذل وفجّ، فلا يُعوَّل عليها.
نظرة يتدلى فيها فك المرء، تكاد عيناه أن تقع من محجريهما كأفلام الكارتون لا أفلام الرعب مع لعاب يسيل على الشفتين. بالطبع لن تكون تلك الصورة التي يتخذها وجهه في تلك اللحظة، لكن إذا ما فهمنا أن ذلك الوجه صار مع الزمن أقرب إلى قناع مُتكلّس، ثم إن نزعنا عنه ذلك القناع، فذلك الشكل البائس هو ما ستكون عليه ملامحه.
لا أظن ش شريراً، هو فقط لا يعرف نظرة سواها، أو طريقة أخرى للاشتهاء، يعيش في القرن الماضي، بينه وبين تلك اللحظة جدار، لا أحد يعلم إن كان قد صنعه بيديه، أم أن الزمن قد تحول في غفلة منه إلى أحجار، فاستسلم، لأن خلف ذلك الجدار، كل شيء آمن، مفهوم، ثنائي الأبعاد، وغبي. منظومة رحيمة تسمح لنا بأن نكون أكثر ذكاء منها، أو على الأقل لا تسمح لنفسها بأن تكون أكثر ذكاء منا، ربما لا توفر لنا منافذ للفرار، بل طُرُقاً للتكيّف الفعّال وهوامش متعة. خلف الجدار صالة ألعاب غير معقدة، نوادي فيديو، حفلات سمر، سهرات إستماشين، بالٌ رائق، فرق أحلام وأساطير وآمال بسيطة لم تحطم.
حكاياته المروعة عن زوجته – نصفها حقيقي، نصفها مختلق، كلها مستحق – لا تهدف إلى الفرار من رقبة زواج فاشل محبط، يحتقر فيه الطرفان بعضهما بعضاً، عالقَين في أسر علبة حديدية، بل في أن يجلب لنفسه ما يطلبه طفل من اهتمام وشفقة. وبالطبع، أن يخبر النساء الأخريات، أنه مُتاح، فلا تَغرّنكم بدانته المفرطة، فتلك القدرة الساحرة على عقد صداقات بإمكانها أن تجذب امرأة هنا أو امرأة هناك – بمشقة أكبر بالطبع – لأن المسألتين عنده ترتكزان على الشيء نفسه: الغواية، الإيحاء أنه مُكرَّس لك بأكمله، أنه هجر العالم وتَخيَّرك، وهي هبة فطرية – صرنا ندرك الآن – أنها لا تعني التفهُّم، لكن منشأها عدم اكتراث أصيل بأي شيء. لكن ويلٌ لامرأة ترفضه، سيؤلّف عشرات القصص عن كونها عاهرة، وسيزرع تلك القصص في الأدمغة بكل ما تكتنزه أصابع طفل من شرّ وبراءة.
يرى أن تعاسة النساء أمر تقليدي، خلقن به ولا ينبغي التوقف عنده، حياتهن ليست إلا أنيناً مستمراً، هكذا يفسر كل معاركه مع زوجته بأنهن جميعا «نكديات»، بلا استثناء يميز إحداهن عن الأخرى.
يملك ش قصة استثنائية واحدة عن امرأة، يحب أن يرددها كثيراً.
منذ سنوات مراهقته – وشخصيتان بعينهما يتناوبان على زيارته في أحلامه. رجل وامرأة. المرأة دائماً هي الشخصية التي تجلب له السلام في أوقات الاضطراب، ذلك النوع من الشخصيات التي يخبرك حضورها أن كل شيء سيكون على ما يرام، وبسببها يستيقظ مبتسماً.
أما الرجل فسفّاح نَمطي يطارده بسيف بغية قتله، لطالما استيقظ بسببه من نومه مذعوراً.
يقول إنه أخيراً قابل في الحياة الواقعية المرأة التي تزوره في أحلامه، وقد مَيَّزها من هيئتها التي يحفظها عن ظهر قلب، ورغم لطف تلك المرأة معه، لكن ذلك لم يجلب له الشعور بالسلام، لأن الآن عليه أن يتساءل بجدية إن كان ذلك يعني أن مقابلة السفّاح أيضاً أمر ممكن، وأن موعد تلك المقابلة قد اقترب.
لا أحد يعلم إن كانت تلك قصة حقيقية، أم مزيفة.
إن كانت حقيقية، فربما لا تعني أنه قابل امرأة أحلامه بالفعل، بل أسقط خيالاته على واحدة أعجبته، وأن حياته – رغم كل الحيل – هي اضطرابٌ دائمٌ في حاجة إلى سلام، وأن السفّاح الذي يطارده ولن يرضيه شيء سوى حصد رأسه، ليس سوى الموت، كل خطوة في الركض بعيداً عنه، تقربه منه أكثر، فلا أحد بإمكانه أن يخون العمر. الموت بطبيعته مُفسِدُ حفلات.
أما إن كانت قصة مزيفة، فذلك يعني شيئين: أنه يرويها في كل مرة يعمل فيها على اصطياد امرأة، من خلال منحها قصة مميزة تُشعرها أن وجودها معه يحمل حساً رسولياً استثنائياً ومنقذاً، وأنه يشعر باحتياجه إلى مأساة.
أما السفّاح فحقيقي في المرتين.
يملك ش، اعتزازاً شديداً بالنفس، لكن كل اختبار لها هو عذاب عليه أن يقاسيه، إنذار بهشاشة قد يتحطم معها في ثوان. هو غاضب، لكنه لن يسمح لذلك الغضب أبداً بالانفجار، لن يواجهه أبداً إلا عبر الألعاب والحيل والأقنعة، لذا يزداد بدانة كل يوم، وتنهار كل أنظمة التخسيس التي يتبعها، بالضبط في اللحظة التي تبدأ فيها بالنجاح.
مريض اكتئاب. في نوبات القلق، يبكي ويرتجف ويصرخ منادياً على أمه التي لم يعوضه أحدٌ عن موتها، ستهدئه لمسة صادقة من أي شخص، لأنه في القلب ما زال طفلاً، لكنه أبداً لن يجعل منه صديقاً أبدياً. ما أن يستجمع شتات نفسه، حتى يدرك أن الصدق عبءٌ لا يمكن تحمل كلفته، الصدق يفسد اللعبة، يُذكّر بضرورة النظر وعواقبه، لذا فإن أصدقاءه الحقيقيين، الرفاق الذين لا غنى عنهم في النهاية، وليس من بينهم أنت، هم ثلاثة:
زجاجة خمر مخبأة في حقيبته، شيشة إلكترونية، وميدالية فريق يوفنتوس.