«لم يسلك أحد الفانين هذا الطريق
ولن يفعل ما دامت الريح تهب على البحر»
ملحمة جلجامش- فراس السواح- ص 186
في هذه الشذرات يا بابا، أُعيدُ التفكير معك في بعض الأمور والتفاصيل التي حدثت ليلة وفاتك، والتي لم يُتَح لنا الحديث عنها في صباح اليوم التالي، وفي هذه الشذرات أحاول أيضاً فهمَ آلية عمل الذاكرة في مواجهة الموت أو رفضه كفكرةٍ واحتمال، حتى ولو نجحت هذه المواجهة لبعض الوقت فقط. لطالما تحدثنا – والآن نتحدث- كثيراً، لكن هناك رهاناً دائماً معك على المزيد. محاولة إنتاج هذا النص كُتبت خلال الأربعين يوماً الماضية على عجالةٍ وتأنٍ، دون تفكيرٍ وعقبَ ترددٍ ممتد، وبنسخ مبعثرةٍ ودون عناء التنقيح، وبابتساماتٍ ترتسم خلسةً ودموعٍ تلحّ بالانهمار في أربع مدن وطرقات ممتدة. ماذا نسمي ذلك كلّه إن لم يكن عيشَ الفقد؟
في فجر التاسع من تموز (يوليو) 2024 غَادرْتنا مُتخفِّفاً من احتمالات ما لا تود أن تكونه مع المرض، في الليلة التي سبقت ذلك وعند الحادية عشرة والنصف كان حديثنا الأخير، وعلى غير ما اعتدنا ليلاً كانت محادثة فيديو وليست صوتية، لاحقاً وفي فجر اليوم التالي استيقظتَ قرابة الرابعة والنصف، شعرتَ ببعض التعب، فأيقظتَ سحر، شريكتك لسبعة وأربعين عاماً، وقبلها 4 سنوات من التعارف والخطوبة، ساعدتكَ على غسل وجهك ومَسحَتْ على شعرك، ثم استيقظت سماح وسندس، وحاولتا مع ماما إعانتك على التنفّس، ودون تفكير نفخت ماما في فمك، ثم أسعفتك إلى مستشفى الرازي وهناك رحلتْ.
تعرف يا بابا، إن كتابة الموت هي حالةٌ غريبة في التركيب اللغوي، لا يكفي الماضي فيها ولا يحتملها الحاضر، تصير تجربة مربكة لا يخفف من استحالتها التنقيح كما هي كل الأمور التي يَتعذّرُ علينا قبولها… لماذا أخبرك بهذا؟ لأن مُبرِّرَ هذه الأفكار هو التعامل مع فقدك على مستوى اللغة أولاً وكل ما يخصّك بشكلٍ يومي ثانياً، الموت يلغي الكثير من الأمور البديهية: غروب Familia على واتس آب لن يصبح أزرق بعد اليوم، كل رسالة فيه ستبقى ناقصة، إذ أن هناك من لن يشاهدها أو يسمعها… هذا صعب، لأشخاصٍ مثلي، يُقلقهم الفراغ. أراجع آخر رسالة منكِ، وأُعيد الاستماع إليها، أقول هذا وأفكر في كيفية الوصول إلى حسابكِ على فيس بوك لإعلان وفاتك… هذه الأفكار لن تصل إلى حلولٍ أيضاً، وعليه لنحاول التوقف عند لحظة موتك من جديد.
