عبر الشاب ياسر خنجر السياج الحدودي الفاصل بين أرضه المحتلة والداخل السوري، مدفوعاً بفضوله الدائم لمعرفة الجزء الشرقي من البلاد. اتخذ ياسر قراره دون إخبار أحد، وسار وحيداً وخلال الليل على أمل رؤية وطنه للمرة الأولى، لكنه حين وصل إلى وجهته اختبر فيها واقعاً موازياً لم يكن على درايةٍ بوجوده. قلبت رحلة عبوره المَوازين في رأسه، وبددت تخيلاته وأحلامه عن معاني الوطن.
أما رنده، فلم تصدق في بادئ الأمر أنها وصلت أخيراً إلى دمشق. عبرت، هي الأخرى، من الجولان المحتل إلى الداخل السوري، ولكن في وضح النهار لإتمام دراستها الجامعية. مع ذلك، اختبرت واقعاً جديداً مختلفاً عن تصوراتها، وقضت سنواتٍ في دمشق وعاشت ذكرياتٍ وشوارع وتعرفت إلى أشخاصٍ ما يزالون محفورين في ذاكرتها إلى اليوم بعد سنوات من عودتها إلى الجولان.
نستمع في الجزء الثاني من بودكاست «من سيرة أرض الجولان» إلى حكايتي رنده مداح وياسر خنجر، وقصص عبورهما إلى سوريا ومن ثم عودتهما إلى الجولان المحتل، يخبروننا فيها عن علاقتهم مع سوريا وهويتها، وعن الهوية الجولانية خلال مراحل عديدة، وعن كيف عاش الجولان مجريات الثورة السورية.