ما الجدوى من نصوص التأبين والرثاء؟ أهي مواساة للنفس أم انخراط ضروري وبراغماتي في طقس اجتماعي روتيني تفرضه هيبة وقُدسية الموت قُبيلَ الانصراف إلى الملهاة اليومية؟

لقد وجدتُ دائماً أنه من غير اللائق كتابة نصوص أو بورتريهات عن أحد بعد موته؛ باردة ومكرورة ومتوقعة هذه الوداعات. لكن هناك أشخاصاً ولحظات تفرض علينا اقتراف هذا الإثم، أن نخصّص وداعاً يليق بالحضور الثقيل وزناً، والخفيف من حيث الشعور به، لأولئك الذين أقاموا بين ظهرانينا قبل أن يرحلوا إلى حيث السكينة.

لحسن حظي أنني لم أعرف الراحل بشكل عميق، لم أعرفه إلا بشكل عابر خلال رحلة هروبي الطويلة التي استمرّت لسنوات في تونس، التقيته لمرات مع أصدقاء مشتركين وهم يُقدَّرون بالعشرات وتبادلنا بضع كلمات، مرَّ التيار سريعاً بيننا دون الحاجة إلى الكثير من الكلام، وذلك يكفي في عالم مَعيْب ومُزيَّف كالذي نحيا فيه اليوم.

أقول لحسن حظي، ربما، لأنَّ في أنْ لا أعرفه بشكل شخصي، أو أن أعرفه دون أن أعرفه فعلاً، ما يمنحني حرية أكبر للكتابة عن سيرة حياته وموته وجنازته، مُتحرِّراً من كل قيد.

في وقت مبكر للغاية من يوم وفاته، جاء الخبر قوياً وصادماً من تونس، لا أحد يصدق، من البديهي أن يكون الخبر مجرد إشاعة سخيفة. لا يمكن أن يكون خبر وفاة ياسر جرادي صحيحاً. لديه حفل مبرمج في مدينة جمال على الساحل التونسي، وقد وعد بإحيائه بعد تأجيله لبضعة أيام. «ياسر بكري، (لا يزال الأمر مبكراً جداً)» هكذا كانت أولى برقيات النعي تتساقط.

تخيَّل

في قابس، عاصمة الجنوب الشرقي التونسي، سيرى ياسر جرادي النور، هناك كبرَ ودرسَ الابتدائية في مدرسة علي الجمل، وكان الممكن أن يتّخذَ مسارُ حياته منحىً مختلفاً تماماً، وربما شديد الاعتيادية، منتهياً بوظيفة روتينية، حيث درس الرياضيات التقنية في البكالوريا في معهد أبو القاسم الشابّي.

حتى نهاية الثمانينيات، لم يكن شغف ياسر جرادي يتجاوز متابعة كرة القدم ولعبها بشكل عصبي وعنيف، حسبما حكى بنفسه، قبل أن تُغيّر مُدرِّسةُ لغة إنكليزية في سنوات البكالوريا طريقةَ نظرته إلى الحياة بشكل كامل، حينما أسمَعَتهُ وزملاءه أغنية تخيَّل لجون لينون، قائد فرقة البيتلز؛ «كان ذلك نقطة تحوّل في حياتي. لأول مرّة أسمع أغنية تَدفعني إلى التفكير».

بعد فترةٍ قضاها في دراسة الهندسة في الجامعة، سيعود ياسر أخيراً إلى نقطة الإلهام التي سبق وأن حفّزتها مُدرِّسة اللغة الإنكليزية، مُلتحِقاً بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس. لم يكن ياسر القادم حديثاً إلى العاصمة من مدينة لا يكاد يُذكَر فيها الفن في بدايات العشرينيات من عمره قد شاهدَ أي عرض موسيقي بعينيه المجردتين، كانت لحظةً مؤثرة في حياته عندما شاهد أحدهم يعزف على «غيتارة» في ساحة المعهد. «اشتريتُ غيتاراً بـ70 ديناراً من المنحة الجامعية، بعته بعد مدّة لأنني أفلست. ثمّ اشتريت غيتاراً آخر».