أَسعفَتْ ماما والدي إثر أزمة قلبية إلى مستشفى الرازي في حي المزة. لحظاتٌ وأَعلنَ الممرضون المناوبون وفاته. تقول ماما إنه استيقظَ كي يودعهنّ، ثم تضيف: رؤوف عاش خفيفاً ورحل خفيفاً. بعد 11 يوماً من وفاة والدي، وقرابة منتصف الليل، بحثتُ على شبكة الإنترنت عن مستشفى الرازي، والذي لا يملك موقعاً الكترونياً؛ نظرتُ بدايةً إلى المسافة الواصلة بين منزل عائلتي والمستشفى وحسبت المدة التي تحتاجها سيارة من موديل 2010 تسير بسرعة 80 كم عند الرابعة فجراً لتصل إليه. 7 دقائق، ولكن الموت أسرع. يقترح غوغل عن هذا المستشفى تقييماً من أربعة نجوم من أصل خمسة، بناءً على مجموع ستة وخمسين مُشارِكاً في التقييم. هذه هي المرة الأولى التي أُراجِعُ فيها تقييمات لتجربة الزبائن في مستشفى، ولا أعرف ما الذي يمكن تقييمه. يذكر أحد التعليقات أن هذا المستشفى جيّدٌ للأجانب، بينما يشتكي صاحب تعليقٍ آخر من ضعف الإنترنت فيه وسوء الخدمات، ويعرضُ أحد التعليقات صورة جداريةٍ لقلعة حلب في مدخل المستشفى. تظهر في الجدارية أشجار نخيلٍ لا أعتقد أنها موجودة في الحقيقة، أو ربما كانت موجودة. أحاول البحث عن صورٍ توثيقية لقلعة حلب على غوغل ولا أعرف ما الذي يجب أن أكتبه للبحث… الساعة الآن الثانية إلا ربع صباحاً، لحظة… ما الذي أقوم به؟ لماذا أبحث عن شجر النخيل أمام قلعة حلب في صورة جداريةٍ في مستشفى الرازي في المزة؟ هل هذا هو مسارُ اختبارِ الفقد؟ هل هذا ما يجعل الفقد مُعقَّداً إلى هذه الدرجة؟ أعود مجدداً إلى قراءة التعليقات عن المستشفى فأجد تعليقاً يقول Nice… أحاول فهمَ ما الذي يعنيه هذا التعليق، وما التجربة التي اختبرها صاحبه لجعله يكتب هذا التعليق، أميلُ الآن إلى التصديق أن معجزةً حدثت وخسرَ الموتُ فخرج صاحب التعليق بصحبة صديقةٍ أو قريبٍ كما دخلا إليه.
لطالما مشيتُ مع والدي أمام مستشفى الرازي عندما كنت لا أتجاوز السادسة من عمري وخلال العطل الصيفية، كان يأخذني وأختي الصغيرة سندس في نزهات قصيرة على طول امتداد أوتستراد المزة، وفي بعض الأحيان كنّا نمر أمام المستشفى. في هذه النزهات -مهما طالت أو قصرت- كان هناك أربع محطاتٍ رئيسة. الأولى هي رفعنا على شجرة الكينا أمام البناء الذي نسكن فيه، والتي يزيد طولها عن 15 متراً، يلي ذلك قطعي أنا وسندس لبعض الأغصان الخضراء لتنتشرَ رائحة أوراق الكينا ذات الملمس الأخضر اللزج على أيدينا. والثانية هي طلبُ والدي الإذن لنا من بائع سيارات الأطفال الملوّنة قبالة جامع الأكرم للسماح لنا باللعب فيها لبضع دقائق، والثالثة شراءُ بطيخة حمراء تزنُ ثمانية كيلوهات على الأقل، عندما كان ثمن الكيلو الواحد منها خمس ليرات؛ خلال هذه المحطة نقوم أنا وسندس بالطرق على بعض البطيخات كما يفعل بابا ليتأكد أنها حمراء قبل شرائها على المكسر، وأخيراً قطفُ بعض أزهار الياسمين العرايتلي لجلبها إلى جدتي مريم والدة أمي، والتي كان يقول لها بلكنة حورانية: تفضلي خالتي، ويتبعها ردُّ جدتي له وهي تشمُّ الباقة: طولة العمر أبو ساري.
