هل تجاوز الواقع العربي فكرة التسيّس والانخراط في الشأن العام من خلال الإنضمام إلى حزب سياسي ذي إطار محدد وبرنامج فكري واضح؟ لماذا لم تنتج الثورات العربية أحزاباً سياسية جديدة فعالة وقادرة على جذب الكتلة الثورية المسيّسة؟ لماذا يتجه الكثير من الطامحين لتغيير اجتماعي وسياسي في المنطقة من جيل الشباب للانخراط في مؤسسات غير حكومية بدلاً من أحزاب سياسية؟ ولماذا يبدو «المجتمع المدني» على علله أكثر حيوية وتأثيراً من الأحزاب التي ظهرت خلال السنوات الماضية؟
هل تكمن المشكلة بشكل أساسي في السلطوية وما أنتجته من فقر في النقاش الفكري والعمل المؤسساتي؟ ولكن إذا كان الأمر كذلك ماذا عن بلدان لم تعانِ سلطوية قاهرة وتبدو فيها الأحزاب السياسية الجديدة مع ذلك قليلة، رخوة، وغير فعّالة. أم أن القضية تنبع من أزمة على صعيد الأفكار وانتهاء عصر الإيديولوجيات الكبرى القادرة على الهيمنة وجذب الحشود؟ وهل نحتاج أصلاً إلى أحزاب سياسية مؤطرة ومؤدلجة في اللحظة السياسية الحالية في المنطقة أم أن الأجدى التعويل على حركات اجتماعية أكثر مرونة وتوافقات وطنية عامة بعيدة عن التفاصيل الإيديولوجية؟ هل يتقاطع الواقع العربي في هذه الظاهرة مع العالم الأوسع أم أنها ظاهرة إقليمية فقط؟
إعداد: كرم نشار
رسوم وإخراج فني: ياسمين فنري