تأسيس مجموعة «ديما ديما»

لم يبدأ ياسر الموسيقى إلا في سن السادسة والعشرين، أي منتصف التسعينيات، حيث بدأ تعلُّمَ العزف رويداً رويداً، لكن فرادته واختلافه عن الآخرين تجلّى أكثر في كونه فناناً متعدد متنوع المواهب، حيث زاوجَ منذ بداياته بين المسرح والسينما والنحت والفن التشكيلي، وتميّزَ بإبداعاته المعاصرة اشتغالاً على الخط العربي، مما أنتج العديد من التجارب التشكيلية، تبقى أبرزها جدارية «حائط درويش».

لا يعلم الكثيرون من متابعي فنه أنه بدأ متخصصاً في دراسة النحت في معهد الفنون الجميلة، قبل أن تأسره السينما ليلتحق بنادٍ للسينمائيين الهواة، حيث سيمضي أزيدَ من عقدين من النشاط في النوادي السينمائية. وكذلك عمل في مسرح تياترو مع المسرحي المعروف توفيق جبالي، وبعده في الحمراء مع الراحل عز الدين قنون، قبل أن يُحلّقَ بنفسه مقدماً بعض المحاولات المسرحية الخاصة من قبيل الحب ديني وإيماني.

في سنة 2005، ورغم المناخ القمعي الذي كانت ترزح تحته تونس في عهد بن علي، والحصار الذي كانت تتعرض له التعبيرات الفنية المتفرّدة، لم يتردد ياسر رِفقة ثلّة من رفاقه في تأسيس مجموعة ديما ديما الغنائية الملتزمة، التي كانت صوتاً لهموم الناس وأحزانهم وأوهامهم وأحلامهم عن الوطن المُشتهى، نشيداً للمهمّشين والمظلومين والفقراء والعاطلين والعطشى إلى الحرية.

صنع ياسر جرادي، الذي لم يكن ساعياً للتواجد في المهرجانات الكبيرة، لنفسه علامة فنية ببصمة خاصة. بغيتارته وآلة الهرمونيكا، بلباسه المتخفّف من البروتوكول وكلماته التي لم تكن مجرد كلمات، لم يكن ليكون راضياً عن نفسه وهو يغني مثلاً في مهرجان كبير بحجم قرطاج؛ «حينما يتجاوز عدد المتفرجين 60 أو 70 أشعر بالانزعاج».

صاغ جرادي لأغانيه كلمات بالدارجة التونسية، اختارها مباشرة، بسيطة جداً وخالية من التعقيد، لكنها كانت عميقة ومعبرة عن واقع الحال بشكلٍ كافٍ، لتصل إلى جوارح الناس وترنَّ في أعماقهم ليحفظوها ويقوموا بترديدها متخشعين كصلاة، وكأنه مترجم آهات التونسيين إلى كلمات حينما لا تسعفهم العبارات.

في رائعته «نرجعلك ديما ديما» مثلاً، تجده يُقسِم بعرق عمّال البناء الذي ينزِلُ ليُذيبَ الحجر، وبأصحاب الأقدام الحافية الذين تعبوا من القدر، وبأيدي الفلاحين التي ولدت في الشوك والتراب، بالكنّاسين وعمّال المناجم والخماسة والبحارة، بأنه لن يتوب عن حب تونس، وسيعود إليها دائماً مهما كانت الظروف والصعوبات والطريق مليئة بالأشواك؛ بشرف كل هؤلاء اللّامرئيين المنسيين في زحمة الدنيا يحلف يميناً أنه سيبقى وفياً لبلاده، هو الذي غادر فترة وجيزة إلى أوروبا، وتحديداً إلى سويسرا، وعاد سريعاً بعد أن شعر بالاختناق.