إضافة إلى هذا المشوار الممتع، كان هناك مشوارٌ لا أَملُّه، وهو الأكثر حماساً لي أنا وسندس رغم أنه كان يحدث مرةً واحدة كل عام، عندما كنّا نرافق بابا قرابة الثانية صباحاً بعد أن أنهى كتابة مقاله الأسبوعي من مجلة نقابة المعلمين للعدد القادم، والذي سيصدر عندما نكون في إجازة البحر. كان هذا المشوار يعني رسمياً أن الإجازة ابتدأت. نقطع ثلاثتنا الشارع، ويسمح لنا استثنائياً بأن نركض دون انتظار الإشارة الحمراء في الشوارع الفاضية، ثم نسير 100 متر حتى نصل إلى مبنى نقابة المعلمين لنُسلِّمَ النص المكتوب بخط يده، والموضوع في ظرفٍ أسمر مغلق، إلى الحرس الذين يقترحون علينا شرب كوبٍ من الشاي.
هكذا إذاً، غاب والدي بعد سبعة وسبعين عاماً، وبعد دفنه وخلال الأيام التي تلته، غمرتنا العائلة والأصدقاء والأقارب بقصصهم مع بابا، ليُخفّفوا من ألمنا نحن المحزونون، يحاول الكل جاهداً مقاومة الصمت: آياتٌ قرآنية وأحاديث وحكم وأقوال مأثورة وشلالٌ من الذكريات. لا يطلبون منا إلّا الاستماع أو هزَّ الرأس ونحن نغرق في مسارٍ ذي اتجاهين بين فقدنا الشخصي ومحاولة الإبقاء على التركيز مع المحيطين بنا. في إحدى لحظات الإنصات، يتذكّر ابن عمتي أسامة عندما اعتقلت الشرطة العسكرية بابا عند مدخل معرض دمشق الدولي، لأنه كان يلبس بدلته العسكرية دون القبعة؛ كان لديه إجازة ساعيّة خلال الخدمة الإلزامية فطلبَ من عمتَي أم فيصل وأم وائل تجهيز أولادهما كي يأخذهم في مشوارٍ مسائي، واختارَ المعرض. نضحكُ جميعاً ونحن نسمع كيف جنّت عمتي أم وائل بعد أن عاد الأولاد بمفردهم، وحين سألتهم عن بابا قالوا لها إنه في المخفر. يضيف أسامة قائلاً: خالي كان سبباً في سرورنا. ثم يذكر حديثاً نبوياً سأبحثُ عنه لاحقاً في ذلك المساء: «ما من مؤمن أدخل سروراً إلا خلقَ الله من ذلك السرور مَلَكَاً يعبد الله ويُمجّده ويُوحّده، فإذا صار المؤمن في لَحده أتاه السرور الذي أدخله عليه فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان، أنا اليوم أؤنس وحشتك».
أفكر في الإيمان، وفي مخيال العرب، وبِوالدي، وفي داخلي كثيرٌ من الأمل أن يكون أبي مسروراً هناك، ربما سروره هو لعبة «محبوسة» مع خالي سمير، صديق عمره والذي دُفِنَ معه في القبر ذاته، في مقبرة باب الصغير في دمشق مسكنه الأخير. بابا أيضاً علّمني لعب الطاولة قبل ثلاث سنوات، قمنا بذلك خلال بعض الأمسيات في ضهور الشوير حيث صار هو وأمي يقضيان أغلب الصيف خلال السنوات الأربعة الماضية، وبعد أن صار يفقد الحماس لقضاء الوقت في البحر، ويشعر بحرج التململ من رطوبة بيروت دون أن يذكر ذلك علناً.
في اليوم الذي تلا وفاتك يا بابا أرسلتُ رسالةً إلى توفيق، أعلمته فيها أن التصوير المقرر معك يوم 29 تموز ألغي، كنا قد أجلناه قبلها بشهرٍ بسبب دخولك إلى المستشفى. لأكون صادقاً معك، لا أشعر بالحزن لأننا لم نَقُم بالتسجيل، كل ما تناقشنا به أنت وأنا وماما قبلها كان كافياً ليُشعرني أن هذه المهمة تمّت بشكلٍ أو بآخر. ما الذي كنّا سنتحدث عنه؟ الكثير والقليل: طفولتك، وعلاقتك مع جدي وجدتي، ودراستك، وانتقالك إلى دمشق، وزواجك الشهير من ماما بعد معارضة عائلتها الكبيرة ودعمِ خالي لكما، ورحلاتك الميدانية خلال السبعينيات والثمانينيات إلى مختلف مناطق سوريا وتحقيقاتك. هل كان هناك الكثير الذي لن نتحدث عنه؟ ربما، لأننا توافقنا على أن هذا التسجيل ليس توثيقاً للذاكرة بقدر ما هو تمرين على المزيد من الكلام.
طوال حياتي لم أَخَفْ من فقدك إلا مرتين، الأولى في العام 2006 عندما اكتشفتُ حاجتي إلى تجديد جواز سفري للسفر إلى القاهرة، فذهبتَ في فجر اليوم التالي إلى بُصرى وقمتَ بتجديده لي بسرعة، يومها كان لدي قلقٌ غامض من أن تقوم بحادث سيارة؛ والأخرى خلال إصابتك بالكورونا. أذكر أنه بعد تعافيك من الوباء حدثتني عن الناقد الفني في نيويوركر بيتر شيلدال، والذي عرفَ في نهاية العام 2019، أنه مصابٌ بسرطان الرئة وأن طبيب الأورام أعطاه ستة أشهر ليعيشها. أَخبرتَني أنك معجبٌ بإصراره على الحياة ومقاومتها عن طريق الكتابة، وأخبرتني أن ما سحركَ قوله إن كل ما أراد معرفته هو المدة التي يمكنه خلالها الاستمرار في الكتابة. أخبرتني يومها وأنت تضحك كيف أن أنه شيلدال قرَّرَ أن موعده النهائي للكتابة سيكون يوم الثلاثاء القادم.
تعرف يا بابا أنني بعد حديثنا هذا استمريتُ بمتابعة ما حدث مع شيلدال دون أن أخبرك، لقد مضت الكثير من أيام الثلاثاء واستمرَّ خلالها شيلدال بالكتابة، يجب أن أعترف لك أنني لم أقرأ له الكثير لكن قراءة اسمه صباح كل ثلاثاء على موقع نيويوركر كان يطمئنني عنك، لم أخبرك بذلك، لأنك في ذلك الوقت بدأت تتململ من فقد لياقتك في الكتابة، وبعدها أصبحت القراءة من شاشة الهاتف متعبة، وطبيب العيون كان يلحُّ عليك بعدم إرهاق عينيك. كنت تحرص على بثي شوقك إلى الكتابة دون مناسبةٍ وفي كل مناسبة، وفي كل مرّة تمر على بيروت تطلب مني شراء الصحف صباح كل يوم… وعندما لم يبقَ في بيروت صحفٌ لتُطبَع صرتَ تُخبرني بما استعرته من مكتبتي. تحدثنا مطولاً عن كتابات أحمد بيضون، وأعجبك دم الأخوين لفواز طرابلسي، وسعدتَ بقراءة نصري الصايغ من جديد بعد أن توقفت السفير عن الطبع. وبينما كنت تستمر باستعارة بعض الكتب وتأخذها معك إلى دمشق، كنتُ أتابع من جهتي ما جرى مع شيلدال الذي كسب ثلاث سنوات إضافية حتى توفي في العام 2022. تعرفُ يا بابا أن ما نشره في هذه الفترة تمت طباعته في كتابٍ عنوانه فن الموت، وضمَّ 46 مقالاً نشرها؟ لم أخبرك بذلك أيضاً لأن الموت في بداية الأمر كما في نهايته مؤلمٌ وما من شعرية فيه، الموت في سوريا وفلسطين والسودان عَلَّمنا ذلك.