ويعود في «شبيك نسيتيني» للانحياز إلى من هم تحت، ليتحدث مُعاتِباً باسم كل أولئك الذين يحبون البلاد بتطرُّف وتلقائية، لكنها تعاملهم بنوع من الجفاء والبرود، بلسان القفصيين والقابسيين والفرشيشيين والعياريين والهماميين والجندوبيين والكافيين، وكافة أبناء الشمال الغربي والجنوب التونسي، بارعاً في استعمال الاستعارات والصور الشعرية، وشاكياً غياب العدالة المجالية ووجود فوارق في التنمية، اللذان استمرّا من عهد الاستعمار وصولاً إلى الاستقلال وحتى بعد الثورة.

من «نرجعلك ديما ديما» (سأعود إليك دوما دوما)، إلى «شبيك نسيتيني» (ما بالُك نسيتني)، «تتفكر هاك العينين» (هل تذكرين تلك العينين)، «يلي متحبنيش» ( يا من لا تحبني)، «عمري ما ننسى الحكاية» (لن أنسى الحكاية ما حييت) وغيرها… ظلَّ ياسر على نهجٍ اختاره زاهداً، مُحباً للهوامش وملتصقاً بالواقع التونسي، وهو القائل: «لا أهداف لي سوى أن أتقاسم لحظات فنية مع بعض البشر، ولا سيما أولئك الذين لا يملكون الإمكانيات لتقاسم تلك اللحظات كقاطني الأرياف وغيرها من المناطق المحرومة… أن ألتقط نظرة طفل توحي وكأنه أعاد اكتشاف العالم من خلال أغنيتي، فتلك السعادة العظمى بالنسبة لي».

ياسر جرادي في لحظة 2011 التونسية

عاش ياسر اللحظة الثورية التونسية في 2011 كغيره من التونسيين بأحلامها وانكساراتها، شارك في تظاهراتها وغنى لها وتغنى بها، قبل أن يسير المسار في اتجاه آخر كان أبعد من التطلعات والشعارات الكبيرة لتلك اللحظة الانفعالية الرومانسية الجامعة.

هي «ثورة لم يعرف التونسيون ماذا يفعلون بها لأنها لم تولد من رحم فكري معين، وكانت محصلة طبيعية لتفاقم الظلم»، هكذا يصف ياسر جرادي هذه المحطة التاريخية التي منحته طاقة هائلة، لكنه ظل عاجزاً عن هضمها والتعبير عنها لأزيد من 3 سنوات.

بعد «المسار الثوري» الذي دخلته تونس – يُحبّذ ياسر جرادي استعمال هذه المفردة عوضاً عن ثورة-، خرج ياسر بموسيقاه إلى الفضاءات العامة، مستفيداً من هامش تم انتزاعه بدماء وتضحيات بينما لم يكن متاحاً قبل ذلك، مساهماً بشكل كبير في الرفع من عدد المتلقين والمهتمين بالأغنية الملتزمة التي كانت واحدة من تابوهات العهد القديم.

متمرداً على الارتباطات التقليدية للموسيقى بالمنتجين والراعين، اختار ياسر العابرين جمهوراً له، والشارع فضاءً لعروضه الموسيقية، في محاولة لتوسيع مساحات الحرية في شارع لم يعتاد تذوق أشكال فنية جديدة، محاولة أخرى من بين محاولات ثورية عديدة طبعت مساره منذ بداياته.

كان جرادي قد قرر في أعقاب لحظة 2011 أن يركز أكثر على الموسيقى، لأنها كانت في تقديره أبعد ما يكون عن النخبوية وأكثر تأثيراً في تلك الفترة الزمنية من الرسم والمسرح، وبقية التعبيرات التي تحتضنها الفضاءات المغلقة والخاصة، فتحدُّ بالتالي من إمكانية وصولها إلى من لا يملكون القدرة على التنقل أو الدفع من أجل الحضور والمشاهدة.