قبل وفاتك بأربعة أسابيع ونحن نُعِدُّ للتصوير معاً أعدتُ التفكير بشيلدال مرّة جديدة، بعد أن أخبرتني أن الطبيب طلب منك عدم قراءة أي كتب أو صحفٍ ورقية لأن الحبر المطبوع فيه مادة الكربون والتي تؤذي رئتيك، أخبرتني ذلك بغصةٍ كبيرة. وكانت هذه آخر علاقتك بالصحافة وبما أخلصتَ له. لماذا لم أفهم الإشارة حينها؟ كل ما هو عن الكتابة مات ولم تبق منه إلا الذكرى. لم أُرِد أن أخبرك حينها أن شيلدال ذاته خسر الكتابة خلال الوباء أيضاً، إذ تزامنت سنواته الأخيرة مع الوقت الذي أغلقت فيه المتاحف وماتت مُراجعات المعارض وهو ما امتهنه طوال حياته. هل تابعتَ قصته أنت أيضاً ولم تُخبرني؟ ربما فعلتَ ذلك كي يُبقي كلانا على نهاية الحكاية كما تشاركناها عندما قاوم بالكتابة حتى يوم الثلاثاء المقبل. ألهذا اخترتَ أنت أيضاً يوم الثلاثاء لترحل؟
والآن، كيف نُبقي على حكايتنا بعد أن غالبتنا الخاتمة؟ هل من خاتمةٍ أخرى نخترعها؟ إذا كان هناك احتمال لذلك فدعني أقول لك مجدداً أني أدين لك بكل شيء، بمعرفتي بتحفة أم كلثوم الأمل لولاه علي، وتحبيبي بشقاوة بيرم التونسي، وتعريفي بكتابات دوستويفسكي وتشيخوف وأستاذك في دمشق عبد الرحمن منيف، وبكيفية صنع القهوة المرّة، والاهتمام بالزرع، وبتعليمي السباحة، واختيار البندورة الأفضل، والاستماع إلى الراديو قبل النوم، واللّهفة عند استقبال الضيوف، ومشاهدة نشرة الأحوال الجوية، والفرح بالمطر، وأحاديثنا عن التنس وعن بطولة ويمبلدون. ربما لم نتحدث عن كرة القدم كثيراً لأنك قمت بذلك حتى اليوم الأخير مع ساري وسندس وقبلهما مع سمر. لكننا سنتحدث أكثر في الأيام القادمة، عزّة قالت لي هذا وأنا أُصدقها. ربما حينها سنتحدث أكثر عن الرياضة، سأخبرك عن نادال عندما التقطَ شعلة الأولمبياد في باريس من زيزو، وستُحدثني مجدداً عن كل إنجازاته وأكثرها تفضيلاً لقلبك عندما فاز بلقب بطولة فرنسا المفتوحة في العام 2014.
بابا، أعرف أنك لو قرأت هذا النص لقلت لي إنه ينقصه شيءٌ ما، ويحتاج إلى بعض التعديلات. أعرف كيف كنت ستُعيد قراءته وستُقسِّمه إلى فقرات وتقترح تعديلاتٍ فيه، أعرف أنك كنت لتنهض صباحاً لتقرأه في المطبخ بينما تتناول قطع الفاكهة التي حَضَّرتها لك ماما بحسب تعليمات الطبيب وبما يسمح به مرض السكري، وستشرب القهوة التي حَضَّرتها سماح وتُنهي قراءة النص قبل أن تُعدّ نفسك لتوصل سندس – أو كما تدعوها سندوسة- إلى عملها. في الطريق ستطلب منها أن تنضد النص وتطبعه لك بخط من قياس 14 لتقرأه مرةً أخرى، ثم ستقترح عليّ التعديلات، أعرف أن هناك تعديلات ستصرّ عليها وأخرى ستتسامح بها، وستحاول إيجاد أصدق الطرق وفي الوقت ذاته ألطفها لتُشاركني وجهة نظرك. ولكن لا تقلق ولا تجهد نفسك وما من داعٍ لتُتعب عينيك بعد الآن، كما أن تَنشُّقَ الحبر المطبوع ليس جيداً لرئتيك، هذه النصوص ما عادت لتكتمل بغيابك، أصابها خللٌ مُقيم وما من محاولاتٍ تستحق لإصلاحها. ولكن رغم ذلك لنا لقاء… ربما في الثلاثاء القادم.