لم يكن ليأخذ رسالته باستهتار، أو ليتعامل مع أي دعوة لتنشيط حدث، مهما بدا بسيطاً، باستخفاف أو تكلّف، فغنّى في دور الثقافة والشباب ومقرات الجمعيات والأحزاب والمدارس والكليات والبطاحي والمقاهي والمحطات والمخيمات، وأيضاً في منازل الأصدقاء والرفاق.

وفي لحظة صوفية فريدة من نوعها، وهو المتأثر كثيراً بمحي الدين ابن عربي، قرر أن يحمل دراجته  الهوائية وغيتاره منطلقاً من الزهراء إلى شط الجريد، وهو يجوب تونس من شمالها إلى جنوبها واصلاً إلى أبعد نقاطها المنسية من صحارٍ وقرى، مغنياً ومعيداً، طيلة هذا الطريق الطويل الذي قطعه ذهاباً وإياباً (حوالي 1600 كيلومتر)، التنقيبَ في حياته السابقة بمجملها، مُكلّماً الطبيعة بأشجارها وعصافيرها.

فن مهجوس بقيم العدالة

كان ياسر يحلم بأن ينطلق في رحلة مماثلة ولكن خارج تونس، بالضبط إلى فلسطين، وأن يقيم عرضاً هناك يُحيي فيه ذكرى والده الذي حارب في فلسطين.

سُميَ ياسر على اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بعد عودة والده من فلسطين، لكنه لم يرتبط بالقضية الفلسطينية إلا حينما بدأ يتأثّر بشعر محمود درويش الذي اكتشفه خلال نشاط طلابي احتفاءً بيوم الأرض.

منذ ذلك الوقت بدأ بالغناء من أجل فلسطين. كان في البداية مكتفياً بترديد الأغاني الثورية المعروفة، قبل أن يهزه مشهد اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة خلال الانتفاضة الفلسطينية سنة 2000، ليرتكب الكتابة لأول مرة من خلال أغنية «سكات»، ستليها أغانٍ أخرى -أهمها أكيد «راجعين على فلسطين»- وحضورٌ دائم في كافة المحطات الداعمة للشعب الفلسطيني وصولاً إلى محطة 7 أكتوبر 2023.

دعمه الواضح ومواقفه الصريحة لصالح تحرر الشعب الفلسطيني وحقه في المقاومة، وامتناعه عن قبول أكثر من دعوة للغناء في سفارات غربية، لم يَحمِه من التعرُّض قبيل وفاته بأسابيع للمزايدات والاتهام بالانخراط في التطبيع الثقافي مع الاحتلال الإسرائيلي إثر مشاركته في مهرجان دقة الدولي التونسي، بسبب تواجد مراكز ثقافية لدول غربية متهمة بتأييد إبادة الفلسطينيين في غزة كداعمين للمهرجان، النقاش الذي تجاوب معه ياسر بقوله إن «سهرته المُهداة إلى المقاومة الفلسطينية في المهرجان وَقعُها أقوى وأهم للقضية» ومتمنياً الاستثمار في الجدل إيجابياً.

لم تغب مأساة مدينته قابس عنه قط، فكان يتذكّرها ويُذكِّر بها وينهل من ثقافتها كلما سنحت له الفرصة. اعتبر نفسه دائماً لاجئاً بيئياً اضطرّ للبقاء في العاصمة هرباً من الكارثة البيئية التي أصابت مدينته الأم بسبب إفرازات المعمل الكيماوي المستقر في المدينة منذ عقود، والذي أهلك صحة أبناء المنطقة وتسبب بمرض وموت العديد، ومنهم أفراد عائلته.

فلم يتردد في تطويع فنه لدعم المنظمات المشتغلة في مجال الدفاع عن البيئة، وتقدَّمَ التظاهرات والوقفات الاحتجاجية المُطالِبة بالعدالة البيئية وتفكيك الوحدات الصناعية الملوثة في كافة ربوع البلاد.

وفي عز أزمة أخلاقية واجهتها تونس حين مهدت خطابات الرئيس قيس سعيد الشعبوية، ووفَّرَت الدولة غطاءً، لموجة عنف عنصرية ضد المهاجرين من دول جنوب أفريقيا الصحراء، لم يكن يمكن لياسر جرادي أن يظل صامتاً كغيره من الفنانين الذين يعتبرون الحياد في مثل هذه المواقف نجاة، مُعلِّقاً على الموضوع في لقاء مع إحدى الإذاعات التونسية قائلاً: «لأول مرة أشعر بالخجل لأنني تونسي».

حين اهتزّت تونس سنة 2013 على وقع صدمة اغتيال الزعيم اليساري شكري بلعيد، وهو حدثٌ سيكون بعد ذلك مؤثراً في مسار التجربة التونسية وتاريخها، تقدَّمَ ياسر جموعَ الحاضرين في الجنازة الشعبية التي سار فيها مئات الآلاف. حرّكت هذه اللحظة الأليمة وجدانه ليبدع رائعة «نسمع فيه يغني» (إنني أسمعه يغني) التي أهداها لروح الراحل، والتي لا تزال نشيداً يُردده شتات اليسار التونسي إلى يوم الناس هذا.

إلى حيث المحبة ورفاق سبقوا

بدا المشهد مهيباً في مقبرة سيدي بولبابة في قابس في يوم تشييع ياسر، كانت بعض الوجوه السائرة في الجنازة مألوفة بالنسبة لي، مُشكَّلةً من جمعٍ من الرفيقات والرفاق ممّن عاشرتهم وعشت معهم باختلافاتهم لسنوات في تونس، وها هو المناضل الميداني أيوب عمارة يُلقي مرة أخرى كلمة تأبينية مؤثرة لتوديع رفيق جديد فقدته أجيال التغيير في تونس بشكل عصي على الهضم والتصديق.

وأنا أتابع المشهد من بعيد على مواقع التواصل الاجتماعي، شعرتُ أن مكاني كان يجب أن يكون هناك بينهم… لم أعرف الشخص الغريب ومآثره بشكل جيد، لكنني حتماً لو كنت في تونس لمشيت في الجنازة خلف النعش، مثل الآخرين، مُطأطئ الرأس احتراماً.

خانت الكلمات المشيعين والمعزّين افتراضياً وواقعياً لوصف فداحة الفقد، غير أنهم أجمعوا على إنسانية الفنان الراحل ونُبله وصدقه وإخلاصه وإصراره على الحلم ونشر السعادة والأمل، وقد اختزلوا كل هذه الصفات في جملة معبرة من كلمتين بالتونسية، تحمل الكلمة الأولى اسمه وترميزاً الوقت نفسه: «ياسر محبة» (كثير من المحبة)، وهو العنوان الذي اختاره لجولته الموسيقية الأخيرة التي توقّفت في منتصف الطريق.

قرر رفاقه أن يكملوها بعرض أغانيه في الحفل الذي لم يلحق به حتى تظل روحه خالدة، ربما يكون في ذلك عزاء لهم، بوفائهم لتمثُّلاته وأفكاره عن الموت: «في الموت، الجسد هو الظاهر فقط، هو مجرد تفصيل صغير، الروح هي الأهم، ما يتركه فينا الميت من أثر وإلى أي حد جعلنا أفضل، هو ما يجعلنا نتذكره ونحن مبتسمون وكأننا نشكره، الروح والأثر باقيان».

وداعاً ياسر، حليف الفضاءات الثقافية التونسية، ستفتقدك قاعات «ابن خلدون» و«ابن رشيق» و«فضاء مسار» و«مسرح التياترو» و«سينما السلام»، ستشتاق إليك حلق الواد التي سكنتها وسكنتك، وكل الساحات.

وبلّغ سلامَ رفيقاتك ورفاقك على من سبقوك إلى هناك من التونسيات والتونسيين من أجيال الأحلام والأوهام الكبيرة بالتغيير وجعل العالم مكاناً أفضل… على لينا، مالك، ريم، جاد، عدنان، واسماعيل من بين آخرين.